متطوع مصري عائد من بغداد: خيانة كبيرة منعت صدام من «كهربة» المطار

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 13 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 14 مايو 2003 كشف متطوع مصري عاد مؤخراً من بغداد بعد مشاركته في القتال ضد القوات الأميركية ان خيانة كبيرة حدثت لصدام حسين من قبل كبار رجال الجيش، ومنعته من تنفيذ «المفاجأة» التي كان يتحدث عنها محمد سعيد الصحاف وزير اعلامه وهي اغراق منطقة مطار صدام بالمياه وكهربته لقتل القوات الأميركية به. وقال علي عبدالرازق الموصلي الضابط السابق بالقوات المسلحة المصرية ل«البيان» انه ليس صحيحاً ان المقاتلين العرب تدربوا على مهمات الدفاع المدني، بل تدربوا على مهمات قتالية ووصلوا الى مستوى عال، واشتركت بنفسي في تدريب المقاتلين كقوات صاعقة، وأنا كنت ضابط صاعقة ومدرساً في مدرسة الصاعقة، وأعرف مستوى المقاتلين جيدا. أما عن حجم ونوعية تسليح هؤلاء المقاتلين فلا يمكن تسليح هؤلاء المقاتلين إلا بأسلحة خفيفة نظرا لضيق الوقت وقصر فترة تدريبهم، وتنوعت أسلحتهم من استريللا «مضاد للطائرات»، ومدافع الهاون 80ملم، 90ملم، فضلا عن المدافع المضادة للطائرات والبنادق الآلية «كلاشينكوف» وال«آر بي جي» المضادة للدروع. وقال: أرتدى المقاتلون العرب الملابس العسكرية السوداء، وهي نفس ملابس وحدات «فدائيي صدام»، رفض جميع المقاتلين تقاضي رواتب شهرية أو نفقات مالية، فالكل ذهب متطوعا ويؤدي واجبا قوميا ووطنيا وكانت هناك معاملة ممتازة لنا من جانب القادة العراقيين والشعب العراقي. وأضاف انه تم توزيع المتطوعين على كافة قطاعات العراق العسكرية، كغيرهم من المقاتلين الرسميين، وأبلى المتطوعون بلاء حسنا في المعارك التي خاضوها، حتى أنهم ردوا القوات البريطانية عن البصرة عدة مرات، وكان الجميع في حالة معنوية مرتفعة، وأذكر أن تعليمات صدرت لنا بعدم حمل أي أوراق تثبت هويتنا أثناء قيامنا بعمليات عسكرية مضادة. وأكد انه كان ضمن القوات المكلفة بالدفاع عن بغداد، وبقي معها حتى سقوطها، ومن خلال ذلك أقول لابد من تقييم قوة الجانبين، وبالرغم من الفارق الكبير في القوة إلا أن القوات العراقية كانت تستطيع الدفاع عن بغداد لستة شهور على الأقل، وكان لدى القوات من السلاح والعتاد والمؤن ما يكفيها لذلك، حتى المدنيين كانوا مسلحين، وأينما سرت في شوارع بغداد تجد أسلحة وذخائر، فضلا عن تخزين المؤن والأغذية التي تكفي أهالي المدينة لستة شهور، ولكن ما حدث من إنهيار مفاجئ ليس له إلا تفسير وحيد وهو حدوث خيانة كبيرة، سلمت فيها المدينة بدون قتال. وأضاف أنا كرجل عسكري أقول أن سقوطاً بهذا الشكل لا يمكن أن يحدث إلا بخيانة قادة الجيش والحرس الجمهوري والمخابرات.. وكانت هناك قرائن على حدوث هذه الخيانة حتى قبل سقوط بغداد. وأضاف ان القوات الأميركية تكبدت خسائر كبيرة في معركة المطار، وان قناة «الجزيرة» صورت ذلك، وعندما خرج الصحاف يبشر بحدوث مفاجأة في الغد، كان يعني ما يقوله بالفعل حيث كانت هناك خطة ستنفذ ضد القوات الأميركية المتبقية أو التي ستصل، وتتمثل في فتح الجسور والسدود واغراق منطقة المطار ثم كهربة هذه المياه، وهي خطة قديمة نفذها صدام حسين أثناء حرب الخليج الأولى ضد ايران، وهذه الخطة لم تنفذ أيضا بسبب الخيانة التي وقعت. وقال ان ما رأيته بعيني في العراق يؤكد وجود صدام في العراق، فالقوات العراقية الرئيسية بأسلحتها الثقيلة لم تدمر كما يشاع بل اختفت، ولم أشاهد هذه الأسلحة مدمرة أو تحت سيطرة القوات الأميركية، وصدام كان يدرب قواته على حرب تحرير طويلة في حالة احتلال العراق، وهذا ما حدث. القاهرة ـ ناصر حجازي:

Email