المحامي المعارض الناشط في الداخل غازي سليمان: القانون الدولي يتيح لمصر حق التدخل في السودان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 12 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 13 مايو 2003 أكد رئيس جبهة استرداد الديمقراطية (جاد) فى السودان المحامي المعارض غازى سليمان ان زيارة الرئيس المصري حسنى مبارك الاخيرة للسودان رفعت معنويات الشعب السودانى وحكومته، وحذر من ان السودان فى هذه المرحلة الحرجة بدون مساعدة من مصر فانه سيتمزق الى دويلات صغيرة لا حول لها ولا قوة، مشيرا إلى ان مصر تملك حق التدخل في السودان بنص القانون الدولي. وأوضح غازى سليمان فى حديث لموفد وكالة أنباء الشرق الاوسط (المصرية الرسمية) بالخرطوم ان رقابة مصر لمفاوضات السلام السودانية الجارية حاليا فى ضاحية مشاكوس الكينية ستقود الى سلام فعلى يحفظ للسودان وحدته. وأشار الى أن أحداث العنف فى دارفور ليست انتفاضة ضد نظام الحكم فى الخرطوم بل هى انتفاضة ضد أهالى دارفور المشاركين فى الحكم، ولم يستبعد أن يكون للحركة الشعبية لتحرير السودان من منطلق معرفته بقادتها دور فى دعم مرتكبى أحداث دارفور غير انه استبعد وجود علاقة للمعارضة فى خارج السودان بهذه الاحداث وبالقائمين عليها. ودعا الى ضرورة تنمية جميع مناطق السودان واشراكها فى السلطة حتى يولد «السودان الجديد» وقال اننى لاأعول فى تنمية السودان على العالم العربى أو الجامعة العربية وانما على امكاناتها الذاتية ومصر وتوقع الدكتور غازى أن يتلاشى التجمع الوطنى الديمقراطى السودانى المعارض عقب توقيع اتفاق السلام. وقال «المستقبل للحركة الشعبية التى بشرت بسودان جديد». وحول زيارة الرئيس المصري الاخيرة للسودان قال غازى ان أهمية الزيارة تنبع من أنها أعادت الثقة لاهل السودان ورفعت معنوياتهم واننى أشارك الرئيس عمر البشير فى قوله ان الزيارة رفعت معنوياته ومعنويات الحكومة غير أننى أرى أن الزيارة رفعت أيضا معنويات كل شعب السودان لان هناك انطباعا ساد المجتمع السودانى خلال الفترة الماضية أن مصر نزعت يدها عن السودان منذ المحاولة الفاشلة الاثمة للاعتداء على الرئيس مبارك فى أديس أبابا عام 1995. وردا على سؤال بشأن قراءته للجولة الخامسة لمفاوضات السلام الحالية فى مشاكوس قال ان مفاوضات السلام كانت فى حقيقة الامر مفاوضات للترتيب لتقسيم السودان ولكن بعد زيارة الرئيس المصري اعتقد ان الوضع تغير فهذه المفاوضات التى تراقبها مصر عن كثب ستؤدى الى سلام فعلى يقودنا فى النهاية الى تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على السودان وبدون مصر فى هذه المفاوضات فان السودان سيتمزق تحت راية السلام. وبشأن توقعه بالتوصل الى اتفاق سلام قبل حلول شهر يوليو المقبل قال ان الحلول جاهزة واعتقد ان مصر لعبت دورا كبيرا فى الوساطة بين طرفى الصراع الحكومة السودانية والحركة الشعبية وبالتالى فان الفترة المقبلة ستشهد حلا نهائيا واتفاق سلام. وعما اذا كان توقيع اتفاق سلام مع الجنوب سيدفع مناطق سودانية اخرى مثل دارفور للسعى لتوقيع اتفاق مماثل قال: ان جنوب السودان ليس هو المنطقة المهمشة الوحيدة بل هناك مناطق اكثر تهميشا وبؤسا من الجنوب وخاصة فى شرق وغرب السودان ومنعا لمثل هذا الموقف فيجب تنمية مناطق شمال وشرق وغرب السودان واشراكها فى السلطة ووضع دستور جديد يعبر ويعكس واقع التنوع العرقى والدينى والثقافى والاثنى. وعن امكانية ان تساهم الجامعة العربية من خلال صندوق تنمية جنوب السودان فى هذا الهدف قال: بعد عملية العدوان على العراق لااعول كثيرا على الجامعة العربية او على التضامن العربى او القومية العربية بل يجب التركيز فى تنمية السودان على مصر وسواعد ابنائها ويجب ان تعلم مصر ان مستقبلها ومستقبل شعبها يستوجب عليها ان تضع ثقلها الاقتصادى والسياسى فى السودان. واضاف ان غزو العراق احدث تغييرا فى المنطقة وهو ما يجب علينا نحن فى وادى النيل أن نتكاتف أكثر وتكون هناك سياسات جديدة واضحة بشأن مستقبل وادى النيل ويجب الا تفرط مصر فى السودان وخاصة ان ثلثى مجرى نهر النيل يجرى فى السودان وبالتالى فمصالح مصر فى السودان شرعية وهى الدولة الوحيدة التى لديها حسب نصوص القانون الدولى حق التدخل فى السودان، فسيادة مصر تمتد الى منابع النيل. وحول التقارب الحالى بين حزب المؤتمر الوطنى الحاكم واحزاب المعارضة قال اعتقد ان المعارضة هى معارضة فى الشكل وليس فى الموضوع وبالتالى فاننى لااعول كثيرا على المعارضة وانما اعول على البرنامج الذى يسود السودان منذ استقلاله عام 1956 وهو يكرس الديكتاتورية ويهمش القوى غير العربية، واؤمن بان الحركة الشعبية هى الحركة المعارضة الوحيدة التى سيكون لها مستقبل فى السودان وذلك ليس لانها حملت السلاح بل لانها بشرت ببرنامج السودان الجديد الذى يحترم التنوع العرقى والدينى والثقافى فى البلاد، اما التجمع الوطنى الديمقراطى المعارض فسيتلاشى بعد توقيع اتفاق السلام. أ.ش.أ

Email