مواجهة طاحنة مرتقبة بين بوش وشيراك في إيفيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 9 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 10 مايو 2003 توقع محللون سياسيون أن تتحول قمة مجموعة دول الثمانى الصناعية الكبرى المقرر عقدها فى بداية يونيو المقبل، فى مدينة ايفيان الفرنسية الى مواجهة جديدة بين فرنسا والولايات المتحدة امتدادا للمواجهات القائمة بين البلدين بسبب ترأس الاولى لمعسكر السلام والثانية لمعسكر الحرب على العراق. وقال هؤلاء ان الرئيس جاك شيراك، الذى يأمل فى استغلال القمة فى موضوعات تتعلق بعمليات التنمية فى العالم خاصة فى دول الجنوب بعد أن دعا اليها 12 من أهم زعمائها، سيواجه بدون شك مخططات الرئيس الاميركى جورج بوش الرامية لاستغلال القمة فى تعظيم انتصاره فى العراق بوضع مكافحة الارهاب واعادة بناء العراق وفقا للمعايير الاميركية على رأس جدول أعمال هذه القمة كما وضعهما على رأس حملته الانتخابية للفوز بفترة رئاسية ثانية فى نوفمبر 2004 كما ظهر ذلك بوضوح من ارتدائه للملابس العسكرية وهو يتوجه لحاملة الطائرات التى أعلن على متنها انتهاء العمليات العسكرية فى العراق. وفى وقت خطط فيه شيراك فور اعادة انتخابه فى مايو 2002 الى اعطاء قمة الدول الثمانى الصناعية الكبرى فى الفترة من 1 الى 3 يونيو بإيفيان طابع انسانى للتخفيف من توحش العولمة بدعوة دول الجنوب اليها فإن الانتصار الاميركى على العراق سيحد على الارجح من مشروعات الرئيس شيراك بعد أن تبين أن الصقور الذين يسيطرون على الادارة الاميركية متمسكون بأن ينتهج بوش موقفا صارما فى مواجهة الذين تزعموا المعسكر الرافض للحرب على العراق والمتمسك بالشرعية الدولية. ورجح المحللون أن يبذل بوش كل ما فى وسعه من أجل تحويل قمة ايفيان الى قمة الانتصار على العراق برفض كل مبادرات الرئيس شيراك الرامية لمساندة عمليات التنمية فى دول الجنوب بزعم أن آليات السوق هى الحكم الوحيد فى هذه القضية. ومن المقرر أن يعمل بوش على فرض كل هذه الشروط على قمة ايفيان فى أقل من يومين فقط على أساس أن واشنطن أعلنت أن الرئيس الأميركى لن يمضى على الاراضى الفرنسية سوى ليلة واحدة بدلا من ليلتين كما يجرى عادة فى القمم السابقة. وكانت بعض الصحف الاميركية ذكرت ان بوش قرر المبيت فى مدينة لوزان السويسرية الحدودية لمدينة ايفيان لرفضه تمضية الليل فى الاراضى الفرنسية انتقاما من الرئيس شيراك لتمسكه بالشرعية الدولية غير أن البيت الابيض نفى هذه الأنباء الصحفية التى تندرج فى اطار الحرب الاعلامية الاميركية البريطانية على فرنسا وزعيمها. وترى مصادر مطلعة أن الرئيس شيراك ليس امامه للخروج من هذه الورطة سوى حل وحيد وهو اتخاذ مبادرة تكتيكية بالاعلان عن رفضه لصدور بيان ختامى عن القمة على أساس أن وقت القمة ضيق جدا والاستعاضة بالبيان الختامى بإعلان يؤكد فيه الزعماء الثمانية تضامن الأنظمة الديمقراطية فى العالم ضد الأنظمة الديكتاتورية اضافة الى مسئوليتهم المشتركة لمكافحة الفقر فى دول العالم. أ.ش.أ

Email