وجه انتقادات عنيفة واتهم الرئيس بالابتزاز، بن فليس : بوتفليقة يدير الجزائر كمزرعة خاصة !

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 8 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 9 مايو 2003 وجه علي بن فليس رئيس الوزراء الجزائري السابق انتقادات لاذاعة للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة موضحا ان سبب الخلاف وراء اقالته هو «كرسي الرئاسة» وقال بن فليس في مؤتمر صحفي الليلة قبل الماضية انه تعرض للابتزاز من قبل بوتفليقة مضيفا ان الجزائر «ليست مزرعة خاصة» في اشارة الى ان الرئيس الجزائري يتصرف وكأنه يدير مزرعته الخاصة. وقال بن فليس ان بوتفليقة اقاله لانه لم يحصل على ضمان بمساندة جبهة التحرير الوطني لترشحه لفترة رئاسية ثانية العام المقبل. وأكد ان المبرر الوحيد لتنحيته هو الخلاف حول الانتخابات الرئاسية المقبلة. ونقل بهذا الصدد إلى عشرات الصحفيين الذين غصت بهم القاعة محتوى حديث ساخن جرى بينه وبين وسيط من الحاشية كلفه بوتفليقة بتبليغه رسالة واضحة حول الخلاف معه. وأكد ان الوسيط وهو مسئول سام في الرئاسة ومن حاشية الرئيس قال له «بينك وبين الرئيس مشكل واحد هو انتخابات 2004. ان بقاءك في منصب رئيس الحكومة مرتبط بإعلان تزكية جبهة التحرير الوطني لترشح بوتفليقة لفترة رئاسية ثانية. وقال بن فليس «قلت في ردي على الوسيط هذا: «انني ارفض هذا الاسلوب فأنا محام قديم ساهمت في الدفاع عن المساجين واخراجهم من السجون ووقفت دوما إلى جانب المظلومين وانا لست ممن يخضعون للمساومة، فافعلوا ما شئتم وانا لن استقيل لأنني امثل حزب الاغلبية، واوضح بن فليس بأن اشارات واضحة جاءته من الرئاسة تدعوه للاستقالة حتى يتسنى للرئيس تعيين رئيس حكومة يساعده على بلوغ مقصده. كما امطر بن فليس بوتفليقة بسلسلة من التهم منها خروجه عن الاخلاق التي يجب ان تحكم العمل السياسي، وعرقلة المساعي الرامية لحل أزمة القبائل وتفكيره بعقلية الحزب الواحد الذي انتهى عهده واصبح المجال ـ كما قال ـ مفتوحاً لبروز احزاب تشكل قوة اقتراح مستقلة عن مؤسسات الدولة، وهذا وحده الطريق الذي يساعد على عبور البلد إلي بر الأمان وتحقيق الازدهار، وتعهد بن فليس بأن لا يكون حزبه جسرا لبقاء شخص او اشخاص في الحكم. ووجه كلامه الى الرئيس ومعاونيه «ان شئتم هذا ابحثوا عنه لدى جهة اخرى» وهو ما فسره الملاحظون على انه اشارة للتجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده احمد او يحي خليفته على رأس الحكومة. وأكد بن فليس قناعة بأن اقالته من الحكومة دون تقديم اسباب ليست بداية أزمة سياسية بقدر ما هي مؤشر لنهاية الأزمة. في اشارة واضحة الى ان جبهة التحرير ستعمل على احداث التغيير في الرئاسة حتى تستتب الأمور. وتحدث بن فليس مطولاً عن احتكار بوتفليقة لكل ما يتعلق بتسيير الجهاز التنفيذي خاصة ما اتصل بتعيين الاعوان من مختلف المستويات. وأكد انه لم يعين مسئولاً واحداً منذ توليه رئاسة الحكومة عام 2000م وهذه هي الأزمة التي يجب ان تنتهي كما تحدث عن العراقيل التي صادفها وهي كلها من رئاسة الجمهورية ومن ضمنها حجب قانون استقلالية القضاء الذي قدمه وجمد بواعز من الرئيس. وأكد بن فليس ان نواب جبهة التحرير في البرلمان وهم أغلبية مطلقة سيقدمون قريباً تعديلات كبيرة على قانون الانتخابات لاضافة المزيد من صدق الاقتراع. وفيما يخص احتمال ترشحه لمنافسة بوتفليقة في الانتخابات المقبلة قال بن فليس «ان جبهة التحرير الوطني حزب تسيره مؤسسات في كل المستويات وهذه المؤسسات هي التي تحدد الموقف». لكن مختلف هيئات الحزب تجاوزت صدمتها بسرعة قياسية ويجري التحضير لحمل بن فليس إلى القصر الرئاسي في ربيع 2004. الجزائر ـ مراد الطرابلسي:

Email