تداعيات الحرب تفجر أزمة بين واشنطن وانقرة، وولفيتز ينتقد تركيا بعنف ويشترط اعترافها بالخطأ

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 7 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 8 مايو 2003 ظهرت بوادر ازمة جديدة في العلاقات الاميركية التركية فاضافة الى تجاهل واشنطن وزير الدفاع التركي الذي اختتم زيارة للعاصمة الاميركية وجه بول وولفيتز نائب وزير الدفاع الاميركي انتقادات حادة لتركيا واشترط اعتراف تركيا بالخطأ في موقفها من الحرب على العراق. وقال ان تركيا التى تنظر واشنطن بتقدير الى نموذجها الديمقراطى خيبت آمال الولايات المتحدة وجعلت مهمة تحرير العراق أكثر صعوبة واقتربت من عقد اتفاق مع أسوأ ديكتاتور فى العالم . وقال وولفيتز «فى حديث خاص لشبكة «سى ان ان» تورك الاخبارية التركية» ان الولايات المتحدة بالرغم من ذلك تريد فتح صفحة جديدة فى العلاقات مع تركيا لكنه اشترط لتحقيق ذلك اعتراف أنقرة بخطئها مع واشنطن وأن تكون حساسة بشكل أكبر للحوادث التى تقع فى العراق اذا كانت راغبة فى الاستمرار فى علاقات الشراكة الاستراتيجية بينها وبين واشنطن . وأوضح بول وولفيتز أن الجيش التركى لم يدافع ولم يؤيد نشر قوات اميركية في تركيا وعبورها للعراق .وكانت خيبة أملنا كبيرة أيضا فى الحكومة التركية والرأى العام التركى لأنهم لم يفهموا ما يحدث بالعراق واستطرد قائلا انه كان من المفروض عليهم فى تركيا أن يقدموا المساعدة لنا كى تحمى الولايات المتحدة المواطنين العراقيين وتنتقل بهم الى مكانة أفضل . وقال نائب وزير الدفاع الأميركى ان الفرصة لا تزال قائمة لكى تعمل تركيا مع الولايات المتحدة سويا لتأمين الديمقراطية فى العراق . وطالب المسئول الاميركى تركيا بالعمل على اتباع سياسة تنسجم مع السياسة الأميركية فيما يتعلق بسوريا وايران لأن واشنطن تعتقد بضرورة تغير مواقف دمشق وطهران . وأضاف ان الفرق البولندية والانجليزية تتولى حاليا مهام حماية السلام فى العراق معربا عن عدم اعتقاده بأن لتركيا دورا فى هذا الاطار فى الفترة الحالية . وتحدث بول وولفيتز باسم الشعب العراقى قائلا ان العراقيين لا يريدون الاقتراب الكامل من دولهم المجاورة ومن بينها تركيا ولا أريد أن أذكر عبارة «ان العراقيين لا يرغبون الأتراك » لأن هذه العبارة ستكون عبارة قاسية على تركيا لكننى أقول فقط ان العراقيين لا يرغبون فى القوة التركية وانتقد نائب وزير الدفاع الأميركى الجيش التركى قائلا ان الجيش التركى لم يظهر دور الزعامة القوية فى الأزمة العراقية كما أن الحكومة التركية لم تفهم ما الذى خسره الشعب التركى، ويجب على تركيا أن تعترف بالخطأ الذى ارتكبته فى موضوع العراق وأن تتخذ قرارا يتعلق بكيفية تقديم دعمها لأميركا. وفيما يتعلق بقاعدة انغيرليك العسكرية قال وولفيتز اننا لم نتخذ حتى الأن قرارا نهائيا بشأن مستقبل قاعدة انغيرليك ونحن لم ننسحب من القاعدة ، ولكن تركيا هى التى ذكرت لنا أن مهامنا فى قاعدة انغيرليك قد انتهت ويجب أن تتركوها مع العلم أننا كنا نتوقع من تركيا أن تعرض علينا استخدام القاعدة . وأضاف المسئول الاميركى ان الولايات المتحدة لا يمكن أن تبقى فى مكان غير مرغوب تواجدها فيه، وأعرب وولفيتز عن اعتقاده بأنه لم يعد ممكنا من الأن فصاعدا لواشنطن الاستفادة من قاعدة انغيرليك . ومن ناحية أخرى قال نائب وزير الدفاع الأميركى ان تركيا دفعت ثمنا باهظا بسبب موقفها وكان ممكنا أن يزيد حجم حزمة المساعدات الاقتصادية عن حجم الحزمة التى تم تقديمها بالفعل لأنقرة . وقال وولفيتز انه يتعين على تركيا من الأن فصاعدا التخلى عن ذكر أن ما حدث فى العراق كان تطورات سيئة لأنه من الخطأ تصور أن تركيا كانت ستشعر بأمان فى حالة بقاء الدكتاتور صدام حسين فى العراق فترة أطول . واختتم بول وولفيتز حديثه غير المسبوق فى تاريخ العلاقات التركية الأميركية قائلا انظروا الأن لصورة الموقف التركى مع الولايات المتحدة ، وانظروا الى صورة التقارب الذى تريد أنقرة أن تقوم به مع ايران وسوريا كحل وكبديل، وقال وولفيتز أرجو المعذرة انه طريق خاطيء. واذا كانت تصريحات بول وولفيتز الحادة تجاه تركيا كانت صريحة ومفاجئة الا أن المفاجأة الأخرى كانت فى رد فعل وزير الخارجية التركى عبد الله غول عليها حيث حاول غول تجاوز حقيقة الأزمة التى عكستها تصريحات وولفيتز غير المسبوقة ، وخفف غول من قسوة تصريحات بول وولفيتز قائلا انه تم التركيز على جانب واحد فى تصريحاته مؤكدا أنه يتعين الاستماع الى حديث وولفيتز كاملا حتى يمكن تقييمه بشكل صحيح لأن الحديث يكشف أفاق المستقبل. وأضاف عبد الله غول أن تصريحات وولفيتز أعطت رسالة ايجابية تجاه تحسين العلاقات التركية الأميركية وكانت تعبيرا عن ادراك لأهمية تركيا الا أن كافة وسائل الاعلام التركية والمراقبين السياسيين فى أنقرة لا يتفقون مع عبد الله غول فى هذا الرأى . وكان ليشار بيوك أنت نائب رئيس الأركان رأى أخر حيث عقب على تصريحات نائب وزير الدفاع الأميركى قائلا ان هذا هو أسلوب وولفيتز . وتصريح وولفيتز لم يخرج عن نطاق تقييماتنا للموقف . وقد جاءت مانشيتات الصحف التركية لتعكس موقفا مغايرا لموقف عبد الله غول حيث خرجت صحيفة «ميلليت» التركية أوسع الصحف انتشارا بمانشيت تهديد من وزارة الدفاع الأميركية فيما احتل مانشيت يجب على تركيا الاعتراف بخطئها صدر الصفحات الأولى لصحف «راديكال» و«جمهوريت» و«حريت» وتصدر مانشيت موقف غريب من وولفيتز الصفحة الأولى لصحيفة «صباح». وجاءت تصريحات وولفيتز لتقطع الشك باليقين حول حقيقة وجود أزمة تركية أميركية وأن الخلافات بين البلدين على خلفية الأزمة العراقية قد بلغت حدا باتت معه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين «والتى لم تكن أمرا قابلا للنقاش قبل أقل من عام »أمرا تحكمه الشروط الأميركية وروية تركيا لمصالحها القومية فى ظل المتغيرات الجديدة على الأرض التى فرضها الاحتلال الأميركى للعراق . وذكرت صحيفة «وطن» التركية أن علامة أخرى من علامات الأزمة التى تشهدها العلاقات التركية الأميركية ظهرت خلال زيارة وجدى غونيل وزير الدفاع التركى للولايات المتحدة التى اختتمها فى وقت مبكر صباح امس الاربعاء عائدا الى أنقرة . وأشارت الصحيفة الى أن وجدى جونيل «الذى توجه الى واشنطن لحضور اجتماع لحلف الناتو وأوكرانيا » لم يستطع الحصول خلال الأيام الأربعة التى استغرقتها زيارته على مواعيد للقاء أى من المسئولين الأميركيين باستثنناء مارك غروسمان مساعد وزير الخارجية . وأوضحت الصحيفة أن وجدى غونيل التقى مصادفة «على هامش الاجتماع » مع وزير الدفاع الأميركى دونالد رامسفيلد الا أنهما لم يعقدا أى اجتماعات أو مباحثات ثنائية بالرغم من خطورة المرحلة الراهنة فى العراق وما يفترض أن تتطلبه من تنسيق تركى أميركى . وأشارت الى أن وزير الدفاع التركى اكتفى بالقيام بغولة فى واشنطن مع العلم بأنه « وقبيل اندلاع الحرب عندما زار وزير الخارجية التركى يشار ياقيش واشنطن مع وزير الاقتصاد على باباشان» الرئيس الأميركى جورج بوش كان على رأسج المسئولين الأميركيين الذين تباحثوا معهما .وكالات

Email