فندق هتلر «القبيح» ثروة أثرية معروضة للبيع

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 6 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 7 مايو 2003 على امتداد نحو خمسة كيلومترات بمحاذاة أحد أجمل شواطيء ألمانيا ينعى أكبر فندق في العالم من بناه، هيكل عملاق سعة 10 الاف غرفة اقامه أدولف هتلر ليكون مجمعا للعطلات واعداد الجماهير للحرب. بدأت الحرب العالمية الثانية قبل بناء مصيف برورا على جزيرة رويجن ببحر البلطيق. ولكن حجم ما استكمل يعكس جنون العظمة الذي كان هتلر مصابا به أكثر من أي صرح نازي اخر مثل ستاد برلين الاولمبي أو موقع المؤتمرات الجماهيرية في نورمبرغ. ويسمى المحليون المبنى «تمثال برورا» نسبة الى تمثالي ممنون بجنوب مصر وقد اصابه الاهمال والتصدع وبات خاويا على عروشه عدا بضعة متاحف ومقهى متواضع وملهى للديسكو. قال اوي شفارتز الموظف بمتحف برورا «كان احد اكبر مشروعات الحزب القومي الاشتراكي، كان هتلر يعتزم بناء خمسة مجمعات على شاكلته». وكانت برورا مهيأة لتكون مصيفا رخيصا لنحو 20 الفا دفعة واحدة ضمن البرنامج النازي «القوة عن طريق المرح» وهو صيغة مبكرة للسياحة الجماهيرية. كان هتلر مقتنعا ان ألمانيا لم تخسرالحرب العالمية الاولى لانها هزمت في ساحة القتال ولكن لانها فقدت اعصابها. وكانت فكرته توفير برنامج عطلات منخفض التكاليف للاسهام في قيام أجيال صحية قوية تحرز النصر في الحرب المقبلة. ويتكون الهيكل العملاق من ستة طوابق وينقسم الى ثمانية مجمعات بطول 800 متر بحذاء الساحل الهلالي. خمسة من هذه الاقسام سليمة قابلة للاستخدام. ويبدو المكان مثل مبنى حكومي ضخم ولكنه عار من اية زينة ويكاد لا يصلح ليكون مصيفا يتمتع نزلاؤه بالمرح والبهجة. ولكن المبني فاز بجائزة في معرض باريس عام 1937 كنموذج لمصيف جماهيري. وكل الغرف وعددها 10 الاف تطل على البحر واثاثها سريران ومقعدان وصيوان وحوض. قال شفارتز «كانت الفكرة المساواة بين الجميع». وكانت الحمامات في الممرات والتدفئة مركزية. وكانت تكلفة الاقامة بالوجبات نحو 10 ماركات يوميا في ذلك الوقت. قال شفارتز «كان هتلر يعتقد في اهمية توفير وسائل ترفيه منخفضة التكاليف لانه اذا تمكن ان يسيطر على كيفية تمضيتهم للعطلة مثلما يسيطر عليهم في مكان العمل فانه يسهل عليه ان يرسلهم الى الحرب». بدأ البناء في 1936 وتوقف عندما بدأت ألمانيا الحرب العالمية الثانية. كان المشروع الذي لم يستكمل يتضمن خططا لاقامة قاعة كبرى تسع 20 الفا وحمامات للسباحة وجمنازيوم ومتاجر ومدرسة ومحطة للكهرباء ومستشفى وقاعات لحمامات الشمس ومصابيح للاشعة تحت الحمراء. وبدلا من تكون مصيفا تحولت برورا الى مدرسة مؤقتة للشرطة النازية ومأوى للمدنيين الذين فقدوا ذويهم في غارات الحلفاء الجوية على هامبورغ ومدن شمالية اخرى. وفي 1944 و1945 كانت مأوى للاجئين هربوا من شرق ألمانيا أثناء زحف الجيش الاحمر السوفييتي على برلين. واستولى عليها السوفييت ثم ألمانيا الشرقية وكانت منطقة محرمة على الجمهور حتى الوحدة الالمانية عام 1990. وحاليا تستقبل برورا 250 ألف زائر سنويا. ولكن اغلب غرف المبنى القابلة الاستخدام وعددها 6 آلاف و500 غرفة خالية واصبح هذا الهيكل من الاسمنت المسلح يشكل صداعا للحكومة وتحاول بيعه منذ عشر سنوات. والمبنى قبيح ويحتاج الى استثمار ضخم. وقالت مايا موكوش المندوبة الحكومية التي تبحث عن مستثمرين «المبنى قبيح ومع ذلك فهو مسجل كاثر تاريخي مما يصعب اضافة تحسينات على مظهره، لا اتوقع العثور على مشتر في القريب العاجل». رويترز

Email