معلوماتها ساعدت في القضاء على «علي الكيماوي»، المخابرات الإيطالية لعبت دوراً مهماً في غزو العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 5 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 6 مايو 2003 ذكرت صحيفة «المستقبل» اللبنانية امس ان جهاز الاستخبارات العسكرية الايطالية «سيسمى» لعب دورا مهما فى الحرب الأميركية الأخيرة على العراق وذلك بعد تسلل مجموعات من عناصره الى مدن كركوك وبغداد والبصرة بدءا من يناير الماضى حيث عملوا على التمهيد للغزو العسكرى الأميركى ـ البريطاني. ونقلت الصحيفة عن تقرير نقلته احدى الحكومات العربية ان مهمة هذه المجموعات التابعة للاستخبارات العسكرية الايطالية تركزت على تحديد الأهداف الحيوية التى يتوجب على الأميركيين والبريطانيين قصفها وأماكن وجود كبار المسئولين العراقيين وانشاء شبكات تجسس محلية، اضافة الى الاتصال بعدد من كبار الضباط والمسئولين فى حزب البعث لاقناعهم بالهرب من الخدمة. واشار التقرير الى ان الاستخبارات العسكرية الايطالية كانت وراء تحديد مكان الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية أبو العباس المطارد بتهمة خطف السفينة اكيلى لاورو، وقد ألقت القوات الأميركية القبض على أبو العباس فى العراق فى 16 ابريل الماضى. وقال التقرير ان نيكولو بولارى رئيس جهاز «سيسمى» ارسل رجاله الى العراق قبل أربعة أشهر من بداية الحرب التى كان الأميركيون والبريطانيون جاهزين لها منذ ديسمبرالماضى. وقد تبلغت ايطاليا فى حينه ضرورة مشاركتها فى الحرب لوجستيا واستخباراتيا. واشار الى ان التنسيق كان يتم عبر السفارة الأميركية فى روما التى كانت تتلقى تقارير يومية عن نشاطات رجال «سيسمي» فى العراق. وتحدد دور الاستخبارات العسكرية الايطالية فى الحرب على نحو دقيق بعد الزيارة التى قام بها الى روما رئيس الأركان الاميركي الجنرال ريتشارد مايرز في 17 يناير الماضي. ونقلت صحيفة «المستقبل» اللبنانية عن التقرير الاستخباراتى أن الفكرة كانت ترتكز على تحديد الأهداف ورصد التحركات العسكرية العراقية وتحديد المواقع العسكرية فى الأحياء الشعبية. وأضاف ان لايطاليا تقاليد استخباراتية عريقة فى بغداد تحديداو كما ان البصرة معروفة جيدا من الايطاليين ولا تخفى فيها أى حركة للنظام وذلك بفضل المخبرين الذين تعرف الأجهزة الايطالية ان فى استطاعتها الاعتماد عليهم. وذكر ان الستار الذى تسلل رجال جهاز الاستخبارات العسكرية الايطالية سيسمي تحت غطائه الى العراق فى أواخر يناير ومطلع فبراير كان حججا مختلفة، وتطلب ذلك خيالا خصبا لأن بغداد كانت تشكك فى الجميع وتشتبه فى كل شيء وكانت كل وحدة من الاستخبارات تجهل وجود الوحدات الأخرى، ووزعت مناطق العمل على كركوك وبغداد والبصرة، وتخصصت كل وحدة فى منطقة معينة وكانت على اتصال بالمصدر المباشر للمعلومات وكان مصدرا سخيا جدا فى معظم الحالات. ولم يحدد التقرير من هو المصدر السخي الا انه بدا واضحا فى اشارته الى قيادات عسكرية أو أمنية. ونقل التقرير عن مصدر فى الميدان قوله عن المرحلة التى سبقت الحرب أخذنا نقترب من ضباط كبار فى الجيش النظامى وأعضاء فى البعث ونتصل بهم وندعوهم الى الهرب من الخدمة. وجدنا أنفسنا أمام رجال فى غاية اليأس، كانوا على استعداد لمقايضة كل ما لديهم من معلومات فى مقابل انقاذ حياتهم او تحقيق مكسب سياسى لفترة ما بعد الحرب. واضاف ان السرعة التى اخترقت بها سيسمي الجيش العراقى والحزب وحيوية المعلومات التى حصلت عليها ادهشت الاميركيين انفسهم، وعندما اندلعت الحرب كان الجهاز الايطالى يرسل معلوماته الفورية لحظة بلحظة وصارت المعلومات حاسمة فى سير المعارك. ويعتبر التقرير ان الاستخبارات العسكرية الايطالية لعبت دورا اساسيا فى قصف فيللا علي حسن المجيد ابن عم صدام حسين. ويعتقد ان علي حسن المجيد الملقب بعلي الكيماوى قد لقى حتفه فى تلك الضربة فى البصرة. وقال التقرير فى هذا الصدد يوم 4 ابريل وفى احدى ضواحى البصرة، مات فى فيللا محصنة علي الكيماوى رجل صدام المسئول عن المقاومة فى البصرة وجنوب العراق، ان المعلومات التى قادت الطائرات البريطانية اليه عجنت وخبزت ايضا بدقيق سيسمي الايطالي. وقد رصدت تحركات علي الكيماوى لحظة بلحظة لمدة اسبوعين من جانب المخبرين وابلغت كلها الى القيادة الحليفة.أ.ش.أ

Email