عرفات يعزي عائلته ويعتبره «شهيداً»، بريطانيا تطالب اسرائيل بالتحقيق في مقتل الصحافي ميلر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 4 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 5 مايو 2003 كرم ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني جيمس ميلر الصحافي البريطاني الذي قتله الاحتلال واعتبره «شهيدا» في وقت طالبت لندن حكومة ارييل شارون بتحقيق شفاف في مقتله وسط محاولة الاخيرة تزوير جريمتها بادعاء تعرضه لرصاص قناص فلسطيني وهو ما فضحته الوقائع على الارض. وبعث عرفات برسالة تعزية الى عائلة الصحفي البريطاني جيمس ميلر «34 عاما» الذي قتل برصاص جيش الاحتلال في رفح فيما كان يعمل على تصوير فيلم وثائقي حول تأثير العنف في الانتفاضة على الاطفال الفلسطينيين لصالح شبكة التلفزة الاميركية الخاصة «اتش .آر،أو». كما قرر عرفات منح المصور الصحفي ميلر قلادة بيت لحم 200 وتم اعتماده ايضا شهيدا للصحافة تقديرا لجهوده ومواقفه في خدمة الانسانية حيث لديه العديد من الاعمال وخصوصا حول انتهاكات حقوق الطفل في العالم والتي حصلت على العديد من الجوائز الغنية المرموقة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية حول مقتل الصحفي ميلر «اننا على اتصال بالسلطات الاسرائيلية ونحن ندفع من اجل اجراء تحقيق يتسم بالشمول والشفافية». وقالت وزارة الخارجية ان مايك اوبراين وزير الدولة للشئون الخارجية اتصل هاتفيا بالسفير الاسرائيلي في لندن السبت ليؤكد قلق بريطانيا بسبب الحادث. وقالت القناة الرابعة البريطانية التي سبق ان بثت له اعمال في الماضي الى اجراء تحقيق. وقالت متحدثة باسم القناة «مما لاشك فيه ان الملابسات تستلزم التدقيق فيها بعناية». وقالت دوروثي بيرن مديرة الاخبار بالانابة في القناة الرابعة ان مقتل ميلر الذي يحظى باحترام كبير هو ضربة مدمرة للمجتمع الصحفي البريطاني. واضافت «اننا نشعر بالهلع من سماع الانباء بان جيمس تعرض للقتل. انها خسارة لايمكن احتمالها لاسرته وللمجتمع الصحفي الذي خسره». وتابعت «كان واحدا من ابرز المصورين الصحفيين في جيله. كان شجاعا ولكنه كان ايضا ذا خبرة كبيرة وما كان ليخاطر ابدا بدون داع». وقالت منظمة صحفيين بلاحدود التي احتفلت السبت بيوم حرية الصحافة الدولي والتي تتخذ من باريس مقرا لها انها تشعر بالصدمة من جراء مقتل ميلر وانضمت الى الدعوات التي تطالب الحكومة الاسرائيلية باجراء تحقيق. وقال روبرت مينارد الامين العام للمنظمة في بيان «اننا نطالب السلطات الاسرائيلية بفتح تحقيق ونشر نتائجه علنا». واضاف «من الاهمية بمكان الا يمضي المسئولون عن مقتل الصحفي دون عقوبة اذا ثبت انهم ارتكبوا خطأ». ومن المقرر ان يجري اطباء شرعيون اسرائيليون تشريحا لجثمان ميلر. وأشار راديو إسرائيل امس إلى ان من المقرر ان يكشف التشريح عما إذا كان الصحفي البريطاني أصيب برصاص قناص فلسطيني، حسب الادعاءات الاسرائيلية. وقال الكولونيل افي ليفي مساعد قائد المنطقة العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة امس ان ميلر الذي قتل مساء الجمعة في رفح في جنوب ربما سقط برصاص الفلسطينيين. واضاف في تصريحات للاذاعة العبرية العامة «لقد تبين ان الصحفي اصيب في كتفه الايمن من الخلف فيما كان في مواجهة دبابة اسرائيلية.. ولا يمكن استبعاد ان يكون سقط بنيران الفلسطينيين»، وذلك على الرغم من اصابة ميلر برصاص في العنق لا الكتف. وتابع «خلال المعارك سمع جنودنا استغاثة باللغة الانجليزية وعثروا على الصحفي وعملوا على اسعافه» مشيرا الى ان «الظلام كان يخيم عندما وقع الاشتباك» وقال «نحن نواصل التحقيقات». من جهة اخرى نقلت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية الاحد عن الصحافي الفلسطيني عبد الرحمن عبدالله الذي كان يرافق ميلر ويترجم له ان اي تبادل للنار لم يجر في المنطقة قبل ان يفتح الجيش الاسرائيلي النار ويقتل الصحافي البريطاني. وقال الصحافي الفلسطيني «نادينا على الجنود الذين كانوا في مدرعاتهم وكان باستطاعتنا ان نسمعهم يتحدثون قبل ان يبداوأ اطلاق النار». غزة ـ «البيان» والوكالات:

Email