وصل بغداد وخاطب العراقيين من قصر صدام، رامسفيلد: باقون لضمان تشكيل حكومة ديمقراطية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 29 صفر 1424 هـ الموافق 1 مايو 2003 اختار دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي في مستهل زيارته للعراق امس التأكيد على ان القوات الاميركية جاءت لتحرير العراقيين وانها ستبقى في العراق مادام وجودها ضروريا ولن تبقى يوما واحدا اكثر، مشددا على ان الولايات المتحدة «لاتريد حكم العراق»، ووجودها العسكري بضمان تشكيل حكومة ديمقراطية، ودعا رامسفيلد في كلمة للشعب العراقي سجلت في احد قصور صدام حسين في بغداد بالمساعدة في القبض على انصار الرئيس المخلوع. ووصل رامسفيلد الى العاصمة العراقية قادما من البصرة بعد ثلاثة اسابيع من سقوط بغداد في ايدي القوات الاميركية حيث هبطت طائرته مطار بغداد الدولي الذي كان يحمل في السابق اسم مطار صدام الدولي بعد ان وصل البصرة في وقت سابق قادما من الكويت ليصبح ارفع مسئول اميركي يزور العراق منذ الحرب. وسافر رامسفيلد بشكل غير معلن ووسط اجراءات امن مشددة على متن طائرة خاصة تابعة للقوات الجوية في حراسة جنود من وحدة العمليات الخاصة. وكان في استقباله في بغداد اللفتنانت جنرال وليام والاس قائد الفيلق الخامس في الجيش الاميركي والميجر جنرال بافورد بلاونت قائد فرقة المشاة الثالثة ومن المقرر ان يجتمع مع جاي جارنر رئيس الادارة المدنية الاميركية في العراق. واكد رامسفيلد الذي واجه انتقادات مكثفة على خططه في بداية الحرب على تأكيد ان زيارته ليست زهوا بالنصر. واشاد «بالانجازات الكبيرة» التي حققتها القوات. وقال «عندما ننظر الى الوراء على هذه الجهود اعتقد وادعو الله ان يكون الامر المهم الذي تحقق هو تحرير اعداد كبيرة من البشر الاذكياء النشطاء... لقد خرجوا من قبضة نظام وحشي وشرير. ليس هذا امر طيب لهم فحسب بل امر طيب للمنطقة وللعالم». وذكر ان المرة السابقة التي زار فيها العراق كانت منذ 20 عاما كمبعوث للرئيس رونالد ريغان واجرى محادثات مع صدام في الوقت الذي كانت واشنطن تسعى فيه لاحتواء ايران المجاورة التي غزاها صدام عام 1980. ويرافق رامسفيلد في زيارته للعراق اللفتنانت جنرال ديفيد مكيرنان قائد القوات البرية الاميركية. وكان في استقباله في البصرة الميجر جنرال روبن بريمز قائد القوات البريطانية في المنطقة. وابلغ بريمز رامسفيلد في وقت لاحق قبل اطلاعه على العمليات البريطانية في جنوب المدينة «انه شرف كبير لنا ان نكون جزءاً من التحالف». ويقوم وزير الدفاع الاميركي بجولة لمدة أسبوع بمنطقة الخليج لشكر زعماء المنطقة على موقفهم الداعم للولايات المتحدة في الحرب على العراق ولمناقشة خفض الوجود العسكري الاميركي بالمنطقة. واثناء تواجده في قاعة الاستقبال في المطار اشاد رامسفيلد بالجنرال بريمز وقواته لما وصفه بالنصر العسكري «الرائع» الذي حققوه. وقال «انني مسرور للغاية بحضوري الى هنا لكي انظر في عيني الجنرال بريمز واقول له انهم حققوا انجازا رائعا». ورد بريمز بالقول «سنطلع وزير الدفاع على ما نقوم به في مناطق البصرة والعمارة». وفي بغداد ومن داخل احد قصور صدام سجل رامسفيلد كلمة موجهة الي الشعب العراقي وفيمايلي ترجمة غير رسمية للكملة المقرر اذاعتها في ارجاء العراق علي موجة اذاعية وتليفزيونية تديرها الولايات المتحدة. اهلا انا دون رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي. تسعدني زيارة العراق بلدكم لاشهد تحرركم. الشعب الاميركي يشارككم فرحتكم برحيل الطاغية. رأيناكم تحتفلون بحريتكم باسقاط تماثيل صدام حسين وتتعبدون بحرية لاول مرة منذ عقود وتبحثون مستقبل بلادكم وحتى انكم ترفعون اصواتكم احتجاجا دون خوف من تعذيب او قتل. التحالف ملتزم بمساعدتكم في سعيكم للسيطرة على بلادكم واجراء التحول من الطغيان الى الحرية وحكم بلادكم بانفسكم. بناء مجتمع حر ليس بالامر السهل. انه يتطلب عملا شاقا وتضحية. نحن نعرف ان هذا وقت صعب بالنسبة للكثيرين منكم. حتى وانتم تحتفلون بحريتكم التي حصلتم عليها لتوكم فانتم تريدون ان تروا حياتكم تعود الى طبيعتها. تريدون العودة لعملكم لتكسبون عيش اسركم تريدون رؤية المدارس تفتح ابوابها والكهرباء تعود والمياه تتدفق. كل يوم يمر تتحسن فيه الاوضاع في العراق. في الواقع في العديد من اجزاء البلاد اصبح لدى السكان غذاء ومياه وكهرباء اكثر مما كان لديهم في ظل النظام القديم. لكن البعض لم يحصل على هذه الاساسيات والتحالف يعمل جاهدا ليل نهار على توفيرها لهم. تحسن الحياة في العراق يعتمد على العثور على فلول النظام وضمان ازالة اي تأثير لحزب البعث. احتجز التحالف عددا من كبار القادة في نظام صدام حسين. وفي كل حالة تقريبا تم ذلك بمساعدة الشعب العراقي. نحن نحتاج لمساعدتكم للقبض على الباقين. كما نحتاج للتخلص من المقاتلين الاجانب القادمين من الدول المجاورة الذين كانوا يسعون للسطو على بلادكم لمصالحهم الشخصية. نرجوكم ان تساعدونا في ازالة هذا التهديد بالتقدم لقوات التحالف بأي معلومات لديكم عن النشطاء واماكن تواجد المقاتلين الاجانب في منطقتكم. اشتركنا في هدف واحد في الاطاحة بصدام حسين ولدينا اهداف مشتركة فيما يتعلق بالعراق الجديد وهي بلد حر يستجيب فيه زعماء العراق للشعب العراقي بدلا من ان يقتلوه. تستخدم فيه ثروة البلاد لصالح الشعب بدلا من ان تذهب لخزائن طاغية. يمكن لاطفال العراق ان يلعبوا ويستذكروا دروسهم ويكبروا دون خوف من ان تقبض فرق الاعدام عليهم او على ابائهم فجأة. في وطني في اميركا لدي ثلاثة ابناء وستة احفاد اصغرهم يبلغ عاما واحدا من العمر. اريد لهم ما يريده كل منكم لابنائه واحفاده وهو الامان والامن ومجتمع عادل يتمتعون فيه بالحرية في سعيهم لتحقيق احلامهم. نحن ملتزمون بمساعدتكم على بناء عراق جديد يكون لهم فيه مثل هذه الفرص. دعوني اوضح.. العراق لكم. نحن لا نريد ادارته. تحالفنا جاء الى العراق لغرض وهو الاطاحة بالنظام الذي قمع شعبكم وهدد شعبنا. هدفنا هو تحقيق الاستقرار والامن حتى يمكنكم تشكيل حكومة مؤقتة وفي نهاية الامر تشكيل حكومة عراقية حرة. حكومة من اختياركم حكومة من تشكيل العراقيين ومن اختيارهم. سنبقى فقط للفترة المطلوبة لمساعدتكم على القيام بذلك ولن نبقى يوما واحدا اكثر. «شكرا لاستماعكم.»

Email