الجمعة 9 صفر 1424 هـ الموافق 11 ابريل 2003 خرج المنفيون العراقيون في الولايات المتحدة وايران وهولندا واستراليا الى الشوارع للاحتفال بسقوط نظام صدام حسين، وتحرش بعض المتظاهرين في ولاية ميتشيغان الاميركية، بفريق قناة الجزيرة الذي كان يغطي احتفالاتهم، تحت زعم انحيازها للنظام العراقي، فيما امل العراقيون بايران اقامة نظام اسلامي في بغداد. وخرج مئات الاميركيين من أصل عراقي إلى الشوارع في مدينة ديربورن بولاية ميتشيغان للاحتفال بسقوط نظام صدام حسين. وذكرت التقارير التليفزيونية أن الاميركيين من أصل عراقي لوحوا بالاعلام العراقية والاميركية ووقفوا على أسطح السيارات. واحتجوا على تواجد مراسل لمحطة الجزيرة الفضائية القطرية حيث اتهموا القناة بانها تأخذ جانب نظام حكومة الرئيس صدام حسين الذي اطيح به. وكانت ضاحية ديربورن في ديترويت التي تضم احد اضخم جاليات الشيعة العراقيين خارج الشرق الاوسط قد شهدت احتفالات غير عادية طيلة امس بنجاح القوات الاميركية في فرض سيطرتها على العاصمة العراقية حيث اخذ الناس يرقصون ويسيرون في قوافل من السيارات المزينة بالزهور والاعلام العراقية والاميركية. وتوترت الاجواء عندما شاهد حشد من 1500 محتفل بمتنزه ديربورن مراسلا ومصورا يعملان لحساب الجزيرة حيث اخذوا يوجهون اليهما الاهانات. واخذ الرجال يهتفون بغضب «تسقط تسقط الجزيرة» فيما تحركت الشرطة لحماية المراسل نظام مهداوي الذي قدم من واشنطن لتغطية ردود افعال الاميركيين من اصل عراقي على سقوط نظام صدام حسين. وهتف المحتجون «الجزيرة ارجعي لبلدك». وطالبت الشرطة مهداوي الذي يبلغ من العمر 37 عاما بان يغادر المكان مع المصور حرصا على امنهما. وقد غادرا بالفعل بعد مواجهة طويلة. وقال قصي محبوب رئيس احدى جماعات المؤتمر الوطني العراقي المعارض وقائد الاحتجاج ضد الجزيرة ان ذلك الاحتجاج «رسالة قوية لجميع محطات التلفزيون العربية المنافقة. هذه الشبكات تتحدث عن الحرية والديمقراطية ولكنها لا تتمثل بهما.. الى اخر لحظة كانت تحاول مساندة النظام الدكتاتوري». الا ان مهداوي قال ان الجزيرة التي بدأت نشاطها في 1996 اعتادت مواجهة تهم الانحياز في تغطيتها الاخبارية رغم انها تناضل من اجل التزام الموضوعية التامة مضيفا «اننا نقوم بعملنا». وفي طهران تظاهر حوالى الفي لاجيء عراقي في شوارع دولت اباد في جنوب طهران للتعبير عن سرورهم بعد ساعات على سقوط بغداد ولكن للمطالبة ايضا باقامة نظام اسلامي. وقد وزع اللاجئون العراقيون الحلوى والسكاكر للاحتفال بسقوط نظام صدام حسين. ولم يخف الرجال والنساء والاطفال فرحتهم وقد ذرف بعضهم دموع الفرح. ورفع المتظاهرون صورا لاية الله محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، اكبر التنظميات الشيعية المعارضة للنظام العراقي ومقره ايران ومدعوم من الجمهورية الاسلامية الايرانية. وقد اقفل المتظاهرون الطريق وادوا رقصات عربية وهم يرددون «لا صدام ولا الاميركان فقط الاسلام». وفي لاهاي تظاهر امام سفارة الكويت في هولندا امس العديد من اللاجئين العراقيين احتفالا بتحرير العراق من نظام صدام. والقى العديد من المتظاهرين كلمات اكدوا خلالها ان الشعب العراقى لن ينسى الموقف الكويتى المشرف وفضل دولة الكويت على تحرير العراق وقالوا ان الاجيال العراقية سوف تذكر موقف دولة الكويت ازاء تحرير الشعب العراقي من نظام مستبد. وفي سيدني أبدى العراقيون الذين يعيشون في أستراليا امس وجهات نظر متناقضة بشأن سيطرة قوات التحالف على بغداد والاطاحة بنظام صدام حسين. وقال قاسم عبود رئيس مجلس المهاجرين العراقيين إنه جلس طوال الليل يشاهد فرحة الاحتفال على شاشة التليفزيون وشعر بالاسف لعدم تواجده في شوارع بغداد للمشاركة في هذه الفرحة. وأضاف عبود في تصريح لاذاعة إيه.بي.سي الاسترالية «إنه احتفال ثلاثي الاب عاد: نهاية هذا النظام ونهاية العقوبات، وعشمي، أن يكون نهاية لمعاناة المدنيين، وأيضا الخسائر العسكرية». ولكن عبود حذر من استمرار إراقة الدماء إذا لم يفسح تحالف الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا الطريق أمام تولي الامم المتحدة الحكم ثم تسليمه لادارة عراقية. وتابع عبود «إن الاميركيين قالوا أنهم جاءوا محررين وليسوا غزاة، ونأمل ألا يكونوا محتلين. وأخشى إذا أطالت الولايات المتحدة والتحالف البقاء في العراق، أن يستمر إراقة الدماء لان الشعب العراقي لن يقبل أي ق وات أجنبية في العراق». ولكن إلى جانب المحنة، يشعر بعض العراقيين في أستراليا بالقلق بشأن مصير الاهل والاصدقاء في العراق واحتمال إجبارهم على العودة إلى هناك. ويقول نمير الذي يسعى للحصول على اللجوء السياسي في أستراليا بعد حصوله على تأشيرة مؤقتة لمدة ثلاث سنوات، إنه فقد الاتصال بزوجته وأطفاله الثلاثة في بغداد. وأضاف «في الواقع، أنا حزين تماما وقلق على أسرتي وعلى ما يحدث هناك». وربما تطالب السلطات الاسترالية نمير ومئات آخرين من العراقيين في أستراليا بالعودة إلى وطنهم بعد سقوط النظام الذي هربوا منه. وكان وزير الهجرة فيليب رودوك قد صرح الشهر الماضي بأنه سيتعين على العرا قيين وأيضا الافغان ومواطني كوسوفو الذين يحملون تأشيرة إقامة مؤقتة، العودة إلى بلادهم بمجرد زوال الخطر الذي يتهددهم هناك. وكالات