الحرب أيقظت القومية العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 3 صفر 1424 هـ الموافق 5 ابريل 2003 أشعل الهجوم على العراق بقيادة الولايات المتحدة الذي نددت به بلاد عربية كثيرة شعورا كاسحا بالقومية العربية في الشرق الاوسط. يتباهى ملايين العرب بالمقاومة العراقية للغزو رغم الظروف الصعبة التي تواجهها وبعضهم ندد بحكوماتهم ووصفوها بالعجز او اتهموها بالتعاون مع الهجوم الانجلو ـ اميركي على دولة اسلامية. قال محمد سعيد من مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية ان المقاومة العراقية حررت العالم العربي من شعور بالدونية. «أعادت شيئا من الهيبة والكرامة الى المنطقة بعد ثلاثة أو أربعة عقود انهار فيها الشعور بالثقة في النفس». وتوحد شعارات حماسية في المظاهرات وانتقادات في مقالات الصحف بين التيار الوحدوي والنهج الاسلامي مما يصيب الحكومات بالعصبية. ولكن غير معروف الآن ما اذا كانت هذه المشاعر الفياضة ستقود الى تغيير العالم العربي ام انها ستنحسر بمجرد انتهاء الصراع. وفي المظاهرات عادت الى الظهور بمصر ولبنان واماكن اخرى صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بطل القومية العربية. وتربط «مبادرة لقومية عربية جديدة» وقعتها عدة منظمات مصرية غير حكومية بين دعوة الحكومات العربية الي اتخاذ خطوات عملية ضد «العدوان الاميركي» ومطالب جريئة باصلاحات داخلية. وقال النداء انه اصبح الان امرا حتميا ان تقترح هذه القوى مشروعا جديدا للقومية العربية بأخذ في الحسبان اسباب الضعف والهزيمة والعجز التي استمرت عدة سنوات. وفي نداء مماثل طالب 19 قاضيا ومستشارا باصلاحات دستورية وسياسية وقضائية وتحديث البنية الاجتماعية. ويقول محللون انه اذا استمرت الحرب وتبعها حكم اميركي طويل في العراق فقد تقوم حركة مناهضة للحرب اكبر تنظيما وتطالب باصلاحات سياسية. واثارت صور مؤلمة في التلفزيون للضحايا المدنيين العراقيين وقصف بغداد ورفع العلم الاميركي على ام قصر الحمية العربية. ورغم ان كثيرين يمقتون صدام حسين الا ان المقاومة العراقية ضد «الاستعمار الاميركي» خلقت منه بطلا بالنسبة لرجل الشارع. قال مصطفى حمارنة من جامعة الاردن في عمان «قبل الحرب ساد شعور بالاستسلام والعجز في العالم العربي، ولكن يوجد اعتزاز الآن بالمقاومة العراقية، وغضب من الحكومات التي يعتقدون انها اما جالسة في مقاعد المتفرجين أو تتعاون مع الولايات المتحدة». وقالت مي يماني الباحثة السعودية في شؤون الشرق الاوسط ان شعورا بالغضب يكتسح دول الخليج العربية التي تتعاون مع الولايات المتحدة سرا أو علنا. قالت «هناك قومية عربية جديدة ومتشددة تؤيد شخصا مثل صدام حسين مما قد يزيد من ضعف بعض حكام المنطقة ويقلل من شرعيتهم لانهم متصلون بأميركا». وهناك اعتقاد بانه بعد هزيمة الجيوش العربية امام اسرائيل في حرب يونيو 1967 دخلت القومية العربية في مرحلة الاحتضار مما حفز البعض على الاتجاه الى الفكر الاسلامي أو عدم الاكتراث. وقال سعد الدين ابراهيم الناشط في مجال حقوق الانسان ان الحرب العراقية لها تأثير معاكس. واضاف «في 1967 هزمت ثلاث دول عربية في حرب الايام الستة بدون قتال. اما العراق الصغير فانه يتصدى لثلاث قوى كبرى ليس لستة أيام ولكن لاسبوعين حتى الان. وهذا بالاضافة الى الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة التابعة لحزب الله في جنوب لبنان اثار شعورا متزايدا بالكرامة والقوة العربية». وتطوع قوميون واسلاميون للقتال ضد القوات الاميركية والبريطانية في العراق ولكن من المشكوك قيه ان يستمر «زواج المصلحة» هذا كما وصفه أكاديمي علماني. قال حازم صاغية كاتب العمود بصحيفة «الحياة» ل«رويترز» «هذا الغضب المفهوم تضعفه الحقيقة. انا لا اقلل منه ولكنني اخشى انه بدلا من توحيد العرب لبناء شيء افضل في المستقبل فإنه سيفتتهم أكثر». رويترز

Email