اللواء حسن الجريتلي الخبير العسكري المصري: الحرس الجمهوري أعد خطة حرب عصابات متنقلة حول بغداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس غرة صفر 1424 هـ الموافق 3 ابريل 2003 قال اللواء دكتور حسن الجريتلي الخبير العسكري المصري أن أميركا إذا لم تحاول أن تنهي الحرب خلال شهر أبريل الجاري، فسيتعرض جنودها لظروف صعبة مع دخول الصيف خاصة أن درجة الحرارة تزيد عن 40 درجة والجندي الأميركي غير معتاد على الحرب فيها، وفي هذه الحالة، إذا لم يتم حسم الحرب خلال الشهر الجاري أتوقع أن تمتد إلى الشتاء المقبل. واضاف: إذا مرت ثلاثة أسابيع على هذا النحو من الصمود العراقي خاصة بالنسبة لمواجهتهم في وجه الغزو البري الأميركي وإعاقة دخولهم بغداد أو أي من المدن العراقية الكبرى فإن سير الحرب سيتحول الى حرب إستنزاف طويلة المدى ستكلف الأميركيين الكثير وستزيد من حالة الرفض الشعبي للحرب، داخل أميركا وخارجها مما يجعل الأميركيين في اكبر أزمة تتعرض لها الولايات المتحدة وفي هذه الحالة سيكتب النصر للعراقيين لأنهم يكونو قد نجحوا في أهدافهم. وعن حصيلة الخسائر بين الجانبين وتأثيرها قال الجريتلي: هي مسألة نسبية بالنسبة للطرفين، بمعنى أن أميركا والعراق وضعتا حداً أدنى للخسائر من الحرب القائمة والخسائر القائمة للطرف العراقي هي في إطار المحتمل حدوثه، أما بالنسبة للأميركيين فالأمر يختلف كثيرا حيث لم يكن يتوقع الأميركيون تعرضهم لهذا الحجم من الخسائر، خاصة الخسائر البشرية إضافة إلى خسائر المعدات والاجهزة العسكرية بالغة التعقيد والتكليف ومع هذا فالتوقعات تقول إنه لو إستمر العراقيون في سيناريو استنزاف القدرات الأميركية فسوف تغير واشنطن موقفها من الحرب خاصة بالنسبة للخسائر البشرية.. وما دام لدى العراق هذا التصميم على الحاق أكبر قدر من الخسائر بالأميركيين فسوف نرى قريبا مفاجآت هامة يقوم بها العراقيون تجاه الاميركيين وليس مطلوباً من العراقيين إلا مزيدا من القتال بتصميم لتحقيق هذا الانتصار. وعن دور الحرس الجمهوري في المعارك قال: خلال الأيام المقبلة سيظهر لنا بوضوح دور الحرس الجمهوري في المشاركة في الحرب الدائرة حول المدن العراقية غير بغداد بعد أن أثبتت المعلومات أن فرقا من الحرس الجمهوري تشارك بالفعل في المعارك الدائرة حاليا حول مدن النجف والناصرية ولذلك ستحاول قوات الحرس الجمهوري أن تقطع جميع الطرق المؤدية إلى بغداد والتصدي لخطوط مواصلات العدو خاصة من الشمال ومن الجنوب وتقوم كل فرقة بتشكيل مجموعات قتالية مسلحة تسليحا خفيفا قوامها البندقية والرشاش والألغام المضادة للعربات ولها القدرة على التحرك سيرا على الاقدام أو باستخدام عدد محدود من العربات ويكون عدد كل مجموعة حوالي 120 فرداً وقد تصل في بعض الحالات إلى 600 فرد كحد أقصى وهذا يتطلب تقسيم كل محور من محاور الإمداد إلى عشرة قطاعات رئيسية وكل قطاع ينقسم بدوره إلى خمسة قطاعات فرعية ويكون كل قطاع فرعي مسئولا عن عشرة كيلو مترات وتعمل بداخله خمس مجموعات قتال يتكون كل منها من 120 فرداً تبقى هذه المجموعة المقاتلة في حالة كمون تام عندما تتقدم الفرق البرية الغازية في إتجاه بغداد ولكنها تنشط بعد ذلك، فتنصب له الكمائن وتزرع الألغام في الطرق التي تستخدمها تلك القوات وتعمل هذه القوات ليل نهار وهذه المجموعات القتالية لا تتشبث بالأرض أبدا ولكنها تستخدم تكتيكات حرب العصابات وهي الضرب ثم الجري حتى لا تشكل هدفا لقوات العدو الجويةو نجاح هذه المجموعات المقاتلة في عملها سوف يضع قيادة قوات الغزو أمام خيارين كلاهما مر.. الأول هو أن تخصص جزءاً من قواتها البرية والجوية لحراسة هذه المحاور فيؤثر ذلك على حجم القوات التي تواجه بغداد والخيار الثاني هو ان تتحمل بعض الخسائر البشرية وعدم وصول الإمدادات الإدارية إلى الفرق المقاتلة مما يؤثر على معنويات القوات التي تتجه إلى بغداد حاليا. وعن عدم ظهور دور القوات الجوية العراقية حتى الآن، قال اللواء الجريتلي لاشك أن هناك تفوقاً يحسب لصالح الأميركيين في مجال القوات الجوية على القوات الجوية العراقية من ناحية عدد الطائرات ونوعيتها والاجهزة الالكترونية التي تستخدمها فإنه يجب على القوات الجوية العراقية تلافي أي معارك جوية وأن يقتصر عملها على القيام بعمليات فدائية خاصة ضد القطع البحرية الثمينة وضد مراكز القيادة الأميركية والعديد من الطائرات التي يملكها العراق والتي يصل عددها إلى 120 طائرة ما بين طائرات هجوم وطائرات مقاتلة هي محكوم عليها بالاعدام وبالتدمير إذا هي دخلت في معارك جوية أو إذا هي اختبأت في ملاجئها الأرضية لمدة طويلة ولذلك أرى أن الحل الوحيد هو استخدام هذه الطائرات في عمليات إستشهادية ضد القوات الزاحفة في طريقها إلى بغداد وفي هذه الحالة سيكون تم الاستفادة من هذه الطائرات بدلا من بقائها دون مشاركة في العمليات العسكرية القائمة لان القوات الغازية ستحاول تدميرها في أي وقت

Email