الجزائر تتضامن مع سوريا وتحذر من عواقب التهديدات الأميركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس غرة صفر 1424 هـ الموافق 3 ابريل 2003 في ظل ضجة سياسية لقرارالحكومة سحب بعثتها الدبلوماسية من بغداد فور بدء الحرب يتقاطر عشرات الجزائريين، يومياً على السفارة العراقية للتطوع من اجل قتال الأميركيين والبريطانيين في وقت أعلنت الجزائر تضامنها مع سوريا في وجه التهديدات الأميركية وحذرت من عواقب هذه التهديدات. وقال عبدالعزيز بلخادم وزير الخارجية امام البرلمان «تعرب الجزائر عن تضامنها مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة ازاء التهديدات والتخويف. التهديدات سينجر عنها توسيع الازمة حيث لا يمكن التحكم فيها على مستوى منطقة الشرق الاوسط». وعبر بلخادم في ختام مناقشة عامة حول العراق بدأت يوم الثلاثاء بالمجلس الشعبي الوطني «مجلس النواب» عن مخاوف بأن التصريحات الاميركية تنبيء باحتمال استهداف دول اخرى بعد العراق. واضاف «هنا نطرح سؤالاً لمن الدور القادم؟». وفي هذه الاثناء توافد مئات من الجزائريين من مختلف الأعمار على التسجيل للمشاركة في صد العدوان الأميركي ـ البريطاني على العراق. وقال شاكر الفلاحي القنصل العام للسفارة العراقية بالجزائر إن ثلاثين شخصاً يطلبون يوميا التأشيرة منذ اليوم الأول للحرب. وحضر أمس الأول عدد كبير من الشباب معظمهم طلاب في الجامعات الى مقر السفارة لدفع ملفات التأشيرة. وكان من بين الجموع رجل في الواحدة والخمسين اسمه قدور كرامة كان يحمل جوازه وبعض الأوراق، سألناه لماذا يتوجه الى العراق فقال بحماس وبلغة فرنسية سليمة ما معناه: «إنه الوقت الذي يقرر فيه المسلمون والعرب ومن بينهم الجزائريون أن يكونوا أو لا يكونوا». وفجرت الصحافة الجزائرية جدلا حادا بداية الأسبوع الجاري حين أعطت تفاصيل عن قرار مغادرة طاقم السفارة الجزائرية بغداد ليلة العدوان عليها. وحملت الصحف وزير الخارجية عبد العزيز بلخادم مسئولية اتخاذ ذلك القرار. وانتشر الخبر كالنار في الهشيم فشجبت تشكيلات سياسية ما وصف بالقرار المخجل الذي لا يمت بصلة لتقاليد الجزائر». وجرى نقاش طويل وحاد في البرلمان ودعي الوزير مرتين للإجابة عن أسئلة حول الموضوع في استجوابين متتاليين من النواب، فتجنب في المرة الأولى الحديث عن مغادرة البعثة الدبلوماسية بغداد وركز على ما سماه «مواقف الجزائر الثابتة تجاه القضايا القومية»، وقال بلخادم لنواب مجلس الأمة «لا تخجلوا بموقف بلدكم فقد كان في المستوى المطلوب».

Email