فرنسا تحاذر صقور البيت الأبيض الجريحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 30 محرم 1424 هـ الموافق 2 ابريل 2003 يتناقض التحفظ والصمت اللذان تلتزمهما فرنسا حيال الحرب المدمرة التى تشنها أميركا على العراق مع تحمسها فى قيادة معسكر السلام الذى قاتل بشدة من أجل منع اندلاع الحرب. وترى صحيفة «لوفيغارو» أن فرنسا قررت منذ اندلاع الحرب على العراق انتهاج سياسة ترتكز على الصمت والتزام اكبر قدر ممكن من الحياد لعدم اعطاء الانطباع بصورة أو بأخرى بأن باريس التى حذرت مرارا من العواقب الوخيمة للحرب تشعر بالسرور حيال الصعوبات التى تواجهها الولايات المتحدة فى العراق على ساحة المعارك بفعل المقاومة العراقية التى تعارضت مع مقاومة الورود والحلوى. وكشفت «لوفيغارو» عن أن قصر الاليزيه أصدر تعليمات لكل المسئولين الفرنسيين بتحاشى ان تشمل تصريحاتهم أية تعبيرات توحى بالسرور أو بالشماتة فى وقت بدأت تعود فيه الى أميركا طلائع جثث الاميركيين ضحايا المعارك. وأشارت «لوفيغارو» الى أن المسئولين الفرنسيين يشعرون مع ذلك فى قرارة أنفسهم بالشماتة من اميركا ويظهر ذلك بوضوح عندما تقول الصحيفة أنه عندما تقابل أحد كبار مستشارى الرئيس شيراك فى قصر الاليزيه وتسأله حول شعوره عن سير الحرب فيكون رده: تسير الأمور بشكل جيد كما تنهمر أمطار القنابل على بغداد. ويعترف مسئول آخر مقرب من الرئيس شيراك بأنه يشعر بالرغبة فى البكاء كلما رأى سقوط الضحايا من الجانب العراقى ومن الجانب الاميركي فى حين لم يستطع ثالث من ان يمنع نفسه من وصف القوات الاميركية بأنها قوات احتلال. وترى مصادر فرنسية مطلعة أن الصقور الأميركيين المؤيدين لاسرائيل أصبحوا بعد فشلهم فى الحرب وبروز رأى عام فى اميركا معاد لهم أكثر خطورة بعد ان بدأوا يفقدون أعصابهم ويتضح ذلك بجلاء من بدء استهداف المدنيين للتأثير على مجريات الحرب بل والتعدى على حرية الصحافة فى اميركا بطرد صحفى مشهور ونقل آخر. وكانت فرنسا قررت «نفى الاتهامات الموجهة لها بتشجيع العراقيين على قتل الاميركيين» ان تعلن أنها تتمنى نصرا سريعا للقوات الاميركية على العراق لتقليل عدد الضحايا الى أقل عدد ممكن. وكانت الصحف البريطانية اتهمت دومينك دوفيلبان وزير الخارجية الفرنسى بعد محاضرة القاها مؤخرا فى لندن أنه لم يتمن ان تحقق القوات الاميركية والبريطانية النصر فى الحرب مما دفع الخارجية الفرنسية الى تكذيب ذلك وأصدرت بيانا أكدت فيه أن فرنسا تريد نصرا سريعا للقوات البريطانية الأميركية. وكان رئيس الوزراء الفرنسى جون بيير رافاران الذى ظل يصف الحرب بأنهت بشعة ومرعبة اضطر أن يؤكد «لنفض الاتهامات عن فرنسا بتشجيع قتلة الجنود الاميركيين» أن باريس تريد أن تحقق الديمقراطية النصر على الديكتاتورية. وأضاف ان الاميركيين ليسوا بالقطع أعداء فرنسا لأن فرنسا لا ينبغى ان تخطيء فى تحديد عدوها وهو الديكتاتورية. أ.ش.أ

Email