المارينز يتسولون السجائر ومعنوياتهم محطمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 30 محرم 1424 هـ الموافق 2 ابريل 2003 يتربص خطر الموت جنود المارينز الاميركيين خلال الحرب الدائرة في جنوب العراق وعلى الضفة الغربية لنهر الفرات، وتشتعل اعصابهم بالقلق، وينفثون خوفهم في دخان السجائر، التي اضاف نقص امداداتها لهمومهم هما لم يكن في حسبانهم ولمعنوياتهم المحطمة. مضى اسبوعان منذ ان ترك جنود الفرقة الثالثة «المارينز» الترف النسبي في معسكرهم بالكويت وبدأت تنفذ مؤنهم من السجائر وعلكة التبغ، وهم الان مضطرون للاقتصاد قدر الامكان في استهلاك مؤن التبغ الثمينة حتى انهم اصبحوا يتسولون السجائر من الفلاحين العراقيين. ينقل عن نابليون قوله «ان الجيش يمشي على معدته» لكن منذ اجيال اصبحت الجيوش تمشي على النيكوتين، وهؤلاء «المارينز» ـ الذين يدخنون بشراهة واكثر من معدلاتهم المعتادة تحت وطأة الضغط النفسي لظروف المعركة، افقدهم نقص السجائر ما تبقى من اعصابهم. وقال الرقيب جوناثان كيبلر «22 عاما» في لكسينفتون بولاية فيرجينيا: «نقص السجائر يحطم معنوياتنا». يحظى التبغ بأهمية بالغة بالنسبة لجنود البحرية الاميركيين الذي يستغلون اي فسحة زمنية ممكنة لتدخين السجائر حتى داخل عرباتهم العسكرية اثناء الحركة، ويقول هؤلاء ان التبغ يساعدهم على التخلص من الملل والسهر لليال طويلة. ويقول العريف براندون فيليبس «20 عاما» السجائر هي التي تحافظ على سلامة عقولنا. حاجة الجنود الشديدة للسجائر لم تتغير منذ اجيال، فخلال الحرب العالمية الثانية كانت السجائر توزع على الجنود الاميركيين مع حصص الطعام والماء، وكانت علب السجائر متوفرة بكميات كبيرة وسعر زهيد على متن السفن الحربية. وقال النائب الجمهوري لين ايفانز عضو لجنة شئون المحاربين: منذ زمن الحرب الباردة ظل الجيش ملتزما قانونيا بتأمين احتياجات جنوده من التبغ وبأسعار زهيدة. لكن الوضع تغير الان، فمنذ عام 2002 اصبحت منشآت وزارة الدفاع اماكن يحظر التدخين فيها، وان كان ذلك لاينطبق بالطبع على ساحة المعركة، وبرغم كل الجهود التي تبذلها القوات المسلحة فإن 34 بالمئة من افرادها يدخنون، بالمقارنة مع 23 بالمئة من مجموع الاميركيين. وخلال فترة اقامة الجنود في معسكراتهم بالكويت كانت تصلهم باستمرار مؤن السجائر والتبغ بالبريد من عائلاتهم وكانت تتوفر لهم ايضا فرصة شراء السجائر من المتاجر المحمولة بالشاحنات العسكرية. لكن في صحراء العراق ليس هناك متاجر او وسيلة لايصال الطرود البريدية للجنود الذين بدأوا يشعرون بتوتر متزايد بسبب نفاد مؤن السجائر واضطرارهم لتسول التبغ من رفاقهم او حتى من المزارعين العراقيين. ويقول كيبلر: الاختيار الحقيقي يأتي عندما نضطر للسهر لساعات طويلة بدون سجائر عندما يفقد البعض السيطرة على اعصابه.أ.ب

Email