اسرائيل تحث واشنطن على الضغط لإغلاق حدود سوريا مع العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 29 محرم 1424 هـ الموافق 1 ابريل 2003 واصلت اسرائيل حملة تحريض الولايات المتحدة ضد سوريا عبر حث واشنطن على العمل بحزم ضد دمشق من أجل اغلاق الحدود المفتوحة، مع العراق والتي يتدفق عبرها، بحسب الترويج الاسرائيلي، مجموعات المتطوعين الفدائيين من الفلسطينيين وغيرهم من العرب، اضافة لشحنات الأسلحة. وتولت هذه المرة صحيفة «هآرتس» العبرية حملة التحريض هذه بنشرها تقرير أمس ورد فيه: مئات الكيلو مترات التي تفصل بين النجف ونتانيا لم تعق جناح الجهاد الاسلامي الفلسطيني في تنفيذ الوصل الضروري جدا من ناحيتهم: الحرب هي واحدة، أعلن قادة المنظمة، وهي تمتد من فلسطين حتى بغداد. ولاثبات هذا، ولادراجه في الوعي العربي الفلسطيني أشارت أوساط الجهاد بأن «خلية الشهيد علي نعماني» الفدائي العراقي الاول، هي التي بعثت الى نتانيا رامي غانم، الاستشهادي الفلسطيني الذي من يدري رقمه. هذا الوصل ليس أمرا في الخطاب الحماسي الذي يرمي الى جمع النقاط في الشارع الفلسطيني. فهذه المرة يدور الحديث عن تصريح نوايا ضد الولايات المتحدة، مثابة إعلان حرب. وبالتوازي مع تحمل المسئولية عن العملية في نتانيا اوضحت اوساط الجهاد بان رجالها يوجدون الان في بغداد، مستعدون للقتال الى جانب العراقيين، للانفجار في اوساط القوات الاميركية. رمضان شلح، الامين العام للمنظمة، أكد بفخر هذا قائلا «اننا ندعو كل مؤيدينا للوصول للقتال ضد المجرم بوش». غير أن الثقة المبالغ فيها للجهاد الاسلامي بنفسها ما كان بوسعها ان توجد دون مصادقة من رب البيت. النظام السوري. فعلى مدى السنين تعمل قيادة الجهاد وعلى رأسها شلح من دمشق بحرية. فالمنظمات الفلسطينية تبقي في سوريا على مكاتب اعلامية، هكذا قال الرئيس الاسد قبل عدة اسابيع. وبشكل عام فان العمل ضد اسرائيل لا يوصف كارهاب بل كمقاومة. والان، بعد عدة ايام من تحذير صريح صادر عن وزير الدفاع الاميركي، سيتعين على الاسد ان يشرح للولايات المتحدة بان العمليات ضد الجيش الاميركي هي مقاومة شرعية. وسنرى اذا كان الاميركيون سيشترون ذلك. وفي هذه الاثناء، يواصل الاسد السير على خيط رفيع. فالسوريون لا يكتفون بنقل المعدات العسكرية للعراق وبغض النظر (وربما أكثر من ذلك) عن المنظمات. وبينما يراقب الاردن وتركيا بل وايران الحركة من العراق واليه، فان سوريا تواصل الابقاء على حدود مفتوحة. والنتيجة هي ان معظم المتطوعين العرب الذين يصلون بالقتال الى جانب العراق، يدخلون عبر سوريا. واذا ما حقق رجال الجهاد بالفعل تهديداتهم وعملوا ضد القوات الاميركية، فستصبح سوريا بؤرة نشاط مقاوم في جبهتين: العراق والمناطق. ويجدر بالذكر ان الجبهة الثالثة ايضا، في الجنوب اللبناني، خاضعة لامرته. حتى الآن السلوك الاميركي يبث ضعفا، وانعدام تصميم. هذا الضعف، الذي قد يكون حقيقيا وقد يكون موهوما، يغري جهات مثل سوريا ومثل الجهاد على فحص ما هي الحدود الاميركية. رمضان شلح يفحص الولايات المتحدة بالكلمات، وربما أيضا بالافعال. اما الرئيس الاسد فيفحصها بالصمت وعدم العمل. وكانت اسرائيل هي التي دفعت أمس الأول الثمن الدموي.

Email