القوات الأميركية تستخدم قذائف اليورانيوم داخل بغداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 29 محرم 1424 هـ الموافق 1 ابريل 2003 تجاهلت القيادة العسكرية الأميركية التحذيرات العديدة من منظمات دولية من مخاطر استخدام قذائف اليورانيوم المنضب، وأوضحت انها ستحاول تفادي استخدامها في أماكن مأهولة بالمدنيين لكنها أعلنت انها ستستخدمها حال انسحاب دبابات الحرس الجمهوري العراقي الى داخل بغداد. جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة «هآرتس» العبرية أمس ورد عنه: خلال الحرب الاعلامية الدائرة بين العراق واميركا في اطار الحرب طرحت مرة اخرى قضية استخدام الولايات المتحدة لقذائف اليورانيوم المنضب. استخدام هذه القذائف هو أحد العوامل التي توفر لاميركا تفوقا ملموسا في ارض المعركة. هذه القذائف تملك قدرة عالية على اختراق المدرعات. وفي حرب الخليج الاولى كانت وسيلة لابادة أرتال الدبابات العراقية في الكويت وخلال فرارها للعراق. اليورانيوم المنضب هو في الواقع منتوج ثانوي لليورانيوم الذي يتبقى بعد استخدامه في أغراض الطاقة أو السلاح. المادة قوية جدا ونسبة اشعاعها أقل بـ 40 في المئة من اليورانيوم العادي. في الاسبوع الماضي عندما تأكدت اميركا ان العراق ومنظمات دولية اخرى يزيدون من رقابتهم ومتابعتهم لاستخدام هذه المادة قرر البنتاغون الدخول لساحة المعركة الاعلامية. الكولونيل جيمس نوتون أوضح للصحفيين ان هذه القذائف توفر لاميركا تفوقا دراماتيكيا في المعركة ولذلك يشن العراق عليه حربا ضارية وليس لان هذه المادة ضارة على صحة العراقيين. الجدل لا يدور حول قدرات هذه القذائف عسكريا وانما يتركز حول آثارها البعيدة المدى. دخول رذاذ اليورانيوم المنضب للأجسام من خلال الاستنشاق والشظايا أو من شرب الماء الملوث هو الضار، والابحاث الاميركية المعارضة تشير الى وجود خطر حقيقي من استخدام القذائف. وكذلك الحال مع أبحاث منظمة الصحة العالمية والاتحاد الاوروبي. البنتاغون يجري متابعة ورقابة لتسعين مقاتلا من حرب الخليج الاولى ويقول انهم لم يتضرروا من دخول المادة الى أجسامهم حتى الآن. ولكن في الوقت الذي يطرح فيه البنتاغون معطيات داعمة لموقفه يظهر طاقم أبحاث للامم المتحدة ان قذائف اليورانيوم المستخدمة في البوسنة وهرتسغوفينيا في 1995 قد لوثت المياه والارض هناك. كما ظهر ان هناك اليوم ذرات تراب ملوثة موجودة في الأجواء. وهذا هام لانه يثبت ان الوقت لا يزيل التلوث. العراق يقول من ناحيته ان البصرة شهدت عشرات الحالات المرضية والولادات المشوهة بعد حرب الخليج الاولى بسبب استخدام اليورانيوم من قبل اميركا، ولكنه لم يسمح لأي طرف خارجي بدراسة هذه الظاهرة. كما ان قدامى مقاتلي حرب الخليج الاولى الذين كانوا أول من طرح اشكالية استخدام هذا السلاح يقولون انهم لم يتنازلوا بعد عن كفاحهم ضده. أميركا أوضحت في هذا الاسبوع انها ستبذل قصارى جهدها للامتناع عن استخدام قذائف اليورانيوم في المناطق السكنية المأهولة حتى تحول دون خطر التلوث. ومع ذلك حذر الكولونيل نوتون انه اذا أدخل العراق دباباته الى داخل بغداد فان اميركا ستستخدم اليورانيوم ضدها في داخل المدينة ايضا.

Email