واشنطن تقلل من اجراءاته وتعول على آخرين لقيادة الاصلاح، عرفات: الحكومة الجديدة توقف استهداف المدنيين الإسرائيليين

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 24 شعبان 1423 هـ الموافق 30 أكتوبر 2002 مد ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني غصن الزيتون للاسرائيليين خلال خطابه الافتتاحي لجلسة المجلس التشريعي في رام الله للتصويت على حكومته الجديدة التي تعهد بأن تعمل على وقف استهداف المدنيين الاسرائيليين وهو ما لم يجد نفعاً مع الادارة الاميركية التي استبقت خطابه بالتأكيد انها لا تعول عليه بل على آخرين في قيادة عملية الاصلاح الفلسطينية. وكان عرفات قدم التشكيل الجديد لحكومته ويضم 19 وزيراً بينهم اربعة جدد حيث بدأ المجلس التشريعي الذي انعقد في مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله التصويت عليه فيما شارك 13 نائباً من قطاع غزة في الجلسة عبر الاقمار الصناعية بعد رفض سلطات الاحتلال السماح بوصولهم الى رام الله. وقال عرفات في خطاب امام المجلس التشريعي قبل الاقتراع على الثقة على تشكيلته الحكومية الجديدة انها «ستبذل قصارى جهدها «لوقف العمليات التي تستهدف «مدنيين» اسرائيليين «حتى لا يلوث اعداء السلام المعنى النبيل والبطولي لكفاحنا». وأكد عرفات مجدداً «نحن ضد جميع الاعمال التي تمس بجميع المدنيين الفلسطينيين والاسرائيليين، فلكل انسان الحق في الحياة للفلسطينيين والاسرائيليين، ونحن ندين كل الاعمال الارهابية التي تمس المدنيين في جمع انحاء العالم». وقال «الشعب الفلسطيني بدعم العرب والاصدقاء صامد في هذه الحرب الشرسة التي خططوا لجر الشعبين إليها بعد أن كنا قاب قوسين من التوصل إلى إنجاز السلام المشرف لنا ولهم وبعد أن اقتربنا كل هذا الحد من تحقيق المصالحة التاريخية». وأشار عرفات «لقد قتلوا رئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين، الرجل والشريك الذي أدرك كجندي، ورجل دولة، البعد الحقيقي للصراع، وانه في مثل هذا النوع من الصراعات، لا مكان للحل العسكري، وإنما لقوة الاقناع بالكلمات، القوة التي تتفوق على العنف المنظم والحرب». وقال عرفات «أيها الاسرائيليون ها نحن نمد إليكم أيدينا بالسلام وغصن الزيتون لازالة الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة وتحقيق السلام لنا ولكم، وتحقيق السلام هو الخيار الاستراتيجي ولن نحيد عنه ولن نتنازل عن حقنا في الاستقلال والحرية». وتابع «إننا نقّدر الاصوات المتعقلة التي تريد السلام عندكم». واتهم عرفات إسرائيل بالمبادرة بالاعتداءات، حيث قال «إن كل الاعمال العدوانية كانت تأتي من طرفكم، ذهبتم لقصف حي سكني بحجة اغتيال أحد الاشخاص لتستثيروا أعمال العنف في المنطقة وتستثيروا الرأي العام ضدي أنا لقتل المشروع لتحقيق المصالحة التاريخية ولتقولوا أن لا شريك على الطرف الاخر». وتوجه عرفات للفلسطينيين قائلا «أيها الفلسطينيون انه بالرغم من كل المعاناة والالم أرى الضوء في نهاية النفق، أرى القدس الشريف وممنوع علينا أن نفقد السيطرة والبوصلة إن العالم بأجمعه يعترف بحقوقنا وأصبحت الدولة الفلسطينية موضوع إجماع في صلب الاجندة الدولية وهذا شئ عظيم حققناه والنقاش الان يدور حول جلاء الاحتلال عن أراضي الدولة الفلسطينية». لكن الادارة الأميركية قللت مجدداً من أهمية اي اجراءات يقوم بها الرئيس الفلسطيني لاصلاح المؤسسات الفلسطينية بينما أشادت بجهود الاصلاح التى يقوم بها من وصفتهم بأفراد آخرين فى المجتمع الفلسطيني. وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة «لا تعول على ما يقرره عرفات بشأن الاصلاح أو الاصلاحيين» مشيرا الى أنه يوجد الكثير من العناصر فى المجتمع الفلسطينى المشاركين فى عملية الاصلاح. وعن مساندة واشنطن لأفراد يعينهم الرئيس الفلسطينى قال المتحدث «الحقيقة هى أنه عندما يظهر أناس سواء عن طريق البرلمان أو التعيين أو أى وسيلة أخرى ويظهرون قدرتهم على تحمل المسئولية ويتصرفون بطريقة تختلف عن الماضى فاننا على استعداد للتعامل معهم». غير أنه كرر التقليل من «أوراق اعتماد عرفات» فى الاصلاح. وقال » نحن نبحث عن أشخاص يمكن أن يتحملوا المسئولية أشخاص لا يلوثهم الارهاب أشخاص يمكن أن يتحملوا مسئولية احراز تقدم فى مجتمعهم على طريق اقامة الدولة الفلسطينية التى طالب بها الرئيس الاميركي». وكالات

Email