حزب العمل يتمسك بالانسحاب من الحكومة والليكود يرجح الانتخابات المبكرة، شارون يستعين بحزب متطرف لتفادي السقوط ويختار موفاز بديلاً لبن اليعازر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 23 شعبان 1423 هـ الموافق 29 أكتوبر 2002 أطلق بنيامين بن اليعازر وزير الحربية الاسرائيلي وزعيم حزب العمل تصريحات تؤكد قرب انسحابه القاطع من حكومة ارييل شارون الذي اطلق بدوره تصريحات حاسمة حول عزمه طرد وزراء العمل ان صوتوا غداً في الكنيست ضد ميزانيته التقشفية وبدأ مشاورات استعداداً لما بعد انفراط الائتلاف منها الاستعانة بحزب متطرف لضمان أغلبية برلمانية للموازنة وتعيين شاؤول موفاز قائد جيش الاحتلال السابق بديلاً لبن اليعازر. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية امس عن بن اليعازر قوله: «مئة بالمئة سنخرج من الحكومة (الاسرائيلية)، لا توجد فرصة لا يستجيب ارييل شارون رئيس الحكومة لمطالبنا فهو يفضل ان يوجهوا المسدس إلى صدغه على ان يستجيب لما نطلبه نحن». وأتت تصريحات وزير الحربية هذا بعد ان قررت قيادة حزبه التصويت ضد ميزانية شارون التقشفية في الكنيست المقرر غداً احتجاجاً على تخصيص اموال كبيرة للمستوطنات في ظل ازمة اقتصادية تطحن الدولة العبرية. وقال اليعازر «اعتقد ان دولة اسرائيل موجودة اليوم في احدى الازمات الاقتصادية الصعبة منذ قيامها. ونحن كحزب يحظر علينا السكوت أكثر من ذلك. حزب الليكود يستثمر سنة بعد سنة في المستوطنات. وهم يفضلون المستوطنات على بلدات التطوير. وهم يستمرون في إهمال الفقراء والطبقة الوسطى، ويتم نقل عشرات المليارات إلى مجلس المستوطنات. يجب وقف هذه الظاهرة. وفي المقابل بدا شارون مصراً على تهديده بطرد وزراء حزب العمل من الحكومة ان صوتوا ضد ميزانيته هذه. وقال مسئول في مكتب شارون ان رئيس الحكومة لم يستسلم لهذه المطالب السخيفة، لم تجر مفاوضات ولن تجرى، من لا يصوت لصالح الميزانية سيجد نفسه خارج الحكومة». وبدون حزب العمل، سيكون من الصعب على الائتلاف الحكومي تمرير الميزانية، حقيقة يعيها مكتب شارون، حيث أعلنت مصادر في مكتبه أنه من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى سقوط حكومة الوحدة الوطنية. وعاد شارون وأوضح أنه لن يوافق على إبقاء حزب العمل في حكومته إذا صوت ضد ميزانية الدولة. وقال شارون: «من سيعارض الميزانية- سيكون خارج الحكومة». وأوضح مقربو شارون أن «الأقوال كانت بمنتهى الجدية». لكن يجب أن نتذكر أن شارون قد تراجع في أزمة الميزانية السابقة. ومن الصحيح أنه أقال وزراء حزب «شاس» الذين عارضوه، إلا أنه أعادهم إلى الحكومة بعد وقت قصير، بعد أن استجاب إلى معظم طلباتهم. وقال الليكودي زئيف بويم رئيس الاتلاف الحكومي من جهته ان «موعد الانتخابات قريب اكثر من أي وقت مضى». وتشير التقديرات إلى أن الائتلاف الحكومي سينجح في تجنيد 55 صوتاً بدون حزب العمل وذلك على النحو التالي: «الليكود»- 19 عضوًا ، «يسرائيل بعلياه»- 4 أعضاء، «يهدوت هتوراة»- 5 أعضاء، «المفدال»- 5 أعضاء، «المركز»- 5 أعضاء، و«شاس» 17 عضواً، مما يعني أن حزب «الاتحاد القومي - إسرائيل بيتنا» من المحتمل أن ينقذا الحكومة. وتشير التقديرات إلى أن رئيس الحزب، أفيغدور ليبرمان، المقرب من بنيامين نتانياهو، معني بالانتخابات، كونه يعتقد أنها ستزيد من قوته، ولذلك يشك المراقبون في نواياه حول إنقاذ شارون وحكومته. وحتى الليلة قبل الماضية، لم يتصل شارون بأي حزب من أحزاب المعارضة بهدف فحص إمكانية ضمها إلى الحكومة، ويبدو أن رئيس الائتلاف في الكنيست مقتنع بأنه إذا صوت حزب العمل ضد الميزانية- فسوف يقدم رئيس الحكومة، أرييل شارون، استقالته لرئيس الدولة، تمهيداً لإجراء انتخابات خلال 90 يوماً. وفي هذا الصدد، قال بويم: «لم يبق حزب العمل أمامنا أي فرصة لحل الصراع القائم. هناك فرصة للتوصل إلى مصالحة، لكن لديهم، هناك عربدة تشكل حجر عثرة أمام المصالحة. أنا لا اعتقد أنه يمكن تمرير الميزانية بواسطة إرضاء عضو كنيست واحد. لن نعقد صفقات مع عضو كنيست واحد مثل ما حدث مع المتسوبيشي التابعة لغولدبرغ قبل اتفاقية أوسلو. يبدو لي منطقياً، أنه إذا عارض حزب العمل الميزانية، فسوف يقرر شارون إجراء انتخابات في شهر فبراير المقبل». صحيفة «معاريف» العبرية من جهتها قالت ان شارون فرغ من اعداد بديل بن اليعازر في الحكومة وهو الجنرال شاؤول موفاز قائد جيش الاحتلال السابق الذي قبل المنصب على ان يواصل توليه وزارة الحربية بعد الانتخابات المقبلة حال فوز شارون مجدداً برئاسة الوزراء. القدس ـ «البيان»:

Email