3 ولايات تسعى لاعدام القناص ورفيقه القاصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 21 شعبان 1423 هـ الموافق 27 أكتوبر 2002 أكدت الشرطة وحكام ولايات آلباما وماريلاند وفيرجينيا إنهم سيسعون لانزال عقوبة الاعدام بثنائي القنص اللذين قتلا 11 شخصا في موجة من القتل العشوائي في منطقة العاصمة الاميركية والولايات الجنوبية، في حين أعرب جورج بوش الرئيس الأميركي عن ارتياحه لاعتقال الرجلين. وكان قد تم فجر الخميس الماضي إلقاء القبض على جون آلان محمد (41 عاما)، وكان من قدامى حرب الخليج الثانية، ورفيقه جون لي مالفو (17 عاما)، وهو مهاجر بصورة غير قانونية للولايات المتحدة من جامايكا بينما كانا يغطان في نوم عميق داخل سيارتهما في استراحة بأحد الطرق السريعة. وعثرت الشرطة في حوزتهما على بندقية هجومية تضاهي تلك التي استخدمت في ما يبدو في 11 هجوما بواشنطن فقط. وأزاح اعتقال هذين الرجلين عبئا ثقيلا كان يطبق على نفس منطقة العاصمة، حيث ملا الخوف قلوب السكان لدرجة أنهم أحجموا عن مغادرة منازلهم والاستمتاع بالتنزه مع كلابهم الاليفة والركض في المتنزهات العامة والسماح لاطفالهم بالذهاب إلى المدرسة، وذلك خشية السقوط ضحايا ما وصفوه «بقناص الطريق الدائري» نسبة إلى الطريق الدائري الذي يطوق مدينة واشنطن. من جانبها، تقول برباره ميكولسكي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماريلاند في مؤتمر صحفي «شعرت وكأن حربا قد وضعت أوزارها للتو». وتضيف ميكولسكي أن الناس بدأت تخرج من ديارها للتسوق مرة أخرى وتخطط للاحتفال بعشية عيد جميع القديسين «الهالوين» الاميركي الشهير في 31 الشهر الجاري أي بعد ثلاثة أسابيع من الخوف وهي مناسبة سنوية يحرص أطفال أميركا على الاحتفاء بها قبل الكبار. ويبحث ممثلو الادعاء في الولايات والادعاء الفدرالي من خمس سلطات قضائية على الاقل، منها الحكومة الفدرالية أولا في مسألة توجيه اتهامات للرجلين ومكان محاكمتهما. وكان ست من ضحايا القناص القاتل قد سقطوا في ماريلاند وثلاث في فيرجينيا وواحدة في واشنطن دي.سي، بينما قتلت امرأة في سبتمبر الماضي في ولاية آلباما تتهم السلطات محمد ومالفو بالضلوع في قتلها.وتسمح ولايتا ماريلاند وفيرجينيا بعقوبة الاعدام. إلا أنه بينما تطبق ماريلاند هذه العقوبة منذ عشر سنوات فقط وأعلنت تعليق تنفيذ النظام حتى تقوم بمراجعته، فإن فيرجينيا تنزل عقوبة الاعدام بالمتهمين بدرجة أكبر بكثير من أي ولاية أميركية أخرى باستثناء تكساس. ولا تستثني فيرجينيا أي متهم عاقبته محكمة بها بالاعدام، حتى ولو كان عمره يقل عن 18 سنة. ويؤكد مارك وارنر حاكم فيرجينيا عن الحزب الجمهوري إنه يعتقد أن «عقوبة الاعدام تناسب» الجرم الذي اقترفه الرجلان، بينما يوضح باريس جلندنينج حاكم ماريلاند عن الحزب الديمقراطي أن «تعليق العمل بعقوبة الاعدام في ولايته لن يكون له أدنى تأثير» على القضية. وقال جلندنينج في مؤتمر صحفي «عندما يكون لديك شيء ما مريع ورهيب، فإنه يبدو بالنسبة لي أنه لا يوجد أي مشكلة في ماهية العقوبة التي تتفق مع هذا الجرم، أنه طراز من الجرائم تم من أجله سن عقوبة الاعدام». وكانت السلطات المختصة قد ألقت القبض على المشتبه فيهما بعد أن تباهى أحدهما في ما يبدو بالاتصال هاتفيا بالشرطة وأحد القساوسة حيث اعترف لهما بجريمة قتل نفذاها في سبتمبر الماضي في مونتغمري بولاية آلباما. ثم ضاهت الشرطة بصمة إصبع من مسرح الجريمة بواحدة كانت سلطات الهجرة ومكتب التحقيقات الفدرالي قد سجلتها لمالفو، وهي خطوة قادت المحققين في نهاية المطاف إلى اعتقال الاثنين. ومن جانبه، يؤكد جون ويلسون قائد شرطة المنطقة الجنوبية بالمدينة بأن الرجلين يواجهان اتهامات بقتل عاملة بأحد المتاجر هناك في 21 من الشهر الماضي وأنه سيتم محاكمة مالفو كرجل بالغ سن الرشد. يقول ويلسون «نعتزم الضغط بكل قوة من أجل صدور حكم بالاعدام في القضية»، مضيفا أن محمدا حددت هويته بأنه هو الشخص الذي كان يراقب جثة كلودين لي باركر عقب قتلها برصاصة. ويضيف في مؤتمر صحفي عقده بعاصمة ولاية آلاباما «نحن على قناعة تامة بأن لدينا قضية قوية للغاية» مؤكدا أن الدليل يشتمل على شهادات مطابقة من جانب العديد من شهود العيان. وتحقق الشرطة أيضا في ماهية جرائم أخرى ربما يكون الثنائي ارتكباها أثناء طوافهما في أنحاء الولايات الاميركية خلال الأشهر الماضية انطلاقا من ولايات بأقصى الجنوب إلى ولاية واشنطن بالشمال الغربي وعبر منطقة واشنطن بالساحل الشرقي. على الجانب الاخر، صرح الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش أمس الأول إن الامة «تشعر بالامتنان لكافة مسئولي تنفيذ القانون بالولايات المحليين منهم والفدراليين الذين عملوا في ظل هذا الظرف الطارئ للغاية حيث لم يكلوا أبدا إلا أن توصلوا إلى فك شفرة قضية القناص». وأضاف بوش «هذه الجهود تمخض عنها اعتقال هذين الرجلين المشتبه فيهما في قضية القناص.. نحن ممتنون أيضا للمواطنين الذين ظلت أعينهم ساهرة وقدموا معلومات للشرطة». «لن ننسى أبدا الضحايا وعائلاتهم وأصدقاءهم، لاننا سنتذكرهم في خلجاتنا وصلواتنا. كانت مطاردة قاتل عديم الرحمة مهمة عصيبة وأميركا تشعر بتقدير بالغ لكافة الصالحين من الرجال والنساء الذي يكافحون الجريمة ويعضدون العدالة في أنحاء هذا البلد العظيم». د.ب.أ

Email