إصابة صبيين بجراح خطيرة خلال الاجتياح واعلان استشهاد فلسطينيين في قطاع غزة، احتلال مدينة جنين ومخيمها وقراها بالكامل

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 20 شعبان 1423 هـ الموافق 26 أكتوبر 2002 بدأ جيش الصهاينة اجتياحاً شاملاً ولفترة طويلة لمدينة جنين ومخيمها وقراها في الضفة الغربية رداً على عملية الخضيرة الاستشهادية حيث احتل عدداً من البنايات واستخدم سكانها كدروع بشرية وفتح النار بشكل عشوائي ما اسفر عن اصابة صبيين بجراح بالغة الخطورة في وقت هاجم مقاومون محطة وقود اسرائيلية في القدس بالقنابل وسط اعلان استشهاد اثنين من سكان القطاع في حين قصفت المقاومة مستوطنة هناك بقذائف الهاون. وكانت اكثر من 40 دبابة ومدرعة اسرائيلية مدعوة بمئات الجنود من الوحدات الخاصة اجتاحت مدينة جنين الليلة قبل الماضية ومخيمها وعدداً من القرى المحيطة بها. وأوضح مصدر عسكري اسرائيلي ان «الهدف من الحملة العسكرية في جنين هو اعتقال نحو 20 مطلوباً فلسطينياً لدى اجهزة الامن الاسرائيلية. ويشار الى ان هذا العدوان يعتبر الاوسع منذ عدوان اغسطس عقب العملية التفجيرية في الجامعة العبرية في القدس. واضاف المصدر الاسرائيلي ان «ما بحوزتنا من معلومات استخبارية يشير إلى ان العملية في «كركور» شجعت خلية الارهاب في جنين، التي تقوم بتجنيد عناصر جدد». وقال ناطق عسكري ان «جنين تحتوي على عناصر ارهاب فلسطينية كثيرة تخطط في هذه الايام لاخراج عمليات هجومية الى حيز التنفيذ». واكد مصدر اسرائيلي آخر انه تم التخطيط هذه المرة لمكوث الجيش الاحتلالي في جنين لفترة طويلة نسبياً، وان تركيز القوات في المدينة جاء للحيلولة دون تمكن التنظيمات من التحرك بحرية في ارجائها، «ولتكون قاعدة انطلاق القوات لتنفيذ حملات الاعتقالات والردع». وقام جنود الجيش الاسرائيلي بنصب نقاط استطلاع فوق سطوح العديد من بيوت الفلسطينيين في جنين في محاولة لمنع اطلاق النار من قبل مسلحين نحو القوافل العسكرية المتوغلة في المدينة. وافاد شهود عيان ان الجنود طرقوا على ابواب عدد من البيوت الفلسطينية في ساعات الليل بحثاً عن «المطلوبين». ووصلت قوات من الجيش الى البيتين التابعين لمنفذي عملية الخضيرة ومن المتوقع ان يتم هدمهما في الساعات القليلة المقبلة. وكانت العائلتان اخلتا البيتين في وقت سابق. وافاد شهود عيان ان قوات الاحتلال حشدت المزيد من التعزيزات العسكرية حول مخيم ومدينة جنين، فيما سيطر الجيش الاسرائيلي على عشرات المباني وحولها الى ثكنات عسكرية، بعدما طرد المواطنين منها الى الشوارع. واندلعت مواجهات عنيفة بين المواطنين الفلسطينيين في المخيم، وقوات الاحتلال الاسرائيلي التي تحصنت في المنازل واستخدمت المواطنين دروعاً بشرية. وقال مواطنون، ان قوات الاحتلال قامت باطلاق النار وبقصف المخيم بالرشاشات الثقيلة مما أدى إلى اصابة ثلاثة مواطنين، وصفت جراح اثنين منهم بالخطيرة ونقلا إلى «مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان». حيث يخضعان لعمليات جراحية. وقال مسئولون في المستشفى ان احمد حسين زيدان 16 عاماً، اصيب بعيار ناري ثقيل في الصدر خرج من الظهر، كما اصيب الشاب رامي ابو غليون 18 عاماً بعيار ناري في الصدر أيضاً، حيث وصفت حالتيهما بالخطيرة جداً. وفي مدينة جنين، تسيطر قوات الاحتلال على عشرات المنازل خاصة في وسط المدينة وحي المراح، الذي يشهد مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال. وافاد مواطنون من المدينة، ان قوات الاحتلال شرعت بحملات مداهمة وتفتيش واعتقال من منزل لمنزل. واوضح حيدر ارشيد محافظ جنين ان قوات الاحتلال تمت حوالي اسبوع وهي تحضر لهذه العملية العسكرية حيث اغلقت جميع الشوارع والطرق الرئيسية والفرعية وعزلوا المدينة تماماً ولا يمكن للمواطنين الخروج منها الا بصعوبة بالغة. واضاف منذ عصر الخميس بدأت قوات الاحتلال بجلب تعزيزات كبيرة جداً وشرعوا في دخول المدينة وانتشرت في الشوارع وفرضت حظر التجول واغلقت جميع الطرق. واعتبر ارشيد ان قوات الاحتلال تعتزم تنفيذ عملية عسكرية تكتيكية محدودة الاهداف داخل المدينة. وقال ان المقاومة مستمرة ما دام الاحتلال قائماً والمستوطنات لاتزال تبتلع الارض الفلسطينية. وكان مقاومون هاجموا الليلة قبل الماضية بالقنابل محطة وقود اسرائيلية في شمال القدس الشرقية وألقوا عدداً من قنابل وزجاجات المولوتوف على المحطة مما ادى إلى اشتعال النار فيها. وقالت شرطة الاحتلال ان عدداً من الزجاجات الحارقة القيت تجاه محطة الوقود في بلدة العيسوية في القدس الشرقية مشيرة إلى ان الزجاجات انفجرت لكنها زعمت عدم وقوع اصابات في الارواح او الممتلكات! وتجري الشرطة في هذه الاوقات تحقيقات وعمليات بحث واسعة عن منفذي الهجوم. وفي قطاع غزة اعلنت مصادر طبية وامنية فلسطينية في مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خانيونس ان المواطنين توفيق بريكة البالغ من العمر 60 عاماً استشهد الليلة قبل الماضية متأثراً بجراحه التي اصيب بها قبل نحو اسبوعين بنيران قوات الاحتلال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقالت المصادر ان الشهيد بريكة اصيب بجراح بالغة الخطورة بنيران قوات الاحتلال لدى اقتحامها حي زعرب جنوب غرب المدينة في 13 من الشهر الجاري. وعلمت «البيان» ان مقاوماً مجهول الهوية استشهد الليلة قبل الماضية برصاص قوات الاحتلال خلال اشتباك مع دورية عسكرية على الحدود المصرية الفلسطينية جنوب رفح. وقال الجيش الاسرائيلي انه قتل مسلحاً فلسطينياً باطلاق النار عليه من دورية للجيش جنوب القطاع. وقال المتحدث باسم الجيش ان الشهيد وجد بحوزته بندقية وقنابل وعندما اقترب من دورية عسكرية على الحدود بدأ باطلاق النار والقنابل اليدوية تجاهها. وقال الفلسطينيون القاطنون في المنطقة القريبة انهم سمعوا دوي قنابل وأصوات اشتباكات بالرصاص والأسلحة الاوتوماتيكية واضافوا ان جنود الاحتلال تابعوا المهاجم وقتلوه. إلى ذلك اطلق الفلسطينيون الليلة قبل الماضية ثلاث قذائف هاون تجاه مستوطنة كفاردروم وزعم الاحتلال عدم وقوع إصابات. غزة ـ ماهر إبراهيم: رام الله ـ عبدالرحيم الريماوي:

Email