بيريز يقبلها مع تعديلات وشارون يرفض الدولة الفلسطينية، انقسام إسرائيلي حول «خريطة الطرق» الأميركية، السلطة تتعامل بايجابية مع الخطة وفتح والشعبية تعارضانها

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 18 شعبان 1423 هـ الموافق 24 أكتوبر 2002 استبعد ارييل شارون رئيس وزراء دولة الاحتلال بدء مفاوضات حكومته مع وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأميركي باعلان رفضه «خريطة الطرق» ومعارضته قيام دولة فلسطينية في العام 2005 وهو ما أظهر الخلاف مع وزير خارجيته شيمون بيريز الذي تحدث عن قبول اسرائيلي للخريطة لكنه شدد على وجوب اجراء تعديلات فيها حتى مطلع ديسمبر المقبل في وقت كانت السلطة الفلسطينية تعد رداً ايجابياً على الخريطة رغم دعوة حركة فتح لرفضها. وأعلن بيريز ان لدى حكومته الكثير من الملاحظات على «خريطة الطرق» الدولية للسلام في الشرق الأوسط التي من المنتظر ان يناقشها بيرنز مع ارييل شارون رئيس الحكومة الاسرائيلية ومع وزير الخارجية. وقال بيريز للاذاعة العبرية انه يرفض ما اسماه بالأصوات الاسرائيلية الرسمية التي تدعى ان هذه الخطة تطالب اسرائيل بتقديم ما وصفته بتنازلات دون قيامهم بأي خطوة عملية لوقف العنف. ودعا بيريز الرافضين للخطة الى قراءة المسودة التي يحملها بيرنز بتمعن اكثر وليس بصورة سطحية قبل الحكم عليها مشيرا الى ان بيرنز سوف يسمع ملاحظات حول الخطة خلال اجتماعه مع المسئولين الاسرائيليين. واوضح بيريز ان «الرئيس جورج بوش يخطط لانشاء دولة فلسطينية مؤقتة في غضون ثلاث سنوات، وتهدف الخطة التي سيعرضها بيرنز الى وضع هذا التصور موضع التنفيذ. ويمكننا ان ندلي بملاحظاتنا حتى ديسمبر المقبل». واضاف «سندرس كل بند وكل تفصيل من هذه الخطة وسنضع ملاحظاتنا». وقال بيريز ان «هناك نقاطا في هذه الخطة لا يمكننا ان نوافق عليها كما هي والاميركيون يعرفون اننا لن نغادر الاراضي (الفلسطينية المحتلة) طالما لا يوجد احد لادارتها». واضاف «يجب تطبيق كل بند من بنود هذه الخطة، والا ستبقى مجرد مشروع. وعلى الفلسطينيين ان يجددوا تأكيد حق اسرائيل بالعيش ضمن حدود آمنة ومعترف بها، وان يضعوا حدا للارهاب، وان يبدأوا بعملية الاصلاح». من جهة ثانية برر بيريز مسألة اشراف اللجنة الرباعية على ادارة اموال السلطة الفلسطينية. فقال ان «الدول الاعضاء في اللجنة الرباعية تمول السلطة الفلسطينية ومن الطبيعي بالتالي ان تسعى الى التدقيق بشأن كيفية ومكان صرف اموالها». وحول مسألة بناء مستوطنات يهودية في الاراضي المحتلة، قال ان «حكومة الوحدة الوطنية يجب ان تلتزم ببرنامجها القاضي بعدم بناء اي مستوطنة جديدة وتفكيك المستوطنات التي اقيمت بطريقة غير قانونية». وفي المقابل نقلت الاذاعة عن مقربين من شارون قولهم ان الأخير لن يلتزم أمام الاميركيين او بيرنز بالموافقة على قيام دولة فلسطينية مستقلة في نهاية العام 2005. وقالت ان شارون عقد جلسة مشاورات مع طاقم مكتبه وممثلين عن الأجهزة الأمنية قبل وصول بيرنز لبلورة الرد الاسرائيلي على «خريطة الطرق». وحسب الاذاعة فان شارون كشف في الجلسة معارضته لتحديد جدول زمني ملزم كما جاء في مسودة الخطة التي أعدتها اللجنة الرباعية الخاصة بعملية السلام في الشرق الاوسط بحجة ان ذلك سيعيدها الى سيناريو أوسلو الذي زعم ان الفلسطينيين لم يطبقوا ما تعهدوا به فيما كان يطلب من اسرائيل بشكل دائم تنفيذ ما تعهدت به وفق جدول زمني ملزم. وابلغت المصادر المقربة من شارون الاذاعة قوله ان المبدأ الوحيد الذي تلتزم به اسرائيل هو تنفيذ مراحل الخطة الاميركية المقترحة على أساس مبدأ امتحان التنفيذ كما اسماه بمعنى عدم الانتقال من تنفيذ مرحلة الى أخرى كما تنص الخطة دون الانتهاء من تطبيق المرحلة السابقة. وأوضحت هذه المصادر كما اشارت الاذاعة ان شارون لن يقبل ان تكون اللجنة الرباعية الدولية هي جهة الاشراف تنفيذ خطة الطريق او حتى تحديد مواعيد الانتقال من مرحلة الى أخرى موضحة ان الأخير يريد مشاركة أمريكية في الاشراف ولا يوافق على مشاركة جهات دولية أخرى. وعقب يوسي بيلين وزير العدل الإسرائيلي الاسبق بالقول ان شارون لا توجد لديه اى نية لتحقيق السلام فى منطقة الشرق الاوسط. واضاف فى تصريحات ادلى بها للتلفزيون الاسرائيلى صباح امس ان شارون لا يملك اى خطة سياسية وانه يلعب على عامل الزمن فقط مشيرا الى ان الوضع سيتفاقم فى ظل وجود الحكومة الحالية. واكد بيلين ان الخطة الوحيدة التى يملكها شارون هى خطة كسب الوقت لتحطيم الفلسطينيين دون وجود اى بديل اخر. وانتقد بيلين بشدة مشاركة حزب العمل فى الحكومة الحالية التى تعطى شرعية كبيرة لتصرفات شارون مطالبا اياه بالانسحاب الفورى منها. وعلى الجانب الفلسطيني اعتبر صائب عريقات وزير الحكم المحلي اشتراطات شارون بشأن الدولة الفلسطينية والجداول الزمنية محاولة لاجهاض مبادرة السلام الأميركية ورؤية الرئيس جورج بوش لاقامة الدولة الفلسطينية. وقال عريقات ان شارون لا يكتفي بالاشتراطات ويمضي في فرض وقائع جديدة على الارض من خلال تنفيذ اكبر مخطط استيطاني حول القدس وجدار الفصل العنصري وتهجير المواطنين. لكن نبيل شعث وزير التخطيط الفلسطيني قال أمس انه استنادا الى ما يتم بحثه الان فان مراقبين يتبعون اللجنة الرباعية الدولية التى تضم الولايات المتحدة واوروبا وروسيا والامم المتحدة سيتواجدون على الأرض من اجل متابعة التنفيذ على ان يقوم المراقبون برفع تقارير الى اللجنة الرباعية لدى تقييمها اداء الطرفين فى التطبيق . وقال شعث نحن ننتظر اللقاء مع بيرنز اليوم الخميس لنبلغه اننا نتعامل بايجابية مع خطة خارطة الطريق ولكننا ايضا سنقول من منطلق ايجابى ايضا ان لدينا بعض التعليقات والاضافات خاصة مايتعلق بكيفية الاداء وكيفية فرض الانتقال من مرحلة الى اخرى من مراحل الخطة الثلاث، واضاف يجب ان يكون هناك وضوح بقضايا الاستيطان والانسحاب الاسرائيلى بحيث لاتترك للمزاج الاسرائيلى. وكان حسين الشيخ أمين سر مرجعية حركة فتح طالب السلطة في تصريحات لـ «البيان» برفض خريطة الطرق الأميركية التي «تنسجم مع مخططات شارون وتتجاوز كافة الاتفاقات السابقة وتهدف إلى العودة مجدداً الى الحلول الانتقالية». كما قال مسئول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لـ «البيان» ان الخطة الأميركية «تدخل فقط في الشئون الداخلية الفلسطينية واعادة انتاج لمشروع شارون الخاص بالحل المؤقت طويل الأمد «مطالباً السلطة برفضها». غزة ـ ماهر إبراهيم ووكالات:

Email