فرانكس بعد لقاء مع مبارك: لم يتقرر بعد أي عمل عسكري ضد العراق، لا علم لي بترتيبات مع اسرائيل أو بحكومة احتلال عسكرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 17 شعبان 1423 هـ الموافق 23 أكتوبر 2002 أعلن الجنرال تومي فرانكس قائد القيادة المركزية الاميركية في ختام لقائه حسني مبارك الرئيس المصري في القاهرة أمس ان اي «قرار بعمل عسكري ضد العراق لم يتخذ حتى الآن». وأوضح فرانكس للصحافيين انه يختتم في القاهرة جولة شملت الاردن واليمن وافغانستان وباكستان وتركيا مؤكدا انه ناقش خلال الايام الستة الماضية حجم مشاركة الولايات المتحدة في الحملة ضد الارهاب وكذلك قضايا متعلقة بالاستقرار في المنطقة والمشاورات الجارية حاليا في مجلس الأمن بشأن العراق. وقال ان المحادثات التي تطرقت الى التعاون العسكرى بين الولايات المتحدة وهذه الدول كانت «مثمرة وعملية». ونفى ما يتردد من احتمال تولي جنرال اميركي ادارة العراق في حال اقصاء صدام حسين الرئيس العراقي عن السلطة موضحا «لست على علم بهذا الأمر وقد قرأت ما تردد عن قيادة عسكرية اميركية داخل العراق والحقيقة انه لم يتخذ قرار حتى الآن للقيام أصلا بعمل عسكري داخل العراق». ووصف فرانكس هذه المعلومات بانها «مجرد تكهنات». واضاف «يتعين علينا ان ننتظر ونترقب ما ستسفر عنه المشاورات التي تجري في مجلس الامن الدولي حول ملف العراق». وردا على سؤال حول ما يتردد عن الترتيب بين الولايات المتحدة واسرائيل للقيام بعمل عسكري مشترك ضد العراق «لم اقرأ مثل هذا كما انني لست على علم بما يتردد في هذا الشأن ويبدو ان التكهنات تتوالى هذه الايام حول هذا الموضوع». وأضاف ان الموضوع يتمثل حاليا فى الاعداد لاجراء مناورات عسكرية فى المنطقة على مدى الشهرين المقبلين، وكما ذكرت فإن جورج بوش الرئيس الاميركى أوضح انه لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن الحرب فى العراق او القيام بعملية عسكرية ضده. وحول ما يتردد عن انضمام قوات بريطانية الى القوات الاميركية فى القاعدة الموجودة فى قطر تمهيدا للقيام بعمل عسكرى ضد العراق.. قال فرانكس كما ذكرت سنجرى مناورات عسكرية بالمنطقة حسب تعليمات القيادة العسكرية ويتضمن ذلك استخدام بعض المنشآت الموجودة فى قطر خلال هذه المناورات. وأوضح أنه سيشارك فى هذه المناورات البريطانيون بالاضافة الى قوات العديد من الدول الاخرى «لم يحددها»، وقال هذه الدول ستشارك معنا، وان هذه المناورات لن تكون جزءا من أى عمل عسكرى محتمل. وأشار فرانكس الى أن موعد بدء هذه المناورات سيكون اما منتصف نوفمبر أو منتصف ديسمبر المقبلين. وحول حاجة الولايات المتحدة لقواعد عسكرية بالمنطقة فى حالة القيام بعمل عسكرى محتمل ضد العراق خاصة فى ظل التحفظ التركى فى هذا الشأن، قال تومى فرانكس لا أعلم ما يتردد عن عدم تحمس تركيا ازاء هذا الأمر، مشيرا الى انه تجرى مشاورات بين الولايات المتحدة ودول المنطقة وان هذه المشاورات تتضمن ايضا الاستماع لنصيحة الاصدقاء. وكرر انه لم يتخذ بعد قرار بشأن القيام بأى عمل عسكرى ضد العراق، وان اجراء مثل هذه المشاورات مطلوب خاصة وانه لاتزال الاحتمالات قائمة للقيام بعمل عسكرى مما يستلزم ايجاد السبل لتحقيق ذلك من خلال مثل هذه المشاورات وسنواصل ذلك مع اصدقائنا وحلفائنا بالمنطقة. وعما اذا كانت الولايات المتحدة قد طلبت استخدام قواعد عسكرية بالمنطقة أو المجال الجوى لتحليق الطائرات الاميركية نبه فرانكس الى أن لدى الولايات المتحدة أربعة مقار قيادة عسكرية فى المنطقة يمكن استخدامها فى المناورات الوشيكة التى ستجرى تحت اسم الحرية المشتركة. وأعرب فرانكس عن اعتقاده بأنه لن يتم استخدام أى مناطق قيادة وسيطرة أو منشآت بالمنطقة دون موافقة دولها، مشيرا الى ان الولايات المتحدة ترتبط بعلاقات جيدة للغاية مع دول المنطقة وان مشاورات واشنطن مع هذه العواصم تجرى بصورة طيبة للغاية، وهو ما لمسته خلال مباحثاتى فى الدول التى زرتها. وكان الرئيس المصري استقبل فرانكس صباح أمس في مقر الرئاسة في مصر الجديدة بحضور المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع والانتاج الحربي وديفيد ولش سفير الولايات المتحدة لدى مصر. وتتزامن زيارة فرانكس مع استمرار واشنطن في سياستها الهادفة الى تغيير النظام في العراق حيث يتهم بوش صدام حسين بامتلاك اسلحة الدمار الشامل. وكان فرانكس قد وصل الى القاهرة الاثنين آتيا من انقرة حيث اجرى محادثات مع المسئولين الاتراك حول العراق والتعاون العسكري التركي-الاميركي في اطار جولة شملت اليمن والبحرين وباكستان وافغانستان والاردن والسعودية. (أ.ف.ب ـ أ.ش.أ)

Email