الجهاد تعلن اسمي منفذي العملية الاستشهادية في ذكرى اغتيال الشقاقي، الضغوط الأميركية والأوروبية تكبح العدوان الواسع رداً على تفجير الحافلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 17 شعبان 1423 هـ الموافق 23 أكتوبر 2002 كشفت مصادر اسرائيلية ان معظم قتلى وجرحى عملية الحافلة الاستشهادية قرب الخضيرة هم من جنود الاحتلال وانها وقعت في ذكرى اغتيال فتحي الشقاقي زعيم حركة الجهاد الاسلامي على يد «الموساد» الاسرائيلي حيث اعلنت الحركة اسمي منفذي العملية في وقت حشدت قوات الاحتلال على مدينة جنين التي خرجا منها في اطار الرد الانتقامي الذي اكدت المصادر العبرية انه سيكون محدوداً ويستهدف المقاومين وسط اعادة حظر التجول وحصار المدن الفلسطينية، وهدم منزلي فدائيين. واوردت مصادر الاحتلال تفاصيل العملية بالقول ان سيارتين شاركتا فيها، احداهما من نوع «نيسان» كان على متنها قائد العملية واخرى «جيب» محملة بـ 80 كيلوغراماً من المتفجرات انتهزت فرصة توقف الحافلة الاسرائيلية المزدحمة وعلى متنها عدد كبير من الجنود للتفجير في مؤخرتها ناحية خزان الوقود الذي انفجر بدوره حيث كان علو النيران يزيد على 15 متراً وهي النيران التي تسببت بتطاير رصاص اسلحة الجنود. وقالت مصادر اسرائيلية امنية ان العملية وقعت في الذكرى السابعة لاغتيال فتحي الشقافي زعيم حركة الجهاد الاسلامي على يد «الموساد» الصهيوني معربة عن اعتقادها ان اياد صوالحة قائد الحركة في الضفة الغربية يقف وراءها في وقت اعلنت الجهاد ان منفذي العملية هما حمودة حسنين واشرف الاسمر من مدينة جنين في الضفة الغربية. وعلى الفور دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية اضافية في محيط مدينة جنين ومخيمها. وقال شهود عيان ان عشرات الآليات العسكرية انتشرت حول المدينة وخاصة في منطقة احراج السفارة غرباً وفي شارع جنين/ الناصرة شمالاً وتحديداً قرب ضاحية صباح الخير. وذكرت الاذاعة العبرية انه تقرر تشديد الحصار والاغلاق وحظر التجول على التجمعات السكنية الفلسطينية عقب صدور انذارات بالقيام بعمليات استشهادية انطلاقا من الضفة الغربية.. وقال انه فى هذا الاطار سيقلص نطاق التسهيلات الممنوحة للفلسطينيين لاسباب وصفت بأنها انسانية. واشار الى ان هذه القرارات اتخذت خلال جلسة تشاورية ترأسها الليلة قبل الماضية بنيامين بن اليعازر وزير الحربية الاسرائيلى. ومن جانب اخر اصيب جندى اسرائيلى فى اشتباك بمدينة نابلس صباح امس. واعتبر وزيران اسرائيليان امس انه من غير المجدي ان تجتمع الحكومة الاسرائيلية لاتخاذ قرار حول الرد على العملية الاستشهادية حسب ما افادت الاذاعة العبرية. وقال وزير الداخلية ايلي يشائي «في الماضي، اجتمعت الحكومة مرات عدة لتكليف بن اليعازر بهذا الصدد وهو يملك مروحة واسعة من التدابير للرد». وقال يشائي من حزب شاس المتشدد «من غير المجدي ان تجتمع الحكومة مجددا بعد هذا الهجوم لان هذا التدبير يثير عادة قلق الخارج وخصوصا الاميركيين. ان بن اليعازر لديه تفويض للعمل وفقا للتدابير المعتمدة اساسا في الماضي». وردا على سؤال للاذاعة، اعتبر ماتان فيلناي وزير الرياضة والثقافة ان «الحكومة الاسرائيلية ليس عليها ان تجتمع لاتخاذ قرار في شأن تدابير الرد. ان دورها هو في تحديد استراتيجية». لكن صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية قالت امس استناداً الى مصادرها ان يدي الارهابي ارييل شارون مكبلتان بعدة عوامل تمنعه من الرد بعدوان واسع، ابرز هذه العوامل عدم ارباك الخطط العدوانية الاميركية تجاه العراق وعدم عرقلة زيارة وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي غداً اضافة لعدم اقتراف المزيد من الاستفزازات للاتحاد الاوروبي الذي يبحث فرض عقوبات على اسرائيل بسبب بضائع المستوطنات. غير ان المصادر ذاتها اكدت ان عدم الرد سيضعف شارون كثيراً «وليس بقوة الردع الاسرائيلية» مرجحة «عملية عسكرية موضعية ومحدودة تستهدف اساساً حركتي الجهاد وحماس» من دون المس بمؤسسات السلطة الفلسطينية وتستبعد تماماً اعادة فرض الحصار على ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني. وقال مصدر سياسي اسرائيلي «سيكون هناك رد ولكن ربما لا يكون فوريا. من المرجح ان يكون محددا». وصرح ايلي يشاي لراديو الجيش الاسرائيلي «رغم اني اعتقد انه يجب دراسة عملية واسعة النطاق الا ان الرد ينبغي ان يكون قاسيا ومحددا في نفس الوقت». وقال مصدر رفيع في الحكومة الاسرائيلية انه سيتعين اعادة النظر في انسحاب عسكري محتمل من مدينة الخليل بالضفة الغربية في ضوء الهجوم وذلك على الرغم من الضغوط الاميركية لتخفيف حملة الجيش في المدن الفلسطينية. وفي هذه الاثناء دمرت قوات الاحتلال منزلي فدائيين في الضفة الغربية. ففي قرية سالم قرب نابلس نسف الجيش منزل أحد نشطاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقالت إسرائيل ان محمود أسعد عيسى كان منخرطا في هجمات ضد إسرائيليين، من بينها انفجار استشهادي في ردهة فندق في مستوطنة أرييل، أسفر عن جرح ستة أشخاص. وفي مخيم بلاطة للاجئين قرب نابلس، نسفت القوات الاسرائيلية منزل محمد اسماعيل عطا الله احد نشطاء حركة فتحت التابعة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والذي نفذ تفجيرا استشهادياً في محطة الحافلات المركزية القديمة في تل أبيب قبل ثلاثة أشهر. وفضلا عن ذلك دمرت الجرافات الاسرائيلية أكثر من عشرة أبنية فلسطينية في قرية قرب الخليل، بجنوب الضفة الغربية، اتهمت إسرائيل سكان القرية ببناء تلك الابنية دون تراخيص. وفي قطاع غزة اعلنت مصادر امنة فلسطينية ان قوات الاحتلال. قصفت صباح امس بالرشاشات الثقيلة منازل المواطنين في منطقة الحكر جنوب شرق دير البلح وسط قطاع غزة ما اسفر عن اصابة عدد من المنازل. كما قصفت قوات الاحتلال موقعاً للامن الوطني شمال بيت لاهيا في قطاع غزة. وافاد شهود عيان ان دبابات الاحتلال اطلقت قذائفها تجاه الموقع المذكور مما الحق به اضراراً فادحة في الوقت الذي حلقت فيه طائرات حربية صهيونة على ارتفاع منخفض في اجواء قطاع غزة. وفرضت القوات حظر التجول على منطقة المواصي في محافظة خانيونس جنوب القطاع. غزة ، رام الله ـ «البيان» ووكالات:

Email