أهالى طولكرم يكابدون عدوان المستوطنين والجدار الفاصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 15 شعبان 1423 هـ الموافق 21 أكتوبر 2002 أذهل الخراب والدمار الذي تلحقه الجرافات الاسرائيلية في الأراضي والمزارع المواطنين في طولكرم. فلم يكن المواطنون في قرى المحافظة ليصدقوا ما تتعرض له أراضيهم من عمليات تخريب وتجريف واقتلاع أراض، لولا مشاهدتهم بأم أعينهم للواقع الذي أخذ يتجسد على الأرض، تنفيذاً للمخططات الاسرائيلية باقامة جدار عازل بين الأراضي الفلسطينية و«الخط الأخضر» من خلال حفر الخنادق وتسوية مساحات واسعة من الأراضي وشق طرق ترابية لتسهيل حركة دوريات وقوات الاحتلال. ويتضح حجم المعاناة في المناطق الريفية الممتدة من منطقة الكفريات جنوباً وحتى بلدة قفين شمالاً، ويتجلي ذلك في حجم المأساة التي يعيشها المزارعون بعد فقدانهم لأراضيهم الزراعية ومصدر رزقهم الوحيد، ومع كل هذا التوسع وعمليات المصادرة لا يعرف أحد حدوداً لهذه الاعتداءات أو موعداً لنهايتها. وتعمل الجرافات والآليات الضخمة تحت حراسة جنود الاحتلال على مدار الساعة بشكل يدل على الامكانيات والمبالغ المالية الهائلة المرصودة لعملية الفصل العنصري هذه، والتي تتسبب بضياع أكثر من ثلاثين ألف دونم من أراضي المحافظة الزراعية، وتخلق حالة من القلق والمخاوف لدى باقي المزارعين الذين باتت أراضيهم على مقربة من المناطق المشمولة بأعمال التجريف. ويتخوف المزارع محمد وحيد من قرية الراس جنوب طولكرم من المستقبل القريب، خاصة بعد أن فقد أرضه المزروعة بمئات أشجار الزيتون التي هي مصدر رزقه الوحيد ويقول: ماذا بقي لدي بعد الأرض لأعيل أطفالى، فقد أفنيت شبابي على زراعتها وراقبت نموها يوماً بعد يوم بفرحة الفلاح الفلسطيني، الذي يعتز بأرضه ويدافع عنها وكأنها جزء من جسده، مشيراً الى أن الاحتلال سرق بهجته وفرحته باستقبال موسم الزيتون بمصادرته لأرضه واقتلاعه لأشجار الزيتون المثمرة بلمح البصر تحت حجة اقامة ما يسمونه الجدار الفاصل، الذي ما هو الا ذريعة لتهجير الشعب الفلسطيني وتدمير أرضه. وتحدث الحاج حسن محمود من بلدة قفين شمال طولكرم عن حجم الدمار الذي لحق بأرضه وأراضي المئات من مزارعي منطقة الشعراوية، بعد أن أقدمت قوات الاحتلال على اجتثاث آلاف أشجار الزيتون التي يعتز بها الفلاح الفلسطيني منذ آلاف السنين ورثها عن أجداده وآبائه. وأشار الى أن قوات الاحتلال استخدمت أحدث وأضخم الآليات لاقتلاع هذه الشجرة من جذورها وكأنها حرب وتصفية حسابات ما بين أشجار الزيتون والاحتلال. ويتساءل المزارع خليل حسين ابن قرية خربة جبارة جنوب طولكرم، والتي تقع ما بين الخط القديم والخط الفاصل الجديد عن مصير أرضه التي سيفصله عنها جدار يمنعه من الوصول اليها خاصة وانها واقعة ضمن أراضي الراس المحاذية لبلدته. وقال ان هدف الاحتلال أصبح لا يخفى على أحد وهو الاستيلاء على المزيد من الأراضي الزراعية الخصبة كونها تضم أكبر حوض مياه جوفية في فلسطين وخير دليل على ذلك ضم بئر المياه الارتوازية الموجودة في خربة جبارة الى داخل الخط وحرمان المزارعين من قرى فرعون والراس وشوفة من الاستفاده منها. كما هاجم مستوطنو البؤرة الاستيطانية المسماة «بيت هداسا ـ الدبويا» المقامة على أراضي المواطنين وسط مدينة الخليل السبت، طالبات «مدرسة قرطبة الأساسية للبنات» واللواتي تتراوح أعمارهن بين 6 ـ 15عاماً. وقالت المربية فريال أبوهيكل، مديرة المدرسة في حديث صحافي ان المستوطنين هاجموا أمام جنود قوات الاحتلال الاسرائيلي وبحماية منهم، الطالبات بشكل همجي ووحشي ورشقوهن بالحجارة والنفايات، مما أثار حالة من الرعب والهلع في صفوفهن واضطرهن للعودة الى المدرسة ثانية. وأكدت المديرة، أن المستوطنين وقوات الاحتلال يحاولون عبر هذه الاعتداءات المتكررة يومياً على الطالبات، اجبارهن على سلوك طريق فرعية وعرة، وعبر أسطح المنازل بدلاً من شارع الشهداء الطريق الرئيسية المؤدية الى المدرسة، بهدف تعطيل الدراسة فيها وبالتالى اغلاقها. من جهته، طالب محمد عمران القواسمي مدير التربية والتعليم في مدينة الخليل، المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بالتعليم وحقوق الانسان، التدخل الفوري لوقف هذه الاعتداءات المتكررة على طلبة فلسطين، والتي تحرمهم من حقهم في التعليم. كما كثفت قوات الاحتلال الاسرائيلي، من اجراءاتها التعسفية في الأغوار الشمالية والوسطى. وقال شهود عيان، ان تلك القوات حدت من حركة المواطنين الذين ينتقلون بينمناطق سكناهم والأراضي الزراعية المحاذية لها. رام الله ـ أدهم حافظ:

Email