بعثة الاتحاد الأفريقي لتقصي الحقائق تصل الخرطوم اليوم، هدوء في الشرق والبشير يهدد بالانسحاب من ماشاكوس

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 14 شعبان 1423 هـ الموافق 20 أكتوبر 2002 ساد الهدوء جبهات القتال شرق السودان رغم تجديد الحكومة عدم اعترافها باشتمال الهدنة التي وقعت في ماشاكوس لهذه الجبهة، وتهديدها بالانسحاب من المفاوضات. وفيما أكدت قوات المعارضة المسلحة انها أوقعت خسائر كبيرة بقوات الحكومة التي تحاول استعادة المواقع الخاضعة لسيطرة «التجمع»، وفي وقت رفضت اريتريا اقتراحاً سودانياً بنشر قوات سلام دولية على الحدود بين البلدين، تصل اليوم الى الخرطوم بعثة تقصي الحقائق المكلفة من قبل الاتحاد الأفريقي للنظر في شكوى السودان ضد الاعتداءات الاريترية على الأراضي السودانية في شرق السودان. وأفاد القائم بأعمال سفارة السودان لدى أديس أبابا في تصريح لوكالة السودان للأنباء ان البعثة برئاسة سعيد جنيد مفوض السودان للشئون السياسية والسلام والأمين بالاتحاد الأفريقي وعضوية ايميل أو جيمبا مسئول لجنة الشئون الانسانية واللاجئين والنازحين بالاتحاد الافريقي اضافة الى خبيرين سياسي وعسكري. وستلتقي البعثة عدداً من المسئولين بالدولة كما ستقوم بزيارة ميدانية لشرق السودان للوقوف على تفاصيل العدوان الاريتري، ومن ثم رفع تقرير لرئاسة الاتحاد الافريقي عقب زيارة مماثلة لاريتريا. وكان السودان قد أبلغ الاتحاد الافريقي بتورط اريتريا في العدوان على شرق السودان ودعا الجهاز المركزي لألية فض النزاعات بالاتحاد الافريقي للاجتماع بأديس أبابا والتي اتخذت قراراً بالاجماع بارسال بعثة تقصي للحقائق الى كل من السودان واريتريا. ورغم تأكيدات الحكومة بأن شرق السودان لا يتضمنه اتفاق وقف العدائيات، بحسبان، انما حدث هو عدوان اريتري، إلا ان مصادر حكومية قالت ان الأوضاع على الجبهة الشرقية تشهد حالياً هدوءاً تاماً، وامتنع الفريق ادم محمود حامد والي ولاية كسلا عن الادلاء بأي حديث حول الموقف العسكري. وفي غضون ذلك لاتزال التعزيزات العسكرية تصل الى المواقع الأمامية ضمن التعزيزات الدفاعية لصد أي عدوان جديد، فيما نسبت صحيفة «الأنباء» الرسمية الى محافظ همشكوريب العميد أحمد علي، قوله ان الحشود الاريترية تواصلت على الحدود السودانية، وان اريتريا دفعت خلال اليومين الماضيين بقوات جديدة، وان هناك حشوداً اريترية على طول شريط الحدود، وأضاف ان الموقف تحت السيطرة، وبشر بقرب اعلان تحرير همشكوريب من المعتدين. وكان عمر البشير الرئيس السوداني هدد بالانسحاب من محادثات السلام في ماشاكوس، معتبرا ان هذه المحادثات لا تشمل المعارك الدائرة في شرق السودان. ونقلت الاذاعة الرسمية عن البشير قوله الليلة قبل الماضية «نرفض أي تدخل للهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد) في اي مشكلة اخرى غير مشكلة الجنوب حتى ولو ادى ذلك الى خروج السودان من مبادرة الايغاد» للسلام. وكانت المحادثات السلمية بدات الاربعاء برعاية الهيئة الحكومية للتنمية (اقليمية) في ماشاكوس (كينيا) حيث تقرر الخميس اعلان هدنة في المعارك بين الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان، حركة التمرد الجنوبية الرئيسية. لكن الحكومة السودانية اعتبرت ان المعارك التي تدور في شرق البلاد ناجمة عن «عدوان اريتريا» المجاورة ولا يمكن ان تكون ضمن مفاوضات السلام مع الجيش الشعبي لتحرير السودان. واضاف البشير في اجتماع لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ان «أي محاولة لتوسيع تفويض الايغاد خارج جنوب السودان مرفوضة». ومن جانبه اعلن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ان الهدنة التي تقررت مع حركة الجيش الشعبي لا تشمل شرق السودان «حيث نقاتل لصد عدوان اريتري». وأكد الجيش الشعبي ان الجيش النظامي هاجم مواقعه في الشرق بعد عشر دقائق من بدء سريان الهدنة الخميس. وتواجه القوات السودانية منذ اسابيع هجمات للمتمردين في شرق البلاد بالقرب من كسلا تشنها حركات متمردة متحالفة مع الجيش الشعبي. واكدت الخرطوم انها اسرت جنودا اريتريين في هذه المعارك متهمة مباشرة اسمرة في هذا الهجوم. واوضح اسماعيل انه اذا كان المتمردون يريدون اتفاقا يشمل السودان كله فيجب عندها تفعيل مبادرة سلام اخرى وهي تلك التي اقترحتها مصر وليبيا. وقال اسماعيل «اذا ارادت الحركة (الجيش الشعبي) حلا شاملا فلنذهب الى المبادرة المشتركة (المصرية الليبية) لانها تشمل كل مناطق السودان». وكانت مبادرة السلام المصرية الليبية قد تراجعت في الاشهر الاخيرة امام مبادرة منظمة الايغاد، التي تضم السودان وجيبوتي واثيوبيا واريتريا وكينيا واوغندا والصومال، المدعومة من الولايات المتحدة. الى ذلك رفضت اريتريا نشر قوات مراقبة على طول الشريط الحدودى مع السودان، وقالت انها ليست فى حالة حرب مع السودان. واعتبرت ما يجرى فى شرق السودان هو شأن داخلى بين الحكومة السودانية ومعارضيها. ويأتى الرفض الاريترى بعد أن أنهى وفد من دول تجمع الساحل والصحراء برئاسة عقيد ليبى زيارة لمناطق همشكوريب وعدد من الحاميات العسكرية. وجددت اريتريا رفضها لاتهامات الخرطوم لها بالتورط فى الاحداث الاخيرة فى شرق السودان. الخرطوم ـ نيروبي ـ «البيان»:

Email