رداً على الاستنكار الدولي و«الغضب» الأميركي إثر مجزرة رفح، شارون : جيشنا الأكثر أخلاقاً في العالم !

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 13 شعبان 1423 هـ الموافق 19 أكتوبر 2002 في مقابل استنكار الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لمجزرة رفح وتحذير واشنطن من انها تمس بالمصالح الأميركية والاسرائيلية قال السفاح ارييل شارون رئيس وزراء دولة الاحتلال ان جيشه «الأكثر أخلاقاً في العالم»، فيما طالب يوسي ساريد زعيم المعارضة الاسرائيلية بوقف «آلة الحرب» الصهيونية «الضارية». ونقل متحدث باسم الأمم المتحدة عن كوفي عنان أمين عام المنظمة الدولية في تصريح صحافي أدلى به الليلة قبل الماضية قوله ان عنان منزعج على وجه الخصوص من اطلاق القوات الاسرائيلية النار على مدرستين باستخدام الدبابات والمدافع الثقيلة. واشار الى ان احدى هاتين المدرستين في مخيم رفح كانت قائمة على نفقة وكالة اغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى التابعة للأمم المتحدة. وقال ان قوات الاحتلال الاسرائيلي قتلت في شهر أكتوبر الجاري وحتى الآن أكثر من 50 مواطنا فلسطينيا منهم 15 طفلا على الأقل وتسببت في جراح خطيرة لأكثر من 300 اخرين معظمهم من المدنيين. وفي موازاة استنكار الرئاسة الدنماركية للاتحاد الأوروبي للمجزرة قال خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد «مرة أخرى صدمت للخسائر المدنية جراء العمليات العسكرية الاسرائيلية في رفح». وتابع في بيان «سقط الكثير من المدنيين في هذا النزاع وهو أمر لا يمكن أن نقبله فهذا وقت التهدئة لا التصعيد». وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية أمس ان حالة من الغضب سادت أوساط الادارة الأميركية إثر المجزرة. وأعرب آري فلايشر المتحدث باسم البيت الأبيض، الليلة قبل الماضية، عن القلق ازاء «مقتل مدنيين فلسطينيين والتعرض للمؤسسات الانسانية». وذكر أن الرئيس الأميركي، جورج بوش، ووزير الخارجية، كولن باول، سبق أن أكدا على ضرورة قيام إسرائيل باتخاذ اجراءات للحيلولة دون وقوع حوادث مأساوية من هذا النوع، كونها تمس بالمصالح الإسرائيلية والمصالح الأميركية على حد سواء. وكان وزير الخارجية الأميركي انتقد، مساء أمس الأول، سقوط المدنيين الفلسطينيين في غزة، وذلك خلال لقائه ارييل شارون رئيس وزراء دولة الاحتلال. وطلب باول ايضاحات عن ظروق الحادث في رفح. وقال شارون في رده على انتقادات باول إن «جيشنا أخلاقي أكثر من أي جيش آخر، ويبذل جهوداً جمة ليمتنع عن المس بالمدنيين». وجاء في بيان أصدره الجيش الإسرائيلي أن «الجيش الإسرائيلي يأسف للمس بالمدنيين الأبرياء وبالمواطنين الذين لا علاقة لهم بالارهاب، وتجدر الاشارة الى أن النار التي أطلقت على الجيش كانت من البيوت الواقعة على مشارف رفح». وقالت مصادر إسرائيلية في قطاع غزة إن أي قائد في المكان يمكنه اطلاق النار عندما تتعرض قوته لاطلاق النار. وفي المقابل دعا يوسي ساريد زعيم المعارضة اليسارية الاسرائيلية أمس اسرائيل الى «وقف آلة الحرب الضارية» بعد المجزرة. وقال ساريد للاذاعة العبرية «لم يعد من الممكن تفسير وتبرير (مقتل) هذا العدد من النساء والاطفال والرجال الابرياء» بنيران الجيش الاسرائيلي. وتساءل «كم مرة بعد يمكننا القول (لم نكن نقصد هذا) ومن يمكن ان يصدق هذه الاعذار بعد». وشدد على ان «ثمة قواعد فيما يتعلق بالدفاع المشروع عن النفس ونحن نحترمها، لكن هناك ايضا قواعد للحرب. قريبا لن نعود قادرين على التمييز بين اعتداء وآخر»، موازيا بذلك بين الضحايا المدنيين الاسرائيليين لعمليات فلسطينية والضحايا المدنيين الفلسطينيين لعمليات عسكرية اسرائيلية في الاراضي الفلسطينية. وتابع ساريد الذي يتزعم حزب ميريتس اليساري (10 نواب في الكنيست من اصل 120) ان «حجة (السلطات الاسرائيلية) بان الفلسطينيين يتقصدون قتل مدنيينا في حين ان اسرائيل تقوم بذلك من دون سابق تصميم باتت بالية». وختم «حين نطلق قذائف دبابات، ليس قذيفة واحدة بل ثلاثا، على مساكن، فالنتائج تكون متوقعة». القدس ـ «البيان»:

Email