التجمع ينفي مجدداً تورط اريتريا، الجيش السوداني يؤكد استمرار القتال في الشرق

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 13 شعبان 1423 هـ الموافق 19 أكتوبر 2002 نقلت صحيفة «اخبار اليوم» السودانية عن مصدر في الاجهزة الامنية قوله امس ان الجيش الحكومي السوداني يقاتل في شرق السودان القوات الاريترية وليس المتمردين الجنوبيين السودانيين. وقال المصدر ان القوات الحكومية تتقدم شرقا «لصد الهجوم الاريتري ومن الواضح ان حركة التمرد (الجيش الشعبي لتحرير السودان) شاركت مع القوات الاريترية في استفزاز قواتنا». واتهم الجيش الشعبي لتحرير السودان الخرطوم الخميس بشن هجوم على قواتها في شرق البلاد في انتهاك للهدنة التي وقعت في كينيا الثلاثاء ودخلت حيز التنفيذ الخميس في الساعة 900 تغ. ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله ان الجيش الشعبي «يريد اثارة مشكلة بالتذرع بخرق (حكومة الخرطوم)» للهدنة. واتهم المصدر الجيش الشعبي بـ «التمهيد للانسحاب من مفاوضات» السلام. واتهمت الحكومة السودانية اريتريا بالمشاركة في المعارك الدائرة في شرق البلاد بين الجيش النظامي والجيش الشعبي لتحرير السودان وهو ما نفته اسمرا. واتفقت الخرطوم والجيش الشعبي الثلاثاء في ماشاكوس (كينيا) على مبدأ الهدنة اعتبارا من امس الاول وخلال فترة مفاوضات السلام التي بدأت الاربعاء. واكدت الخرطوم على ان الهدنة لا تشمل شرق السودان الا ان ناطقا باسم الجيش الشعبي المح الى ان الجانبين اتفقا على تطبيق وقف اطلاق النار في جميع انحاء البلاد. وكان هذا الجدل هيمن أيضاً على اجتماع مجلس شورى الحزب الحاكم أمس الأول. وقالت وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية في تقرير لها من الخرطوم ان الاجتماع شهد تناقضا فى الرؤى حول اتفاق الهدنة الموقع بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية حيث طالب فريق بضرورة وقف اطلاق النار على كافة الجبهات بينما يرى فريق اخر ان قضية الحدود مع اريتريا لا تدخل فى الاتفاق . وقد حذر احمد عبدالرحمن القيادى بالحزب الحاكم الحكومة من الدخول فى معركة مع اريتريا داعيا الى تجاوز المعطيات بذكاء وقال لابد ان تهزم العاصفة بالتدبير والعقل. الا ان قطبى المهدى المستشار السياسى للرئيس السودانى اكد تمسكه بفصل قضية الخلاف مع اريتريا عن الاتفاق الموقع بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية، مشددا على ان معركة الحكومة هى الأن مع النظام الاريترى . من جانبه قال مصطفى عثمان وزير الخارجية ان الحكومة السودانية لاتطلب من اريتريا سوى اغلاق حدودها مع السودان ورفع يدها عن اى تعاون مشترك مع المتمردين داعيا اسمرا لقبول نشر قوات سلام افريقية على الحدود السودانية الاريترية. وكان علي عثمان النائب الأول للرئيس السوداني أكد حرص نظام جبهة الانقاذ على السلام ووحدة الصف وبسط الأمن. وجدد تأكيده في اجتماعات مجلس شورى الحزب الحاكم أمس ان السلام هدف استراتيجي يتطلبه الحكم الرشيد مشيراً إلى ان الأهداف تعلو المرارات ومطالباً بقدر كبير من كظم الغيظ والتجاوز دون تهاون للوصول إلى السلام. لكنه لم يحدد رأياً قاطعاً بشأن جدل الهدنة في الشرق. وفي القاهرة نفى التجمع الوطني «تحالف المعارضة في المنفى» مجدداً «مزاعم» «الخرطوم بأن تورط اريتريا في هجمات الشرق. وقال فاروق أبو عيسى مساعد رئيس التجمع للشئون القانونية لـ «البيان»: اذا كان نظام الخرطوم كما يقول في الاعلام ان لديه اسرى اريتريين يثبتون تورط اريتريا، فكان من الاحرى ان يعرضوهم على لجنة تقصي الحقائق بدلاً من التباكي في التلفزيونات. وأضاف أبو عيسى ان الدبلوماسية الكاذبة للجبهة الإسلامية نشطت مؤخراً في كثير من العواصم لتغطية الهزائم المفجعة والعديدة التي مني بها نظام الانقاذ، وقال ان اقليم السودان والدول المجاورة يحتاج اكثر من أي وقت مضى لتهيئة مناخ الاستقرار والابتعاد عن دق طبول الحرب، وان على السياسات العاقلة العمل على نزع فتيل التوتر للحفاظ على أمن واستقرار الاقليم وشعبه. واختتم ابوعيسى تصريحه بأن حكومة الخرطوم تعرف حقيقة ان الذي وقع في شرق السودان وقع بأيدٍ سودانية قمعها هذا النظام وطلب منها ان تسلح نفسها وتنازله، ففعلت فبدلاً من دعوة هذا الطرف للحوار والجلوس معه في تفاوض تجدهم يكيلون الاتهام إلى الشقيقة اريتريا ويعقدون الاحلاف والاجتماعات الثنائية والثلاثية واشار إلى ان حكومة الخرطوم خسرت المعركة سياسياً وعسكرياً، ولم يبق لها الا ميدان الاعلام وهو ميدان الخاسرين ان لم يكن قائماً على الحقائق. ودعا الخرطوم «ان تعود إلى رشدها وتخاف الله في أهل ومصير السودان، وان تقبل الجلوس لحل أزمته حلاً شاملاً يقي البلاد الكثير من المهددات». الخرطوم ـ «البيان»: القاهرة ـ رجاء العباسي:

Email