الصحافة البريطانية تسخر من النتيجة، صدام فاز بـ «أم الانتخابات»

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 12 شعبان 1423 هـ الموافق 18 أكتوبر 2002 انهالت الصحف البريطانية الصادرة صباح امس بالتعليقات الساخرة على القيادة العراقية بعد الإعلان عن نتائج الاستفتاء الذي فاز فيه الرئيس صدام حسين بنسبة قياسية بلغت 100%. وبلهجة ساخرة تعرضت صحيفة الديلي تلجراف لنتائج الاستفتاء. وقال مراسل الصحيفة ديفيد بلير في بغداد إن صدام حسين فاز «بأم» الانتخابات، في إشارة ساخرة على ما يبدو إلى معركة «أم المعارك» وهي الكلمة التي يستخدمها العراقيون للإشارة لحرب الخليج، عندما فاز بالانتخابات بنسبة مئة في المئة وكانت نسبة إقبال الناخبين مئة في المئة أيضا. ويواصل كاتب المقال سخريته عندما يقول إن صدام استفاد من التغيير في الرأي العام والذي جاء لصالحه مقارنة بالاستفتاء السابق قبل سبع سنوات والذي كان فيه الفوز «معتدلا» بحصول الرئيس العراقي على 99.96 في المئة من الأصوات، كما وصلت نسبة الإقبال «بالكاد» إلى 99 في المئة. لكن على خلاف الصورة التي رسمتها القيادة العراقية ليوم الانتخابات يقول بلير إنه لم يكن هناك دليل على تدفق الناس بالملايين للإدلاء بأصواتهم. وبنفس اللهجة الساخرة حاولت صحيفة الاندبندنت إقناع قرائها بأن مثل هذه النتيجة ليست بغريبة عن الشعوب العربية. ومقارنة تظهر أن الرئيس العراقي ليس صاحب أعلى نسبة تأييد بين قادة الشعوب العربية. فقد أعلن محمد زعيم وزير الداخلية السوري عام 1945 فوز الرئيس السوري في ذلك الوقت أديب شيشكلي على 104 في المئة، لكن هذا الرقم القياسي لم يستمر كثيرا إذ أقال شيشكلي وزير داخليته وأعلن أن النسبة التي حصل عليها في الحقيقة هي 99.9 في المئة فقط. وبحساب بسيط قام به فيسك يتضح أن شيشكلي حصل على 03ر0 نقطة في المئة أعلى من صدام وعلى 0.01 في المئة أعلى من مبارك. واستمرارا للهجوم الساخر على نتائج الانتخابات العراقية قالت صحيفة التايمز إنه في اليوم الذي طلب فيه صدام حسين من العالم أجمع أن يصدق إن الشعب العراقي بأكمله يقف وراءه، فإنه اعتبر أنه من غير الحكمة على ما يبدو أن يظهر أمام شعبه بنفسه. وتضيف الصحيفة إن نتائج الانتخابات تعني على ما يبدو أن أحدا لم يمرض يوم الانتخابات فيلزم منزله أو أن أحدا لم يكن خارج البلاد، بالإضافة لهذا فإن عزة ابراهيم نائب مجلس قيادة الثورة أصر على أن البلاد التي تحملت 33 عاما من إرهاب حزب البعث وأكثر من 20 عاما من الحروب و12 عاما من العقوبات الدولية، لم يجرؤ فيها أحد على الإجابة بلا في الاستفتاء أو حتى يجرؤ على التخلص من ورقة الانتخابات دون تصويت.

Email