مصرع 13 مدنياً في مجزرة بالجزائر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 11 شعبان 1423 هـ الموافق 17 أكتوبر 2002 شهدت الجزائر في اليومين الماضيين تظاهرات تحولت إلى اعمال شغب في العديد من المناطق اعتراضاً على تنصيب رؤساء بلديات جدد انتخبوا في العاشر من الشهر الجاري. كما شهدت ولاية الشلف مجزرة جديدة راح ضحيتها 13 شخصاً وقتل خمسة عسكريين في مناطق مختلفة في عمليات نفذها إرهابيون. وذكرت الصحف الجزائرية أمس ان عشرات الاشخاص معظمهم من الشبان هاجموا ونهبوا مباني عامة في بدر الدين بولاية سيدي بلعباس (440 كلم غرب العاصمة). ونهب المتظاهرون الغاضبون اثر تنصيب رئيس البلدية المنتخب على لائحة جبهة التحرير الوطني (الحزب الوحيد سابقا)، مقري البلدية والبريد فيما اعتقل 17 منهم. واضافت الصحف ان متظاهرين كانوا يحتجون على اقصاء رئيس بلدية ينتمي الى جبهة التحرير الوطني نهبوا واضرموا النار في مقر دائرة سيقوس في ام البواقي بمنطقة الاوراس (500 كلم شرق العاصمة). وافادت الصحف ايضا ان عددا من مناصري جبهة التحرير الوطني طوقوا مقر بلدية جباهية بالقرب من البويرة (120 كلم جنوب شرق الجزائر) وقطعوا الطرق مطالبين بتنصيب مرشح حزبهم رئيسا لبلديتهم. وفي الميلة بالقرب من قسنطينة (430 كلم شرق العاصمة) اقام نحو 200 شخص متاريس واحرقوها اثر تنصيب رئيس بلدية انتخب على لائحة التجمع الوطني الديمقراطي الذي يتقاسم السلطة مع جبهة التحرير الوطني. من جهة اخرى وضع 15 شخصا شاركوا الاحد في اضطرابات في عين الطويلة بالقرب من خنشلة بمنطقة الاوراس، قيد الحبس الاحترازي. ومن جانب آخر ذكر مصدر رسمي ان مجموعة إرهابية مسلحة قتلت ليل مساء الثلاثاء 13 شخصا وجرحت اخر في منطقة الحجاج في ولاية الشلف (200 كلم غرب العاصمة الجزائرية). ووقعت هذه المجزرة الجديدة التي ارتكبتها المجموعات المسلحة في بلدة بقعة الحجاج النائية كما افادت الاجهزة الامنية بدون اعطاء المزيد من التفاصيل. وكانت مجموعة اسلامية مسلحة قتلت في المنطقة ذاتها 13 شخصا في الاول من اكتوبر في وادي شرفة. وتنشط في المنطقة عناصر من الجماعة الاسلامية المسلحة التي تعارض سياسة المصالحة الوطنية التي ينتهجها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. من جهة اخرى قتل خمسة جنود واصيب خمسة اخرون في انفجار عدة قنابل خلال عملية تمشيط قام بها الجيش في معاقل ثنية العابد قرب مدينة باتنة (430 كلم جنوب شرقي العاصمة) في منطقة الاوراس كما افادت صحيفة «الرأي» الصادرة أمس. وتواصل منظمتان مسلحتان مناهضتان لسياسة المصالحة الوطنية، اعتداءاتها وعمليات القتل وهما الجماعة الاسلامية المسلحة بقيادة رشيد ابو تراب والتي تنشط خصوصا قرب الجزائر العاصمة وفي غرب البلاد، والجماعة السلفية للدعوة والقتال بزعامة حسن حطاب التي لها وجود في الشرق ومنطقة القبائل. وحل ابو تراب مكان عنتر الزوابري في قيادة الجماعة المسلحة بعدما قتل الجيش الجزائري هذا الاخير في الثامن من فبراير الماضي في بوفاريك. واكد ابو تراب انه سيواصل الخط الراديكالي لسلفه «وسيذبح دونما هوادة».

Email