الاحتلال يحصن مواقعه في مزارع شبعا، لبنان يضخ مياه الوزاني متجاهلاً تهديدات اسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 11 شعبان 1423 هـ الموافق 17 أكتوبر 2002 بدأ لبنان أمس ضخ قسم من مياه نهر الوزاني، وسط احتفال كبير حضره كبار المسئولين في الدولة والعديد من رجال الاعلام، في اشارة واضحة على تجاهل التهديدات التي أطلقها الاسرائيليون، والذين بدأوا في تحصين المواقع التي يحتلونها في مزارع شبعا اللبنانية. وانتشرت مئات العناصر من قوى الأمن الداخلي وحركة أمل على جميع الطرق المؤدية الى مكان الاحتفال وقامت قوى الأمن باجراءات أمنية مشددة من على مسافة عشرة كيلومترات مربعة من موقع الاحتفال. وأكدت مصادر اعلامية لبنانية ان عملية ضخ مياه الوزارني تشكل انجازاً تاريخياً يضاهي تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000. وكتبت صحيفة «السفير» في صفحتها الاولى «يحتفل لبنان بانجاز وطني كبير فتح الطريق اليه الانجاز الوطني الاكبر المتمثل بتحرير الشطر الاعظم من الجنوب اللبناني في مايو عام 2000 ولن يكون افتتاح ضخ مياه الوزاني اقل من بداية تحرير لحصة لبنان من المياه فيكتمل تحرير الارض بتحرير المياه». ورأت «السفير» ان ذلك يدل على «القدرة على تخليص الحق اللبناني في لحظة اقليمية-دولية لم يكن خافيا ان معطياتها تفيد بعدم قدرة اسرائيل على خوض اختبار صعب على الجبهة اللبنانية يتعارض ومقتضيات المشروع الاميركي للحرب على العراق». وقد ارتفعت الاعلام اللبنانية وصور الرئيس اللبناني اميل لحود في الساحة الواسعة التي اعدت خصيصا للاحتفال الذي اقيم برعاية اميل لحود الرئيس اللبناني ممثلا بنبيه بري رئيس مجلس النواب وسط حضور رسمي وشعبي حاشد ودعي اليه سفراء الدول العربية والاجنبية. من ناحيتها اعتبرت صحيفة «النهار» ان «مشروع الوزاني الذي اثار جدلا اقليميا ودوليا في طريقه الى التنفيذ مصحوبا بتطمينات الى ان التهديدات الاسرائيلية باقية في حدود الكلام، وتحت مظلة الحرب الاميركية المتوقعة على العراق التي تريدها واشنطن اولوية لا تعيقها نزاعات اخرى، وكذلك تحت مظلة مؤتمر القمة الفرنكوفونية التاسعة التي اعطت فرنسا دورا في الحوار حول تمرير استحقاق المشروع دون ارباك المؤتمر». وتحت عنوان «نصر الله يهدد بالرد وفرنسا تعلن نزع الفتيل» كتبت صحيفة «المستقبل» انه «يتم التدشين في اجواء انتظارية هادئة نسبة الى المواقف المعلنة عشية التدشين وبعد ان اعلنت الناطقة باسم الاليزيه كاترين كولونا ان باريس نجحت في نزع فتيل الانفجار في جنوب لبنان بفضل الاتصالات واللقاءات التي اجرتها مع الاطراف المعنية». من ناحيته، اكد نبيه بري رئيس المجلس النيابي عشية الاحتفال «ان لبنان لن يتوقف» عند حدود المشروع الحالي. وقال بري في حديث الى فضائية «الجزيرة» القطرية «ان حقوقنا اضعاف اضعاف الكمية الحالية ولن يتوقف لبنان الا عند حدود اخر نقطة ماء من حقه وفق ما تقرره الامم المتحدة على اساس القوانين والاتفاقات الدولية». وتبقى الكمية التي سيضخها لبنان بعد تدشين المشروع (11 مليون متر مكعب سنويا) اقل بكثير من حصته التي تبلغ 35 مليون متر مكعب سنويا وفق نص مشروع جونستون (اميركي) عام 1955. في هذه الأثناء قامت قوات الاحتلال الاسرائيلى مساء أمس الأول من موقعها فى الرادار بمنطقة مزارع شبعا المحتلة بجنوب لبنان بتمشيط الاودية المحيطة بالموقع فى وقت كانت تعمل فرق الهندسة التابعة للاحتلال على تدعيم تحصينات الموقع وكذلك تحصينات موقع رويسة العلم. من جانبها ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» أمس ان الأجهزة الأمنية الاسرائيلية تراقب التطورات الأخيرة في محطة المياه على نهر الوزاني عن كثب، وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان اسرائيل اتخذت قراراً يقضي بمحاولة ايجاد حل سياسي لأزمة الوزاني، وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش الاسرائيلي: «من الواضح اننا سنصل في نهاية الأمر الى تسوية مع اللبنانيين. ولن ينتهي الأمر بأن نأخذ نحن كل كمية المياه، دون الاكتراث بالجيران، فنحن الآن الجيران». والرأي السائد الآن في الجيش الاسرائيلي ان عملية عسكرية ضد لبنان الآن على خلفية أزمة الوزاني ليست مجدية الآن وليست ممكنة، قبل الهجمة الأميركية المرتقبة على العراق، خاصة وان كل عملية عسكرية شرعية من وجهة النظر الاسرائيلية ستجابه بمعارضة أميركية. ومع ذلك تقول مصادر اسرائيلية ان هذا الوضع لن يستمر طويلاً كما هو الآن، ويجب أن يكون هناك حل، وإلا ستضطر اسرائيل في نهاية الأمر الى استخدام القوة حيال الخطوات أحادية الجانب التي تقدم عليها لبنان. وكالات

Email