العراقيون يتابعون تهديدات أميركا من إذاعتها والانترنت

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 10 شعبان 1423 هـ الموافق 16 أكتوبر 2002 في بلد يتعرض لحظر دولي متعدد الاشكال منذ عام 1990 سبب له عزلة ثقافية واعلامية قاسية وفي ظل تصاعد حدة التهديدات الاميركية ضد العراق ، يتابع الكثير من العراقيين آخر الاخبار عبر جميع الوسائل المتاحة التي اضيفت اليها مؤخرا شبكة الانترنت، يحدوهم الامل في ان يكون الكلام عن هذه التهديدات مجرد سحابة صيف سرعان ما تنقشع لتعود الحياة الى وتيرتها العادية. واصبحت عملية متابعة الاخبار عبر شبكة الانترنت في الاونة الاخيرة اسهل بعد ان فتحت وزارة النقل والمواصلات العراقية 17 مركزا للانترنت في العاصمة العراقية بغداد و 24 مركزا آخر في بقية المحافظات العراقية. ويقول صباح جورج (45 عاما) احد رواد مراكز الانترنت في العاصمة العراقية ان «عملية متابعة اخر اخبار التهديدات الاميركية ضد العراق اصبحت امرا سهلا ومتيسرا في ظل توفر مراكز الشبكة المعلوماتية الانترنت للجميع ».ويضيف «اذا كانت عملية قراءة ما تكتبه الصحف الاميركية والبريطانية على سبيل المثال امرا صعبا ان لم نقل مستحيلا في الماضي ، فأنه اصبح اليوم امرا سهلا وميسورا للجميع دون استثناء». واوضح «امل ان لا تقع الحرب على بلدي كما أمل ان تكون كل هذه الاخبار مجرد سحابة صيف سرعان ما تنجلي او حرب نفسية تشنها واشنطن ولندن لاغراض داخلية او لصرف الانظار عما يجري في فلسطين». وتبلغ قيمة ساعة من التصفح عبر الانترنت في مراكز الانترنت التي تفتح ابوابها من الساعة الثامنة صباحا لغاية الساعة الثامنة مساء الف دينار عراقي (نصف دولار) اما ارسال اي رسالة الكترونية فيكلف 250 دينارا (12 سنتا). ويقول مسئولون عن هذه المراكز ان جميع المواقع مفتوحة امام المتصفحين وليس هناك اي استثناء سوى ما يحرمه الدين من افلام اباحية وكل ما يمس القيم الاخلاقية الاسلامية. من جانبها ، تؤكد دينا وليد (21 عاما) وهي طالبة ادب انجليزي في جامعة بغداد ان «عملية الحصول على صحف اجنبية في العراق اشبه ما تكون بالمستحيلة» لذا فإنها تحصل عليها «من خلال اقاربها الذين يعيشون خارج العراق بين الحين والآخر». وتضيف «ورغم حصولي عليها بصورة شبه منتظمة فأنني افضل ارتياد مراكز الانترنت لتغنيني بالجديد عن آخر مستجدات التهديدات الاميركية ضد بلادي». كما قامت وزارة النقل والمواصلات العراقية بفتح مراكز انترنت في الفنادق الكبيرة في بغداد ليصبح بامكان الاجانب عموما والصحافيين خصوصا والذين يتواجد العشرات منهم حاليا في بغداد، الاطلاع على آخر الاخبار المتعلقة بالعراق والعالم وارسال مراسلاتهم الصحافية عبر البريد الالكتروني. أما سمير عبد الخالق (38 عاما) موظف حكومي فيؤكد من جانبه انه «يفضل متابعة اخبار التهديدات الاميركية ضد العراق عبر الاستماع الى الراديو لانه حسب رأيه عملية لاتتطلب جهدا مضنيا كالصحف والانترنت». ويضيف انه «يفضل الاستماع الى اذاعتي مونت كارلو الفرنسية والبي بي سي البريطانية كل مساء قبيل خلوده الى النوم في ساعة متأخرة من كل يوم ». ويشير عبد الخالق الذي يحفظ مواعيد جميع نشرات الاخبار لهاتين الاذاعتين الى انه «ما ان يجلس مع اصدقائه حتى يثار موضوع الساعة التهديدات الاميركية ضد العراق وهل ستكون هناك حرب ام لا ».ويتابع انا «استمع ايضا بين الحين والاخر الى أذاعة (سوا) الاميركية» (اذاعة اميركية موجهة للمنطقة العربية على موجة اف ام بدات البث اثر حرب الخليج) مضيفا «انها هي الاقرب الى الاميركان انفسهم ولاني اريد ان اعرف ما يفكر به اعدائي».ويضيف «آمل ان يكون الكلام عن الحرب مجرد كلام وان يعود المفتشون وينتهي كل شيء بسلام ». ومن وسائل الاعلام الاخرى المتاحة للعراقيين للاطلاع على اخر اخبار التهديدات الاميركية ضد بلادهم صحيفة «بابل» التي يشرف على ادارتها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي والتي تخصص العديد من صفحاتها لنشر مواضيع تعدها وكالات الانباء. ويقول محمد فخري (23 عاما) وهو طالب جامعي ان «صحيفة بابل باتت تغنيني عن كل شيء ففيها اقرأ كل ماينشر عن العراق من اخبار وتحليلات منقولة نصا دون تحريف أو تقطيع أو اضافة نقلا عن الصحف ووسائل الاعلام العالمية». ويضيف انها «تنشر كل شيء واخر المستجدات المتعلقة بالعراق بحيادية مرفقة بالصور لذا فأنني اعرف كل ما يدور حول العراق من اخبار ومخاطر واعرف مواقف الدول واخر التصريحات المتعلقة بالمسئولين الاميركان والبريطانيين والذين يعارضون سياستهم تجاه العراق»، على حد قوله.ويوضح «نحن نعرف كل شيء ولسنا معزولين عن العالم كما يدعي الاميركيون والبريطانيون ولكننا نأمل ان لا تقع الحرب لانها لم تكن في يوم من الايام وسيلة لحل المشاكل بل لتعقيدها». أ.ف.ب

Email