الناشرون يجنون ثمار البؤر الساخنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 8 شعبان 1423 هـ الموافق 14 أكتوبر 2002 في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب وهو اكبر معرض للكتاب في العالم تتبارى دور النشر لاستكشاف اماكن النزاعات او المناطق الساخنة في العالم وتقديم الاغراءات والوعد بأرباح طائلة لمن يحسن التوقعات لاحداث المستقبل. وبعد ان حققت اصداراتهم بشأن افغانستان نجاحاً باهراً العام الماضي يتكالب الناشرون حالياً لاصدار كتب حول العراق وسط تكهنات متزايدة بشأن شن الولايات المتحدة حرباً ضده. والاهتمام بأفغانستان يخف في الوقت الراهن مع تحول انتباه العالم إلى العراق وقبل ما يزيد قليلا على عام باع الصحفي أحمد راشد بضعة الاف نسخة من كتابه الذي كان غامضا انذاك عن حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان. وكان ذلك قبل الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك والحرب ضد طالبان. وقال جوناثان مكدونيل عضو مجلس الادارة المنتدب في دار نشر اي.بي توريس التي نشرت الكتاب ومقرها لندن «مع حدوث هجمات 11 سبتمبر نفدت «كل الكمية المطبوعة» بالكامل». وبيع في السوق الاميركية وحدها 250 ألف نسخة من هذا الكتاب منذ ذلك الوقت وفي بقية دول العالم بيع 200 ألف نسخة أخرى كما بيعت حقوق الترجمة الى 22 دولة. وأضاف مكدونيل «بالنسبة لكتاب ثقافي .. هذا شيء غير مسبوق». وتباحث مكدونيل وناشرون اخرون الاسبوع الماضي في هذا الامر قبل أن يفتح معرض فرانكفورت الدولي للكتاب لاتاحة الفرصة امام عشاق الكتب لمتابعة اصدارات من جميع انحاء العالم. ومع حاجة الناشرين لفترة زمنية تتراوح بين ثمانية و12 شهرا من تلقي النسخة المخطوطة الى توزيع الكتاب فان المحافظة على تسيير امورهم ربما يمثل مهمة صعبة. وقال كولن روبنسون وهو ناشر في نيوبرس بنيويورك «بوسعك التصرف بصورة سريعة جدا جدا أو التروى طويلا. هذه هى مهارة الناشر السياسي». وأصدر بعض الناشرين كتبا جديدة عن العراق بينها «خطة حرب العراق..عشرة أسباب ضد حرب في العراق«. ويجهز ناشرون اخرون ايضا كتبا جديدة عن العراق. وقال نيلس هوبر مدير النشر في دار نشر فيرسو ذات التوجه اليساري «في هذه الحالة التي تشهد مثل هذا الاعداد «للحرب» في الولايات المتحدة بوسعنا نحن وجهة «دار نشر» واحدة او اثنتين اخريين ان نتدخل لمحاولة وقف الحرب قبل ان تبدأ». واضاف ان الكتاب نشر في أقل من خمسة اسابيع. وحتى الاونة الاخيرة لم تحقق الكتب الصادرة بشأن العراق أفضل المبيعات. وقال روبنسون ان كتابا عن الرئيس صدام حسين قبل عامين باع 600 نسخة فقط ويقول خبراء أنهم لا يتوقعون حتى الان تكرار ظاهرة كتاب راشد مع أي كتاب بشأن العراق في الوقت الراهن. وأوضحت نانسي ستيوارت وهي من المشترين البارزين لكتب انغرام وهي مكتبة امريكية كبيرة «حين وقعت احداث 11 سبتمبر فان الكتب التي حققت نجاحا كانت أي شيء بشأن أفغانستان أو طالبان. وارتفعت مبيعات نسخ القرآن». اضافت نانسي انه بشأن العراق «يبدو ببساطة ان ما نشر في الصحافة المتاحة قليل». والبراعة هي أن تنشر كتابا جيدا عن موقع نزاع محتمل قبل ان يصبح هذا المكان بؤرة انتباه العالم. على سبيل المثال فان روبنسون الناشر في نيوبرس يراهن على ان النزاع الهندي الباكستاني يمكن ان يستعر ويعد لاصدار كتاب جديد عنه. وقال «اذا لم يحدث شيء هناك سنبيع ما بين 500 و1000 نسخة. لكني اتكهن بأن شيئا ما سيحدث هناك». وقال مكدونيل ان اي. بي توريس تنشر كتابا جديدا عن مقدونيا موقنة بأن توترا جديدا يمكن ان يبرز في منطقة البلقان. ويدرك مكدونيل ان تكلفة الرهان الخطأ يمكن ان تكون عالية متذكرا نشر عدة كتب عن الاتحاد السوفييتي قبيل انهياره عام 1991. واضاف «ولم نتمكن انذاك من بيعهم ككتب متخلفة بسعر منخفض. لقد دمرت الوف الكتب جنبا الى جنب مع سور برلين». رويترز

Email