كابوس دامٍ يخنق أحلام المقصد السياحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 8 شعبان 1423 هـ الموافق 14 أكتوبر 2002 حتى يوم امس الأول، كانت جزيرة بالي ذات الغالبية الهندوسية التى يسميها الاندونيسيون «جزيرة الآلهة» تنعم بالهدوء الساحر الذي يجذب اليها ملايين الزوار.. لكن الرعب طالها وتناثرت جثث 182 سائحا محترقة وممزقة بفعل انفجار هائل استهدف مساء امس الأول اشهر ملاهيها ومطاعمها. وقال جيدي ويراتا رئيس جمعية اصحاب الفنادق والمطاعم في بالي «لقد استهدفوا قلب بالي السياحي. بالنسبة لنا، انها كارثة». ويبدي نائب رئيس الجمعية وصاحب فندق مادي ماسترا الاستياء نفسه محذرا من عواقب ما جرى على صناعة السياحة في اندونيسيا كلها. وقال «من المؤكد ان ما جرى يشكل حكما بالاعدام على مستقبلنا» مضيفا ان «جزيرة بالي كانت احدى الوجهات الاكثر امنا في اندونيسيا لكنها فقدت الان هذه الميزة». فاندونيسيا التي تعد 14 الف جزيرة وهي اكبر البلدان المسلمة في العالم، تشهد حركات تمرد عديدة ونزاعات محلية بقيت بالي ذات الغالبية الهندوسية حتى الان بمنأى عنها وتميزت بأنها مقصد «آمن» للسياح. ووقع الانفجار مساء امس الأول في مرقص في نادي ساري كلوب ومطعم يقصدهما السياح في حي ليجيان الشهير بالقرب من دنباسار عاصمة الجزيرة. وقد جرى توقيت الانفجار في ساعة ذروة يقصد فيها السياح بكثافة الملاهي والمطاعم او يتنزهون في الطرقات. وقد اشارت الاحصائيات الى ان اندونيسيا استقبلت مليوناً و42 ألف سائح توجهوا مباشرة الى بالي عام 2001 غير ان غالبية السياح ال7،3 ملايين الذين قصدوا البلاد زاروا «جزيرة الالهة» عبر رحلات داخلية. وتؤكد السلطات الاندونيسية ان فرادة الجزيرة مردها الى الغالبية الهندوسية التي تقطنها. كما ان شواطيء بالي الجميلة ذات الرمل الابيض وحقول الارز التي حولت الى مقاه والمعابد المئة المنتشرة على امتداد مساحتها البالغة حوالى 5500 كيلومتر مربع وحسن الضيافة لدى اهاليها الذين يعدون ثلاثة ملايين نسمة، كل هذا جعل من بالي مقصدا رئيسيا للسياحة الدولية. ويملك العديد من الاثرياء الاجانب وخصوصا الاستراليين والاميركيين، منزلا في بالي ويعيش الكثيرون منهم فيها طوال العام. وفي موازاة ذلك، فان الخدمات الفندقية تشكل مصدر العائدات الرئيسي للجزيرة. أ.ف.ب

Email