معظمهم من الأجانب والاستراليون الأكثر، 182 قتيلاً و300 جريح حصيلة انفجارات بالي، ميجاواتي تتعهد بملاحقة الجناة وأميركا تعرض المساعدة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 8 شعبان 1423 هـ الموافق 14 أكتوبر 2002 ارتفع عدد ضحايا الانفجارات التي هزت جزيرة «بالي» السياحية باندونيسيا إلى 182 شخصاً على الأقل في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من 300 آخرين وفقد كثيرون، فيما تصاعدت ردود الافعال المحلية والدولية الغاضبة تجاه الحادث الذي وصفه شهود العيان بأنه مروع حيث اختلطت الجثث وظهرت متناثرة ومتفحمة وممزقة في كل مكان. ووصفت ميجاواتي سوكارنو رئيسة اندونيسيا الانفجارات الثلاثة بأنها مخزية وتعهدت بملاحقة الجناة في حين ادانت الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا التي يعد ثلاثة ارباع الضحايا من مواطنيها الانفجارات ووصفتها بأنها عمل ارهابي وعرضت واشنطن مساعدتها على اندونيسيا تحقيق العدالة. وقالت سوكارنو بوتري انها بصدد معاينة الموقع مع العديد من الوزراء الا انها لم تذكر الجهة المحتمل ان تكون مسئولة عن التفجيرات وقالت ان الحكومة تدين بقوة الانفجارات. وتعهد البريجادير جنرال بودي سيتيوان قائد شرطة بالي بالاستقالة خلال شهر اذا فشل في العثور على الجناة في اكثر الهجمات دموية في تاريخ الجزيرة الحديث. وقال سيتيوان ان غالبية ضحايا الانفجارين من الاجانب، مشيراً إلى ان معظمهم من استراليا وان كان هناك ايضاً بريطانيون وكنديون وألمان وسويديون بين القتلى. وذكرت مصادر طبية ان ثمة صعوبة في تحديد هوية القتلى بسبب اعدادهم الكبيرة، وكذلك بسبب تفحم الكثير من الجثث. وذكرت تفاصيل المصادر الأمنية ان انفجاران أولاً هزا مقهى ساري كلوب المزدحم بالرواد ونادي ديسكو باديز القريب الساعة الحادية عشرة و12 دقيقة من مساء أمس الأول في منطقة ليجيان التي تنتشر فيها الملاهي واماكن الترفيه في بلدة كوتا على بعد 945 كيلومتراً جنوب شرق جاكرتا. وان انفجاراً آخر اشد قوة وقع في منطقة لا تبعد سوى حوالي مئة متر عن مقر القنصلية الأميركية في بالي. وأوضحت المصادر ان الانفجارات وقعت بعد وقت قصير من قيام السفارة الأميركية هناك باصدار تحذير للرعايا الأميركيين في انحاء العالم بضرورة توخي اقصى درجات الحذر في ضوء ما ورد من تهديدات للمصالح الأميركية في شريط تسجيل أذيع مؤخراً ونسبت هوية صاحبه إلى اسامة بن لادن، زعيم شبكة تنظيم القاعدة. وصرح وزير الأمن والشئون السياسية الاندونيسي بابمانج سوسيلو يودهوينو «ان الإرهابيين بيننا واصبحوا الآن امام اعيننا». وقال يودهوينو «لا اتوقع سماع تعليقات جديدة تقول ان الحكومة انما تختلق قصصاً حول وجود إرهابيين في البلاد». واضاف ان عمليتي التفجير بالقنابل في بالي خلال عطلة نهاية الاسبوع يمكن ان تكون بفعل إرهابيين اندونيسيين او اجانب او كلاهما. وكانت السلطات باغلاق مطار بالي الدولي وموانيء الجزيرة بصفة مؤقتة. وقد ادانت الولايات المتحدة بقوة التفجيرات واصفة اياها «بعمل ارهابي خسيس». وفي بيان صادر من السفارة الاميركية في جاكرتا عرضت واشنطن المساعدة في تعقب المسئولين عن الهجمات التي اسفرت عن قتلى معظمهم غير اندونيسيين. وقال البيان «تدين الحكومة الاميركية بأقوى لهجة ممكنة هذا العمل الارهابي الخسيس وتعرض الولايات المتحدة كل مساعدة ممكنة حتى تطبق العدالة على المسئولين عن هذا العمل الجبان». وذكرت مصادر امنية اقليمية الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة تدرس سحب بعض العاملين بالسفارة من اندونيسيا بعد انفجار قنبلة في العاصمة والذي اثار تساؤلات عن قدرة جاكرتا على تعزيز الاجراءات الامنية. وفي سيدني وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر أمس ان «العديد» من الاستراليين قتلوا في الانفجارات وقال الوزير الاسترالي «اننا على يقين ان العديد من الاستراليين قتلوا» في هذا الانفجار. واشار الى ان اربعين استراليا نقلوا الى المستشفيات بينهم 15 في حال الخطر لكنه اوضح انه لا يستطيع اعطاء ارقام دقيقة عن عدد القتلى. وقد ارسلت استراليا فريقا طبيا حملته طائرة عسكرية لمساعدة المستشفيات المحلية الاندونيسية واجلاء الضحايا الاستراليين. كما عرضت السلطات الاسترالية المساعدة في التحقيق الذي يمكن ان يكون عملا ارهابيا استهدف ملهى «ساري» وهو مقهى يرتاده الاستراليون. واعلنت شركة كانتاس الجوية الاسترالية انها ستسير رحلات خاصة الى اندونيسيا اعتبارا من الاحد لنقل الاستراليين من جزيرة بالي. وقال مدير كانتاس ان الشركة استدعت كل موظفيها لهذه الغاية. واعلن رسميا ان عددا من الدبلوماسيين الاستراليين توجهوا الى بالي فيما عرضت كانبيرا ارسال محققين وخبراء ورجال شرطة لمساعدة السلطات الاندونيسية. وقد نصحت بريطانيا من جانبها رعاياها بعدم السفر إلى اندونيسيا عقب الانفجارات. وقالت الحكومة البريطانية انها تنصح رعاياها بتأجيل السفر غير الضروري إلى المنطقة.

Email