الاكتفاء بضخ مياه الشرب والخبير الأميركي تفقد المشروع، بوادر تراجع لبناني في الوزاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 7 شعبان 1423 هـ الموافق 13 أكتوبر 2002 مع بوادر تراجع في الموقف اللبناني بسبب ضغوط أميركية من قضية مياه نهر الوزاني قرر لبنان الاكتفاء بضخ مياه الشرب من النبع اعتباراً من الأربعاء المقبل وأرجأ مشاريعه للري الى أجل غير مسمى في الوقت الذي تفقد فيه تشارلز لوسون خبير المياه الأميركي موقع مشروع الوزاني أمس، وتأكيد محمد بيضون وزير المياه اللبناني على ان 16 الجاري موعد نهائي لضخ مياه النهر. فقد ذكرت صحيفة «النهار» اللبنانية أمس ان بيروت قررت الاكتفاء حالياً بضخ مياه الشفة من نبع الوزاني اعتباراً من الأربعاء المقبل وارجأت الى أجل غير مسمى مشاريعه للري اثر ملاحظات أميركية. وكتبت الصحيفة «قرر لبنان الاكتفاء حاليا بضخ كمية جديدة من مياه نبع الوزاني لمياه الشفة ابتداء من الاربعاء المقبل، موعد تدشين المنشآت المستحدثة في انتظار انتهاء المنشآت المعدة للري الزراعي». وقالت «اعطيت تعليمات من اجل وقف تركيب القساطل المخصصة للري الزراعي والموجهة الى خزان بلدة الطيبة». واضافت «عزت مصادر مطلعة هذا الموقف الى ملاحظات اميركية ابرزها تقرير وضعه خبير الطاقة والمياه الاميركي». واوضحت الصحيفة «هذا لا يعني تراجعا عن الافادة من جزء من مياه النبع لاغراض الري الزراعي او الانصياع للرغبة الاميركية بتأجيل موعد الضخ بل ان التأجيل ناجم عن سبب تقني». وكان خبير المياه الأميركي قام أمس بجولة على منطقة نبع الوزاني ومجرى الحاصباني وسط اجراءات أمنية مشددة، ولوحظ ان الجولة تمت من دون وجود اي مسئول رسمي لبناني، واقتصر المشاركون على ممثلين عن الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، وان لوسون لم يتمكن من معاينة مضخات المياه الرئيسية المثبتة داخل غرف مخصصة على ضفاف النهر، بسبب رفض العمال فتح ابوابها امامه، بسبب عدم اعطائهم الاذن بذلك من قبل المسئولين عنهم في ادارة المشروع. ولم ينجح لوسون في ازالة صبغة التدخل الاميركي في جولته، رغم حرصه على احاطتها بغطاء دولي، حيث اصطحبه فيها نائب ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان ستيفان دوميستورا والباكستاني عمران رزق، ووفد من الاتحاد الاوروبي، فاكتفى بمعاينة مجرى النهر ومصافي التنقية وسط حوضه، والتقط صورا لمحيطه. ولوحظ ان اعضاء الوفد الذين كانوا يحملون آلات التصوير حرصوا على اتخاذ عدة لقطات لعلم «حزب الله» المرفوع على احد ضفاف النهر، ولم ينظر لوسون الى ملف كان يحمله ولو لمرة واحدة طيلة الجولة التي اقتادته ايضا الى محطة ثانية حيث تنشط الاشغال قرب خزان تجميع المياه الذي يبعد حوالي كيلو متر واحد عن مجرى النبع. ثم تفقد مع اعضاء الوفد بعض الاشغال القائمة، ثم عاين خزان المياه المخصص للبلدة، وانتقل بعد ذلك الى بلدة «الماري»، وعاين مجرى نهر الحاصباني الذي بات شحيحا منذ مطلع فصل الصيف. الجدير ذكره ان جولة لوسون هي الاميركية الثانية من نوعها منذ بدء الاعمال في الوزاني بعد جولة سبق ان قام بها الخبير المائي الاميركي جيم فيتش 16 الشهر الماضي. من ناحية أخرى أكد محمد بيضون وزير الطاقة والمياه اللبنانى ان السادس عشر من اكتوبر الجاري والذى حددته السلطات اللبنانية موعدا لتدشين مشروع ضخ المياه من نبع الوزانى هو موعد نهائى ولارجعة عنه. وشدد بيضون فى حديث خاص لاذاعة «صوت العرب» عبر الهاتف من بيروت على ان التهديدات الاسرائيلية لن ترهب لبنان، مشيرا الى ان هناك تأييدا عربيا واوربيا وتفهما دوليا لحق لبنان المشروع فى استخدام مياهه. واوضح وزير الطاقة والمياه اللبنانى ان هناك اعترافا اميركيا بحق لبنان فى استغلال مياهه وان اسرائيل لا يمكن ان تنكر الحق اللبنانى لكنها تريد جر لبنان الى نوع من الامر الواقع بعيدا عن قواعد القانون الدولية. بيروت ـ وليد زهر الدين:

Email