مقتل اسرائيلية واصابة خمسة آخرين بعملية استشهادية لم تنجح تماماً في تل أبيب، المقاومة تدمر دبابتين وجرافة في معركة لصد اجتياح رفح، ثلاثة شهداء و85 معتقلاً في احتلال انتقامي لـ 23 قرية في الضفة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 5 شعبان 1423 هـ الموافق 11 أكتوبر 2002 تصدت فصائل المقاومة الفلسطينية ببسالة لاجتياح صهيوني جديد لمنطقة رفح جنوب قطاع غزة فأصابت جندياً ودمرت دبابتين وجرافة عسكرية فيما سقط أحد المقاومين شهيداً إلى جانب طفل قتل برصاص الغزاة في وقت تمكن فدائي من التسلل إلى تل أبيب وتنفيذ عملية استشهادية استهدفت حافلة لم تنجح تماماً حين اكتشف أمره وأسفرت عن مقتل اسرائيلية، واصابة خمسة آخرين رد جيش الارهابي ارييل شارون عليها باحتلال 23 من قرى رام الله بالضفة الغربية واعتقال نحو 85 وقتل فلسطينياً آخر في الخليل. وقالت مصادر طبية فلسطينية أن «الطفل ثائر صلاح الحوت «12 عاما» أصيب بعيار ناري في الرأس أطلقه الجيش الاسرائيلي خلال انسحابه صباح «الخميس» من منطقة مخيم يبنا وبلوك (ج) للاجئين في منطقة قرب الحدود المصرية، والتي دمر الجيش الاسرائيلي خلالها نحو عشرة منازل». واندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحين فلسطينيين من مختلف الفصائل وجنود إسرائيليين مما أسفر عن استشهاد إيهاب فتحي المغير «18 عاما» من كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح. وأعلنت كتائب شهداء الاقصى في بيان استشهاد المغير، وأكدت في البيان أنها «دمرت جرافة عسكرية اسرائيلية من طراز دي-9». وقالت الاذاعة الاسرائيلية الملتقطة في غزة، أن سائق الجرافة وهو من وحدات الهندسة العسكرية، أصيب. كما أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مسئوليتها عن تفجير دبابة ميركافا إسرائيلية قرب الحدود المصرية الفلسطينية، عند بدء عملية التوغل من منطقة الشعوت. وقال شهود عيان ان الوحدات الاسرائيلية شوهدت وهي تقوم بسحب الدبابة المعطوبة إلى منطقة الحدود. وقالت كتائب القسام في بيان ان العملية وقعت في الساعة 30.11 من مساء «الأربعاء» وان «النيران شوهدت تشتعل بالدبابة التي لم تستطع حراكا، وما زالت قوات الاحتلال تحاول لملمة ما بقي من شظاياها». وتعهدت كتائب القسام «باستمرار مسيرة الجهاد والمقاومة حتى يصدح الأذان على شواطئ حيفا». كما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد مسئوليتها عن قصف دبابة اسرائيلية بقذيفة صاروخية قرب حاجز كيسوفيم في غزة. وكانت 40 دبابة وآلية عسكرية اسرائيلية وبمساندة ثلاثة طائرات مروحية توغلت فجراً مسافة تزيد عن 300 متر في مخيم ليبا تحت غطاء جوي كثيف. وقال ناطق باسم مديرية الامن العام الفلسطينية، إن 16 آلية تحركت من مستوطنة رفيح يام، باتجاه موقع تل زعرب العسكري، إضافة إلى ثماني آليات انطلقت من معبر رفح باتجاه حيي السلام والبرازيل، كما تحركت 11 دبابة وآلية من الشريط الحدودي باتجاه بلوك ج ومنطقة القصاص. ولاول مرة فرضت القوات الاسرائيلية حظر التجول على المنطقة التي أعيد احتلالها. وقالت مصادر أمنية إن مروحيات أباتشي إسرائيلية أطلقت أعيرة نارية باتجاه المخيم قبل أن يقوم الجيش الاسرائيلي باحتلال عدة منازل فلسطينية وهدم منازل أخرى. وقال شهود عيان، إن المقاتلين الفلسطينيين اشتبكوا مع الجيش الاسرائيلي، منذ بدء عملية التوغل. وذكرت مصادر طبية في مستشفى أبو يوسف النجار أن طفلا يبلغ من العمر عشر سنوات، أصيب بجراح خطيرة إثر إطلاق القوات الاسرائيلية أعيرة نارية أثناء تواجده في منزله بالقرب من الشريط الحدودي في رفح. كما أصيب الفتى إبراهيم هشام أبو خماش «15 عاما»، بعيار ناري في صدره «وحالته الصحية سيئة». وكان خبراء المفتجرات من الجيش الاسرائيلي قاموا بإبطال معفول عبوة ناسفة وزنها 100 كغ تقريباً تم العثور عليها في منطقة رفح استهدفت الدبابات الغازية. إلى ذلك قالت الشرطة الاسرائيلية ومصادر مستشفى ان فلسطينيا فجر نفسه أمس الخميس قرب حافلة جنوبي تل أبيب بعد ان منعه سائق الحافلة من الصعود وقتلت امرأة اسرائيلية في الانفجار وأصيب خمسة آخرون. وقال متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية انه هجوم انتحاري حاول مهاجم انتحاري ركوب الحافلة ورصده السائق ودفعه الركاب إلى الخارج «خارج الحافلة» ففجر نفسه. لكن افادات شهود العيان أشارت إلى ان منفذ العملية الاستشهادية حاول «التسلل» إلى الحافلة من الباب الخلفي عندما قام سائق الباص باغلاقه إلا انه علق به وسقط أرضاً وقالت احدى راكبات الباص ان السائق لم يلحظ منفذ العملية فأغلق باب الباص عليه وعلق رأسه في الداخل وجسمه خارج الباص، فصرخت للسائق «أنت تقتله، انت تقتله فانفتح الباب الخلفي وسقط على الطريق خارج الباص. سائق الباص اعتقد أن منفذ العملية «شخص عادي» وأفادت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية ان سائق الحافلة ظن في البداية أن الشخص مسافر عادي، إلا أنه عندما توجه إليه برفقة الطبيب داني إيليان الذي يعمل في مستشفى «تل هشومير» لتقديم المساعدة، دهشا لمشاهدة حزام ناسف على جسم الشخص فأدركا أنه منفذ عملية. وأمسك السائق والطبيب بالفلسطيني بالفلسطيني واتصلا بالشرطة الإسرائيلية وطلبا من المسافرين إخلاء الحافلة فوراً. وقال يوسي سيدبون قائد شرطة منطقة تل أبيب، اللواء ، من مكان العملية: «بعد أن أخليت منطقة العملية ترك سائق الباص والطبيب منفذ العملية ولاذا بالفرار، فقام منفذ العملية وركض حوالي 30 متراً وفجر نفسه بعيداً عن الباص» ويقدر اللواء سيدبون انه «ليس هناك شك في أنه تم إحباط عملية كبيرة. وتشير التحقيقات الأولية الى أن العبوة الناسفة تزن حوالي 5 كيلوغرامات». وقال شاهد عيان آخر: «كنت متوجهاً إلى الجامعة القريبة من مكان العملية، ورأيت أشخاصاً ينزلون من الباص بسرعة، ورأيت منفذ العملية يبتعد عن الباص في الطريق إلى محطة باص أخرى باتجاه جنديين وقفا بجانبها. ولاحظ الجنديان منفذ العملية عن بعد فابتعدا عنه إلا أن الفلسطيني فجر نفسه... الانفجار كان كبيراً جداً». رداً على ذلك قالت مصادر فلسطينية ان القوات الاسرائيلية اعتقلت أمس 85 فلسطينيا على الاقل في عملية اعتقالات كبيرة تركزت في منطقة رام الله، بوسط الضفة الغربية. وأضافت المصادر أن العديد من القوات الاسرائيلية مدعومة بالدبابات وناقلات الجند المدرعة دخلت 20 قرية على الاقل في المنطقة واعتقلت 65 فلسطينيا على الاقل. وذكرت تقارير الاذاعة الاسرائيلية أن معظم المعتقلين هم أعضاء في حركة المقاومة الاسلامية المتشددة (حماس)، مضيفة أن هناك «جهودا مركزة لاعتقال أعضاء حماس». وقال الفلسطينيون ان الاعتقالات يبدو أنها تأتي في إطار «عملية تطهير للمنطقة بأكملها». واعتقلت القوات الاسرائيلية نحو 10 فلسطينيين في بلدة يامون قرب جنين، و10 فلسطينيين آخرين على الاقل في مناطق نابلس وقلقيلية والخليل. واستشهد مواطن فلسطيني في مدينة الخليل بالضفة الغربية فيما أصيب آخرون بجروح خلال اشتباك جرى صباح أمس مع قوات الاحتلال الاسرائيلي طبقاً للقناة الفضائية الفلسطينية. غزة، رام الله ـ «البيان» والوكالات:

Email