وزراء اسرائيليون يفضحون «مسرحية» شارون وبن اليعازر، المستوطنون يتوعدون بمنع ازالة البؤر العشوائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 5 شعبان 1423 هـ الموافق 11 أكتوبر 2002 توعد المستوطنون بمنع خطة لاخلاء 24 بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة الغربية في اعقاب اخلاء نحو أربعة مواقع مهجورة تماماً وهو ما اعتبره الجانب الفلسطيني ذراً للرماد في العيون ولعبة خداع متفق عليها بين ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير حربيته بنيامين بن اليعازر، وكان مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة عقد جلسة طارئة، مساء الأربعاء، في أعقاب الحديث عن إخلاء 24 موقعاً استيطانياً في الضفة الغربية، قسم منها مأهول بالمستوطنين. ودعا المجلس هذا المستوطنين إلى عدم مواجهة جنود الجيش الإسرائيلي عند إخلاء المواقع، إلا أنه أوضح أنه يعارض إخلاء المواقع الاستيطانية المأهولة وأنه سيعمل على إفشال ذلك «بجميع الوسائل الديمقراطية، الشعبية والسياسية».وقالت مصادر في المجلس لـ «يديعوت أحرونوت» العبرية انهم ينظرون ببالغ الخطورة إلى عزم الحكومة إخلاء المواقع الاستيطانية غير القانونية وغير المأهولة، إلا أنهم »لا يعتزمون مواجهة القرار«. وعلى الرغم من ذلك، أعلن المستوطنون أنه بشأن المواقع الاستيطانية المأهولة، «فاللعبة ستكون مغايرة للغاية، نحن قادرون على قبول قرار إخلاء موقع استيطاني غير مأهول، لأننا نعلم أنه يمكن إعادته إلى سابق عهده بعد اسبوعين، إلا أنه لا يمكن إعادة عائلة تم إخلاؤها من موقع استيطاني مأهول». وقالت مصادر في أوساط المستوطنين، «سنذهب حتى النهاية، إذا قرر الجيش الإسرائيلي إخلاء مواقع مأهولة». وفي معرض رد مجلس المستوطنات على ذلك قالوا إنهم «يعون ذلك وسيحاولون بذل قصارى جهدهم من أجل منع المستوطنين من العمل بشكل مخالف للوسائل الديمقراطية». وأجريت في الأيام الأخيرة مشاورات بين مسئولين كبار في الجيش الإسرائيلي وبين جهات في مجلس المستوطنات بشأن قضية المواقع الاستيطانية «غير القانونية». وبحسب أقوال مصادر في أوساط المستوطنين، فإن اليعازر، تدخل في المشاورات. وبحسب ادعائهم، فقد تفجرت المحادثات بعد ان عرض موشيه كبلينسكي قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، أمام رؤساء مجلس المستوطنات قائمة تشتمل على 24 موقعاً استيطانياً، من بينها ثلاثة مواقع مأهولة: حفات غلعاد، غفعات أساف، أساف هيرشكوفيتش. وبحسب أقوالهم، فقد أعلمهم كبلينسكي أنه سيتم إخلاء هذه المواقع خلال أسبوع واحد. وعقب مكتب وزير الحربية الاسرائيلي بقوله «يعتزم الوزير إخلاء 24 موقعاً من المواقع التي جاءت في القائمة التي عرضها قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي امام رؤساء مجلس المستوطنات». وإذا استمر الطرفان في التمسك بمواقفهما، ولم يتم التوصل إلى اتفاق قبل إخلاء المواقع بمحض إرادتهم، سيبدأ الجيش الإسرائيلي بإخلاء تلك المواقع. وتقول المصادر في قيادة المنطقة الوسطى إن المواجهة مع المستوطنين «لا تخيفهم، لأن الجميع يفهم قواعد اللعبة: حيث لن يمس الجنود بالمستوطنين، والمستوطنون لن يمسوا جنود الجيش الإسرائيلي، الذين يدافعون عنهم بأجسادهم منذ أكثر من سنتين». وعلى الرغم من ذلك، تعتقد جهات في الجيش الإسرائيلي أنه وبعد إخلاء المواقع سيحاول بعض المستوطنين إقامة هذه المواقع الاستيطانية من جديد، في نقاط قريبة من المواقع التي تم اخلاؤها. وكشفت مصادر في وزارة الحربية عن خلاف بين اليعازر وشارون، بخصوص إخلاء المواقع الاستيطانية. وقال مصدر في الوزارة «لقد عرض وزير الدفاع أمام رئيس الحكومة خطة لإخلاء المواقع وكذلك المواقع التي سيتم إخلاؤها، إلا أنه من الصعب القول إن أمر إخلاء المواقع قد تم بناء على موافقة رئيس الحكومة». ونقلت الصحيفة عن وزراء اسرائيليين قولهم يدور الحديث عن «لعبة سياسية» مباعة ذلك لأن قائمة المواقع المعدة للاخلاء تبلورت في بداية الأسبوع بعلم كل الاطراف المعنية، وخرج الجميع رابحاً من هذه الصفقة: بن اليعازر عزز مكانته داخل حزب العمل، وشارون تجنب أزمة تمس بحكومة الائتلاف دون الدخول بمواجهات مع المستوطنين فيما حصل المستوطنون على وعد بعدم اخلاء مواقع استيطانية أخرى أكثر من المواقع الواردة في القائمة. إلى ذلك حذر تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية من خطورة اللعبة الاستيطانية التي يلعبها بن اليعازر بالتنسيق مع شارون وزعماء المستوطنين حول ازالة ما يسميه البؤر الاستيطانية غير الشرعية. وكان نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني قال ان تفكيك القوات الاسرائيلية نقطتي استيطان عشوائتين يشكل محاولة لذر الرماد في العيون. غزة ـ رام الله ـ «البيان»:

Email