صنعاء تطلب مساعدة دولية لدرء أخطار التلوث، وزير النقل اليمني لا يستبعد الارهاب من تفجير الناقلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 4 شعبان 1423 هـ الموافق 10 أكتوبر 2002 تفقد خبراء ومسئولون يمنيون وفرنسيون ناقلة النفط العملاقة «ليمبورج» أمس، فيما هاجم وزير يمني ملاك الناقلة لادلائهم بتصريحات تشير لوجود عمل ارهابي في حادث انفجار ليمبورج الأحد الماضي. كما تزايدت المخاوف في اليمن من كارثة بيئية بعد أن انتشرت بقعة نفط تسربت من الناقلة على مساحة 500 كيلومتر مربع وطلبت صنعاء مساعدات دولية لمكافحتها. وتفقد خبراء يمنيون وفرنسيون الناقلة العملاقة ليمبورج التي ترفع علم فرنسا أمس الأول بحثا عن دلائل تشير الى ما اذا كان الانفجار الذي تعرضت له حادثا ام هجوما متعمدا. ورأى مراسل «رويترز» الذي حلق في طائرة هليكوبتر فتحة بيضاوية الشكل يبلغ اتساعها نحو ثمانية أمتار وحوافها مثنية الى الداخل مما يشير الى ان الانفجار كان من الخارج. من جانبه حمل سعيد اليافعي وزير النقل والشئون البحرية اليمني بشدة على الشركة المالكة لناقلة النفط الفرنسية «ليمبورج» وشركة التأمين واعتبر ما صدر عن الطرفين تصريحات غير مسئولة ولم يستبعد تماماً وجود عمل ارهابي وراء الحادثة. وخلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس في مدينة المكلا قال اليافعي ان الزيارة التي قام بها فريق التحقيق أمس للناقلة لم يغير من موقفه السابق الذي يستبعد وجود عمل ارهابي، إلا انه عاد وقال ان علينا الانتظار لنتائج التحقيقات. وأوضح اليافعي ان مشاركة محققين أميركيين في التحقيقات جاء بناء على طلب من الجانب اليمني، وان هؤلاء سيعملون كمستشارين باعتبار الولايات المتحدة تتولى الاشراف على انشاء قوة خفر السواحل اليمنية. ونفى وزير النقل أنباء اغلاق ميناء «ضبه» بسبب احتراق الناقلة، وقال انه سيستقبل اليوم ناقلتين، وأضاف سواء كان الحادث مدبراً أم عرضياً فإن اليمن تضرر منه كثيراً على الصعيد السياسي والاقتصادي، واعتبر تناقض تصريحات قبطان الناقلة دليل على دقة ما يقوله، لأن تراجعه عن القول بأنه شاهد قارباً صغيراً يصطدم بالناقلة دليل على ان ذلك لم يكن دقيقاً، وشدد على ان التصريحات في القضية أمر محصور بالحكومتين اليمنية والفرنسية وفقاً لاتفاق الرئيس صالح وشيراك. وقال اليافعي ان شركات التأمين رفعت مبالغ التأمين على السفن المتجهة الى الموانيء اليمنية بنسبة تصل الى 250%. وأوضح انه علم من الموانئ في عدن والحديدة أن ملاك السفن أمروا سفنهم بتجنب الذهاب إلى اليمن خشية دفع رسوم تأمين أعلى. ووصف هذه التدابير بأنها «غير منطقية ولا أساس أو مبرر لها لان الموانئ اليمنية آمنة مئة بالمئة». وحول المخاوف البيئية قال اليافعي لوكالة «فرانس برس» «طلبنا مساعدة المنظمة البحرية الدولية التي يقع مقرها في لندن وكذلك المنظمة الاقليمية لحماية البيئة في البحر الاحمر وخليج عدن التي يقع مقرها في جدة (السعودية)». واضاف الوزير من مدينة المكلا على خليج عدن «يجب اعطاء الاولوية لتنظيف السواحل حيث تسربت كميات كبيرة من النفط. غير انه لا يمكننا القيام بالكثير لمواجهة النفط الذي توزع في اليمن بعيدا عن السواحل». وذكر تقرير رسمي أن بقع نفط تسربت من الناقلة ليمبورج بعد انفجارها أمام السواحل اليمنية تنتشر على مساحة 500 كيلومتر مربع. وأكد بيان يمني رسمي أن بقعا نفطية وأسماكا ميتة شوهدت في المنطقة الغربية من ساحل المكلا في بحر العرب بعد أن جرفتها رياح شديدة. وتفقد عبد الملك الارياني وزير السياحة الشواطئ الملوثة في ميناء الشحر. وقد اشتعلت النيران في الناقلة الفرنسية إثر انفجار وقع على بعد ستة كيلومترات من الميناء. وأوضح الارياني «تبذل حاليا جهود لتحديد حجم الاضرار والتلوث». وحذر مسئولون من محافظة حضرموت اليمنية التي تقف أمامها الناقلة المنكوبة من كارثة بيئية قائلين ان 350 ألف برميل سال منه النفط. ولكن شركة الشحن البحري الفرنسية التي تدير الناقلة ليمبورج قالت انه كان هناك 397 ألف برميل من النفط إجمالا على متن الناقلة في وقت الانفجار وأن أقل من ربع هذه الكمية تسرب. وتقول مصادر يمنية في الوقت ذاته ان الناقلة الفرنسية وتزن قرابة 992 ألف طن وطولها 332 متراً كانت قد وصلت من ميناء رأس تنورة السعودي وعلى متنها نحو 893 ألف برميل من النفط الخام. صنعاء ـ «البيان»:

Email