منظمة التحرير تحرم الاقتتال الداخلي وتطالب بتسليم قتلة أبو لحية، تجدد الاشتباكات بين الشرطة الفلسطينية وحماس في غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 3 شعبان 1423 هـ الموافق 9 أكتوبر 2002 تجددت المواجهات أمس بين الشرطة الفلسطينية وعناصر من حركة حماس في غزة اثر قيامهم بالقاء قنبلة على مركز للشرطة في المدينة رغم بيان لفصائل منظمة التحرير دعا لتحريم الاقتتال الداخلي وطالب بتسليم قتلة العقيد راجح أبو لحية، ويقدر عددهم ما بين عشرة و15 تتجه الشرطة لبدء حملة لاعتقالهم وسط تأكيد السلطة الفلسطينية على انه لا سيادة لفصيل فوق سيادة القانون. وتجددت الصدامات ظهر أمس بين رجال الشرطة الفلسطينية وعناصر من حركة حماس في مدينة غزة وذلك غداة المواجهات المماثلة التي جرت امس الأول وسقط خلالها اربعة قتلى. وقال مصور وكالة «فرانس برس» ان الصدامات جرت «عندما قام بعض افراد من حماس خلال تشييع اثنين من حماس قتلا امس الأول في غزة برشق مجمع الاجهزة الامنية الفلسطينية وسط مدينة غزة (السرايا) بالحجارة كما قام احد المتظاهرين بالقاء قنبلة من صنع محلي على المجمع نفسه لم تسفر عن وقوع اصابات بل احدثت صوت انفجار». واضاف «ان المتظاهرين قاموا ايضا بتحطيم سيارة للشرطة وكشك تابع لشرطة المرور في المنطقة» موضحا ان «بعض المتظاهرين منعوا المصورين من تصوير الاحداث». وقال «ان افرادا من الشرطة تدخلوا وقاموا باطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين كما استخدموا قنابل الغاز والصوت والهراوات ضد المتظاهرين». وكان محمود عصفور أحد المسئولين في الشرطة الفلسطينية أعلن أمس ان الشرطة تبحث عن 10 الى 15 مشتبه فيهم يقيمون في مخيم النصيرات بجنوب غزة وانها طالبت بتسليمهم. وصرح عصفور «نطلب تسليم المجرمين. ان الشرطة ستطاردهم حتى يتم القبض عليهم» ولكنه اقر بأن قواته لم تتمكن امس الأول من توقيف المجرمين المفترضين بسبب اضطرابات اندلعت في النصيرات. وقال عصفور ان الصدامات وقعت الاثنين بين نحو 500 شرطي وخمسة آلاف متظاهر قتل اثنان منهم خلال الاشتباك «ولكننا لسنا متاكدين ان الشرطة قتلتهما». وأوضح ان 82 شخصا نصفهم من رجال الشرطة اصيبوا في هذه الصدامات مضيفا ان نحو 500 من رجال الشرطة ما زالوا مستعدين اليوم الثلاثاء للتدخل في المخيم. وتسعى الشرطة الفلسطينية في النصيرات الى توقيف فلسطينيين تشتبه في انهما قتلا رئيس وحدة مكافحة الشغب في الشرطة الفلسطينية راجح ابو لحية صباح أمس الأول وقال عصفور «عندما حاول رجال الشرطة الدخول الاثنين الى المخيم اعترضهم حشد من خمسة آلاف شخص دعتهم حماس الى التظاهر» وأكد «ان نداءات صدرت عن المساجد دعت الى التصدي لرجال الشرطة في عملية التوقيف». الا ان عصفور قال ان على الصعيد السياسي كل الفصائل ومسئولي السلطة الفلسطينية «يسعون الى التقليل من اهمية الازمة وتهدئة الوضع» مضيفا «ان المواجهات بين الفلسطينيين تصب في فائدة اسرائيل فقط. ان هذا بعينه ما تسعى اليه اسرائيل». وقال احمد عبدالرحمن امين عام مجلس الوزراء الفلسطيني أمس تعقيبا على الاشتباكات الداخلية ان اسرائيل آخر من يستطيع ان يثير القسمة والفتنة بين الفلسطينيين. ومضى عبد الرحمن يقول للصحفيين «لدينا مشاكل كباقي الشعوب لكن لا سيادة لأي فصيل فوق سيادة القانون وكل من له حق فليذهب الى المحكمة ويطالب بحقه». وكانت الفصائل الفلسطينية المنضويه في منظمة التحرير الفلسطينية دعت أمس الى «تحريم الاقتتال الداخلي». وقالت الفصائل الفلسطينية في بيان انها «تدين كل محاولات زرع الفتنة وتهييج النفوس وتحرم الاقتتال الداخلي ولن تسمح بالمس بقدسية وحرمة الدم الفلسطيني كما تعرب عن اسفها لسقوط الضحايا الابرياء». واعتبرت الفصائل «ان الدم الفلسطيني مقدس، وان السلاح الفلسطيني يجب ان يصوب فقط للعدو الاسرائيلي». واضاف بيان الفصائل «في الوقت الذي تقوم فيه قوات الارهاب الاسرائيلي بارتكاب مجازرها البشعة ضد جماهير شعبنا قامت مجموعة مسلحة بالاعتداء على القانون وسيادته وامن المجتمع والوطن، متنكرة بزي الامن الوطني بارتكاب جريمة قتل بشعة بدم بارد وذلك باغتيال المناضل الشهيد العميد راجح ابو لحية». ودعا البيان الى «ادانة واستنكار هذه الجريمة النكراء والبشعة والمشبوهة الدوافع، حيث تأتي ودماء شهداء وجرحى مجزرة خانيونس، وعدم توفير أي غطاء سياسي أو امني للجناة القتلة، والعمل على ضرورة تسهيل القاء القبض عليهم للجهات الرسمية المختصة لتقديمهم للقضاء ومحاكمتهم وفقا للقانون». ودعت الفصائل «الى اخذ الحيطة والحذر من كل محاولات حرف نضاله وانتفاضته عن اهدافها الرئيسية والوقوف صفا واحدا لافشال ووأد الفتنة والحفاظ على الوحدة الوطنية». وكالات

Email