اتهامات «مكررة» في خطاب استغرق نصف ساعة، بوش يحرض العالم والكونغرس ضد العراق ويعدد أسباب الضربة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 3 شعبان 1423 هـ الموافق 9 أكتوبر 2002 أعرب جورج بوش الرئيس الاميركي عن مخاوفه من ان يحاول العراق مهاجمة الولايات المتحدة بأسلحة كيماوية أو بيولوجية تطلقها طائرات يتم التحكم فيها عن بعد وتعهد باستخدام كل ما أوتي الجيش الاميركي من قوة لمواجهة الخطر العراقي. وقال في كلمة الى الامة استغرقت 30 دقيقة في مركز متحف سينسيناتي «نرفض العيش في خوف». وفي كلمة لبيان حججه التي اعتاد تكرارها ضد صدام حسين الرئيس العراقي حاول بوش تشكيل الرأي العام والتأثير على المناقشات الدائرة في الكونغرس لضمان تأييد كاسح لقرار يصدر في الايام القليلة المقبلة ويجيز استخدام القوة العسكرية ضد العراق اذا اقتضت الضرورة. وقال بوش «الخطر بالفعل كبير وسوف يقوى بمرور الوقت» مشيرا الى مزاعم بأن صدام يملك اسلحة كيماوية وبيولوجية ويمكنه تطوير قنبلة نووية خلال اقل من عام اذا حصل على قدر بسيط من اليورانيوم المخصب. وفي محاولة لتهيئة الاميركيين لاحتمال الحرب قال بوش انه يأمل الا تكون هناك حاجة الى عمل عسكري ولكنه قد يكون ضروريا وصعبا. وحذر الضباط العراقيين من اتباع أي اوامر من صدام بتنفيذ «اجراءات وحشية يائسة». واضاف قوله انه «اذا امر صدام حسين بتنفيذ مثل هذه الاجراءات فينبغي لضباطه ان يرفضوا تلك الاوامر. واذا لم يرفضوا فيجب ان يفهموا ان كل مجرمي الحرب سيتم ملاحقتهم وعقابهم». وقال الرئيس الاميركي «اذا اضطررنا الى التحرك فسوف نتخذ كل اجراء احتياطي ممكن. وسوف نقوم بالتخطيط بعناية ونتحرك بكل ما أوتي الجيش الاميركي من قوة وسوف نتحرك والحلفاء الى جانبنا وسوف تكون لنا الغلبة». وقال بوش ان العراق يملك صواريخ ذاتية الدفع ربما يبلغ مداها مئات الاميال وهي على قدر من القوة يكفي لضرب السعودية واسرائيل وتركيا واجزاء اخرى في المنطقة يوجد فيها اكثر من 135 الفا من الاميركيين المدنيين والعسكريين. واضاف قوله والاهم من ذلك ان العراق لديه اسطول متنام من الطائرات المأهولة وغير المأهولة التي يمكن استخدامها في نشر اسلحة كيماوية او بيولوجية في مساحات واسعة. وقال ان الولايات المتحدة تخشى ان العراق يستكشف سبل استخدام مركبات جوية غير مأهولة في مهاجمة الولايات المتحدة. وقال بوش «نخشى ان يكون العراق يستكشف سبل استخدام مركبات جوية غير مأهولة في مهام لمهاجمة الولايات المتحدة. ولا يلزم بالطبع وجود انظمة اطلاق متطورة لشن هجوم كيماوي او بيولوجي فكل ما هو مطلوب هو عبوة صغيرة وارهابي او عميل مخابرات عراقي لاطلاقها». وقال بوش ان الولايات المتحدة مستعدة ان تقود تحالفا ضد العراق اذا لزم الامر مع سعي واشنطن الى اقناع مجلس الامن الدولي بالموافقة على قرار جديد يقضي بنزع سلاح بغداد والا واجه عملا عسكريا وسط تشكك من جانب روسيا وفرنسا في ضرورة اتخاذ مثل هذه الخطوة. وقال بوش «لقد انتهى وقت النفي والخداع والتأخير. ويتعين على صدام حسين نزع سلاحه بنفسه والا فسنقود تحالفا لنزع سلاحه من اجل السلام». واضاف ان الخيار الوحيد امام صدام هو الاذعان التام و«الوقت المتبقي لهذا الخيار محدود». واشار بوش الى هجمات 11 من سبتمبر قائلا ان العراق وتنظيم القاعدة جرت بينهما اتصالات على مستوى رفيع يرجع تاريخها الى عقد وان من قادة القاعدة الذين فروا من افغانستان الى العراق «زعيما بارزا جدا في القاعدة» تلقى علاجا طبيا في بغداد هذا العام. مهما يكن من امر فان المسئولين الاميركيين لم يقدموا حتى الآن أي أدلة تربط العراق بهجمات 11 من سبتمبر. وقال بوش ان التقاعس عن المواجهة سيشجع الطغاة ويمكن الارهابيين من الحصول على اسلحة جديدة وموارد جديدة و«يجعل الابتزاز سمة دائمة للاحداث العالمية». وقال «العراق قد يقرر يوما ما تقديم سلاح بيولوجي او كيماوي الى جماعة ارهابية او ارهابيين افراد». ورغم ان الرئيس الاميركي وجه كلمته في الاساس للشعب الاميركي الا انها استهدفت ايضا المجتمع الدولي وهو يشرح تصميم الولايات المتحدة على التصدي للعراق ويحاول تبديد شكوك الدول الاعضاء في مجلس الامن بشأن استخدام القوة المسلحة ضد العراق. واضاف قوله انه اذا لم تتحرك الامم المتحدة فانها ستصبح غير ذات صفة واذا لم تتدخل الولايات المتحدة فانها ستوطن نفسها على مستقبل من الخوف «وهو ما لم اعهده في اميركا التي اعرفها وما لم اعهده في اميركا التي اخدمها». وقال ان موافقة الكونغرس على قرار ضد العراق سيرسل اشارة الى بغداد والامم المتحدة مؤداها ان هذا البلد متحد. واضاف بوش «ان موافقة الكونغرس على هذا القرار لا تعني ان العمل العسكري وشيك ولا بد منه.. هذا القرار سيقول للامم المتحدة وجميع الدول ان اميركا تتحدث بصوت واحد وانها مصممة على ان تكون مطالب العالم المتحضر ذات معنى». وقال بوش الذي يتعرض لضغط من الديمقراطيين المعارضين لايضاح رؤيته للعراق بعد صدام ان الولايات المتحدة سوف تساعد في تقديم احوال معيشية افضل لشعب العراق. وقال «اميركا صديق لشعب العراق. ومطالبنا موجهة فحسب الى النظام الذي يستعبدهم ويهددنا. وحينما تلبى هذه المطالب فان اول واكبر نفع سيصيب الرجال والنساء والاطفال العراقيين». رويترز

Email