مهاتير ينتقد سياساتها «غير العقلانية»، أميركا تلاحق أحد رعاياها في ماليزيا بتهمة الارهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 2 شعبان 1423 هـ الموافق 8 أكتوبر 2002 ذكرت تقارير صحافية في كوالالمبور أمس ان شخصا يشتبه في أنه إرهابي أميركي، يقيم في ماليزيا منذ يناير الماضي، اختفى في أعقاب طلب رسمي من الولايات المتحدة بتعقبه واعتقاله، في حين وجه مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي مجدداً انتقادات حادة للسياسات الأميركية «غير العقلانية» في مكافحة الارهاب. وقد نشرت صور فوتوغرافية لاحمد إبراهيم بلال (24 عاما) في الصحف المحلية أمس إلى جانب تقارير بأن عبدالله أحمد بدوي نائب رئيس الوزراء الماليزي أكد الطلب الذي قدمه مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (إف.بي.آي) للمساعدة في إلقاء القبض على المتهم بالارهاب. يذكر أن أحمد مطلوب لدى الولايات المتحدة بسبب ما يزعم من تآمره على شن حرب ضدها ودعمه لتنظيم القاعدة الارهابي الذي يتزعمه أسامة بن لادن، المشتبه في أنه وراء هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. غير أن عبدالله قال ان الطلب الذي قدمه ال«اف.بي.آي» لاعتقال وترحيل أحمد سيتعين أن تتم دراسته بعناية قبل اتخاذ أي إجراء في هذا الصدد. ونقلت صحيفة نيو ستريتس تايمز عن عبدالله قوله «إن (الولايات المتحدة) تطلب بالفعل تعاوننا لتعقب هذا الشخص». وأضاف قائلا «وباعتباره مواطنا أميركيا، وجدوا أنه خالف قانونهم ويطلبون (اعتقاله)». وتابع عبدالله «(إلا) أنه لم يقم بأي شيء يخالف قوانيننا».وقال التقرير ان آخر مرة شوهد فيها أحمد الذي يدرس في جامعة إسلامية في ماليزيا منذ يناير من هذا العام، كانت السبت الماضي، مضيفا أن الشرطة تعتقد أنه اختفى بعدما تم تنبيهه إلى أن الاميركيين يسعون لاعتقاله. وتضمن التقرير مقابلات مع زملاء أحمد السابقين الذين وصفوه بأنه كان ودودا ومرحا و«متدينا جدا». كما نقل التقرير عن مصادر الشرطة قولها ان السلطات قامت بالفعل بتنبيه المسئولين بمراقبة منافذ البلاد سعيا لالقاء القبض على المشتبه به. وقد حظيت ماليزيا التي كانت قد اعتقلت عشرات من الاشخاص المشتبه في أنهم من المتشددين الاسلاميين خلال العام الماضي، بثناء الولايات المتحدة لدعمها لها في الحرب ضد الارهاب. ورغم ذلك اعتبر رئيس وزراء ماليزيا أمس ان السياسة الاميركية في مجال مكافحة الارهاب «غير عقلانية» وان القضاء على الرئيس العراقي صدام حسين لن يحل المشكلة. وقال مهاتير في تصريح صحافي ادلى به على هامش اجتماع آسيوي للمنتدى الاقتصادي العالمي «ان الاميركيين غاضبون وهناك ما يبرر غضبهم لانها المرة الاولى (في الحادي عشر من سبتمبر) التي تتعرض فيها الولايات المتحدة للهجوم على ارضها. الا ان الناس عندما يكونون غاضبين يصبحون غير عقلانيين وهذا ما نراه يحصل اليوم». وأخذ رئيس وزراء ماليزيا على الولايات المتحدة عدم اعطاء اهمية للأوضاع التي تؤدي الى قيام الارهاب. وقال لدى استقباله ممثلين عن الصحافة الدولية في مقره الرسمي في بوتراجايا العاصمة الجديدة لماليزيا قيد البناء قرب كوالالمبور «اذا كنتم تريدون محاربة الارهاب عليكم ان تحددوا الاسباب التي تجعل الارهابيين يفعلون ما يفعلونه. عليكم ان تعرفوا لماذا هم حانقون ولماذا كل هذا القنوط». وتابع «ما يحصل اليوم هو تعزيز لاسباب الارهاب بدلا من الحد منها». وتطرق الى النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني معتبرا ان «الغضب يتنامى في العالم الاسلامي وعلى الاميركيين ان يعوا ذلك». وتابع مهاتير «ان التخلص من صدام حسين لن يحل المشكلة» مبديا تشككه بنتائج الحملة لتغيير النظام في العراق الذي تدعو اليه الولايات المتحدة مضيفا «حتى ولو تم اقرار الديمقراطية في العراق ستبقى هناك مشاكل». وبعد ان اعتبر ان الحرب الوقائية التي تدعو اليها الولايات المتحدة تواجه بمعارضة في جميع انحاء العالم وحتى في الولايات المتحدة اعرب عن الأمل «بأن يتظاهر الناس ليقولوا للرئيس بوش ان الطريق التي يسلكها ليست الطريق الجيدة». الا انه بالمقابل اعرب عن شكه بقدرة الدول الاسلامية ودول جنوب شرق آسيا «الضعيفة جدا والمفككة جدا» على تغيير السياسية الاميركية. (د.ب.أ ـ أ.ف.ب)

Email