ناقش مع مساعديه سبل تطوير الدفاعات الجوية، صدام : لن نخضع للضغوط الأميركية والنصر للعراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 2 شعبان 1423 هـ الموافق 8 أكتوبر 2002 أعلن صدام حسين الرئيس العراقي، ان بلاده لن تخضع للضغوط الأميركية الرامية الى استصدار قرار جديد من مجلس الأمن بفرض شروط قاسية على بغداد، مؤكداً خلال اجتماع مساء أمس الأول مع كبار مساعديه العسكريين ناقش خلاله سبل تطوير الدفاعات الجوية العراقية، ان أميركا في وهم كبير، وان العراق سينتصر في أي مواجهة مقبلة. وأكد الرئيس العراقي خلال الاجتماع الذي حضره نجلاه عدي المشرف على تشكيلات« فدائيو صدام» المسلحة وقصي المشرف على الحرس الجمهوري ووزير الدفاع وقائدا الدفاع الجوي وسلاح الصواريخ ، ان العراق لم يخلق للاستسلام كما ان العراقيين لم يخلقوا ليحكموا من قبل المستعمرين ايا كانوا. وشدد على ان العراق لن يستجيب للضغوط التي تمارس ضده مؤكدا «اذا ظنوا ان العراق ربما يحقق لهم بالضغط ما ينوون تحقيقه خسئوا بالإجرام المباشر والقتل المباشر والعدوان المباشر وبالتهديد فهم على وهم كبير، وان العراق باق وله رب يحميه ومعه كل المؤمنين الشرفاء في العالم». وأوضح «لو أجرينا استكشافا لتأريخ العراق لوجدنا ان عدو العراق لا يتعامل معه تعاملا سياسيا سلميا أبدا بل انه ما ان تتاح امامه الفرصة يحاول ان يسحق العراق سحقا كاملا لأنه يعرف خواصه المركزية ويعرف ان اهدافه الوطنية بقدر ثقله الحضاري في التأريخ». وفيما يبدو انه رد على عروض تقدم بها بعض المسئولين العرب او الاجانب تتعلق بتجنب المجابهة مع الولايات المتحدة من خلال الاستسلام لها باعتبارها متفوقة عدديا وتسليحيا قال الرئيس العراقي «ان صاحب الدار المعتدى عليه لا يسلم داره الى اللصوص حتى لو كان لا يمتلك الا سكينا يقاتل بها اللصوص الذين يمتلكون بندقية»، مشيرا الى ان المعركة لا يحسمها المقتدر فنيا فحسب. واشار الى ان العراقيين لم يختاروا المعركة مع العدو مؤكدا «ان العدو هو الذي يعد نفسه ليهاجمنا ولينتزع اهدافا عزيزة علينا نكون من دونها عبيدا من غير هوية ولا شرف ولا مال ولذلك فبما بأيدينا من سلاح وبعد الاتكال على الله مع الايمان ولأننا على حق فنحن قادرون على مواجهة أي معتد من أينما كان ومهما كانت جنسيته او لونه او اسمه». ووجه حديثه الى القادة العسكريين الحاضرين قائلا «توكلوا على الله والنصر لكم ليس بمعنى النتيجة الفنية التي تحسب بعقول باردة وانما بمعنى ان الله معكم وأنكم قادرون على مقاومة العدو وعلى جعله غير قادر على تحقيق اهدافه ان شاء الله وعند ذلك سيكون قد هزم». وبشأن قبول العراق استئناف عمل المفتشين الدوليين على الاسلحة المحظورة فيه قال «عندما رأى العراق ان العالم انجر الى الكذبة الاميركية واصبح الجميع بما في ذلك العرب والمسلمون والاجانب يطالبون العراق بأن يسمح لفرق التفتيش بالعودة لأن هذا هو طريق منع العدوان وفى الوقت نفسه يفتح المجال لرفع الحصار ومع أننا نعرف ان مصممي هذه الافتراءات كاذبون قبلنا بعودة فرق التفتيش». واتهم الرئيس العراقي الولايات المتحدة وبريطانيا بتعمد اثارة الاكاذيب ضد بلاده بافتعال الازمات حول امتلاك العراق اسلحة دمار شامل رغم انه تخلص منها تنفيذا لقرارات قال «انها صممت في ظروف غابت فيها كل الارادات القادرة على موازنة ارادة الشر الاميركية» موضحا «ان العراق نفذ تلك القرارات طبقا لرؤية اراد بها ان يدفع بالضرر الاقل الضرر الاكبر ولأن العالم لم يكن يسمع ما يقوله العراق فقد التزم بالقرارات التي صدرت رغم انها غير قانونية في حساب القانون الدولي الذي انشأوه هم وهى قرارات تناقض ميثاق الامم المتحدة». وحول المساعي الاميركية والبريطانية الهادفة الى استصدار قرار جديد من مجلس الامن والتصريحات الداعية الى عدم عودة المفتشين بانتظار صدور هذا القرار تساءل الرئيس العراقي قائلا «ماذا يعنى هذا؟ انه يعنى انهم كاذبون في الادعاء الاول وانهم لا يريدون لكذبتهم ان تنكشف سريعا وانما يثيرون الغبار والدخان حول الموضوع لكي ينسى العالم الكذبة الاولى بالقول ان هنالك اسلحة تدمير شامل ويبدأون بمناقشة هل يتخذ مجلس الامن قرارا جديدا ضد العراق، ام يجب ان تعود فرق التفتيش الى العراق»؟ وأكد «ان الادارة الاميركية والادارة الصهيونية التي تقتل شعب فلسطين وتنتهك مقدساتهم اصبحتا حالة واحدة فكل واحدة منهما تغطى على الفعل الشرير للاخرى، فالصهيونية العالمية تساوم الادارة الاميركية بقولها، اذا فعلتم كذا نفعل كذا، أي اذا سكتم عن الجرائم في فلسطين نسهل لكم ارتكاب الجرائم في العراق». بغداد ـ كامل عبدالله:

Email