الانتحار.. الاستسلام ..أو تسليم السلطة، نهاية صدام في عيون المعارضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 1 شعبان 1423 هـ الموافق 7 أكتوبر 2002 هل يلقي الاميركيون القبض على صدام حسين الرئيس العراقي؟ هل يقدم صدام على الانتحار؟ هل يشعل النار في آبار النفط العراقية؟ ام هل يستقيل؟ سيناريوهات متعددة تطرحها اشاعات متناقضة يروج لها معارضون عراقيون. غير ان هؤلاء المعارضين كانوا متفقين في ردهم على اسئلة وكالة فرانس برس «على النهاية المحتومة» للرئيس العراقي المعروف بارادته الحديدية وتعطشه غير المحدود للسلطة. وقال الشريف علي بن الحسين قائد الحركة الملكية الدستورية «اذا شعر صدام بأن سقوط نظامه حتمي، فان الاحتمال الاكبر هو ان يسلم نفسه للجيش الاميركي على ان يقتل على ايدي العراقيين عندما تعم الفوضى وعدم السيطرة على الاوضاع في البلاد». اما توفيق الياسري وهو من كبار الضباط السابقين في الجيش العراقي فيؤكد «ان كل من يعرف صدام حسين جيدا يدرك انه لن يقبل بفكرة ترك العراق مهما كانت النتائج» وسيفضل «ان يقتل نفسه بدلا من ترك» البلاد. وذكر الياسري الذي اختار المنفى على اثر التمرد الشيعي والكردي في جنوب العراق وشماله اثر حرب الخليج انه «بعد رحيل شاه ايران الى منفاه في عام 1979 قال الرئيس العراقي في حديث صحفي معلقا: لماذا يحمل الرجل مسدسه؟ قبل ان يضيف نحن نعرف ان الرجل يحمل مسدسه ليستخدمه وقت الضرورة. وكان على الشاه ان يستخدم مسدسه ويقتل نفسه بدلا من ان يوافق على ترك ايران». اما وفيق السامرائي الذي كان يشغل منصب رئاسة الاستخبارات العراقية فيقول نقلا عن «مصادر في الداخل» ان «صدام حسين اوعز للقيادة العسكرية باتخاذ التدابير اللازمة كتفجير آبار النفط في محافظتي البصرة (جنوب) وكركوك (شمال) في حال حصول الهجوم وتدهور الوضع العسكري». ويوضح ان هذا الحريق «يهدف الى تعقيد عملية الرصد الجوي للاهداف العراقية حيث ستمنع السحب الدخانية السوداء الرؤية». ولم يستبعد الشريف علي بن الحسين مثل هذا السيناريو. ويشير الى ان «التجربة اثبتت ان صدام قادر على ارتكاب عمل بهذه الفظاعة» في اشارة الى الحرائق الضخمة التي اشعلتها القوات العراقية لدى انسحابها سنة 1991 في 727 بئرا نفطيا كويتيا. ويؤكد البير ييلدا من التحالف الوطني العراقي «نحن نعرف ان صدام شيطاني وانه بامكانه فعل اي شيء للبقاء في الحكم». وبحسب اليكس ستانديش رئيس تحرير الدورية المتخصصة «جاينز انتليجنس ريفيو» فإن مثل هذا العمل «سيكون له هدف مزدوج يتمثل في جعل اصابة بعض المواقع الاستراتيجية بالغ الصعوبة والتسبب في اضرار فادحة للصناعة النفطية والبيئة في المنطقة». اما بالنسبة الى مشعان الجبوري رئيس حزب الوطن العراقي الذي يتخذ من دمشق مقرا فإن كل ذلك «كلام سخيف وغير منطقي». وبحسب الجبوري وهو ايضا رجل اعمال معروف فانه «ليس امام صدام حسين من خيار سوى الاستقالة في اللحظة الاخيرة لقلب الطاولة على الكل وتجنب الضربة الاميركية». ويضيف «اعتقد ان صدام سيسلم السلطة الى مجموعة من الشخصيات من المعارضة في الخارج والداخل ممن يعرف عنهم مواقفهم الوطنية، والذين لهم علاقات جيدة مع الاميركيين والبريطانيين ودول الجوار». واشار الى ان بين هذه الشخصيات مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والفريق نزار الخزرجي قائد اركان الجيش العراقي السابق اللاجيء في الدنمارك منذ سنة 1999 والزعيم الشيعي جواد الخالصي. ويتابع الجبوري «ان ذلك يستدعي بالطبع تنظيم انتخابات ديمقراطية وتفتيش خبراء الامم المتحدة دون شروط المواقع العراقية» المشتبه باحتوائها اسلحة دمار شامل. ويؤكد الجبوري «هكذا فقط سيكون بامكان صدام النفاد بجلده وتجنيب العراق هجوما اميركيا». أ.ف.ب

Email