الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: جيش الاحتلال لن يهزمنا وشارون كارثة على الجميع

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 29 رجب 1423 هـ الموافق 6 أكتوبر 2002 شن نايف حواتمة الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين هجوما عنيفاً على السلطة الفلسطينية وحركة حماس وحملهما مسئولية ما يجري للفلسطينيين سواء بسواء مع الارهابي ارييل شارون. ودعا حواتمة الفصائل الفلسطينية الى وقف العمليات الاستشهادية داخل اراضي الـ 48 او ما يعرف بالخط الاخضر وطالب بحصر الانتفاضة داخل اراضي 1967 ضد جنود الاحتلال والمستوطنين واخراج المدنيين من معادلة الاستهداف وقال حواتمة في حوار مع موقع «arabynet» الاسرائيلي على شبكة الانترنت ان الانتفاضة يجب ان تكون سلمية مؤكداً ان العمليات الاستشهادية ضد المدنيين داخل اسرائيل تضر بالشعب الفلسطيني.. والى نص الحوار: ـ حسب رأيك، ما هو دور السلطة الفلسطينية في التدهور الحالي؟ ـ لقد أفشلت السلطة، من خلال حركة فتح، مع حركة حماس، في اغسطس الماضي، اتفاقاً فلسطينياً شاملاً حول خطة قومية فلسطينية هدفت الى تحقيق الاصلاحات الحقيقية في السلطة وفي مؤسساتها، وخلق قانون انتخابات جديد يعتمد على النسبية ويسمح بتمثيل كل فئات الشعب الفلسطيني، بدل البقاء مع قانون الانتخابات الحالي الذي يرجع إلى العصور الوسطى، والذي يمنح القوة لحركة فتح وللتحالفات بين فتح ورؤساء الحمائل الفلسطينية، فقط. لقد قامت لجنة مشتركة مثلت خمسة فصائل فلسطينية قيادية بصياغة هذا الاتفاق، الذي كان من المفروض أن يتم توقيعه في الثالث عشر من اغسطس، وكان من الممكن لهذا الاتفاق أن يؤدي إلى تغيير الأوضاع في أوساط الفلسطينيين وأن يشكل قاعدة لحكومة جديدة وينفذ برنامج الاصلاحات ويبادر إلى استئناف المفاوضات على أساس مقررات الشرعية الدولية. وحسب أقوال حواتمة، كان من المفروض أن يتم بناء على هذا الاتفاق تشكيل حكومة وحدة، كان يمكن لها من خلال العمل على تطبيق خطة اصلاحات حقيقية، أن تؤدي إلى حدوث تغييرات. لكنه يعتقد أن السلطة الفلسطينية، ممثلة بفتح إضافة إلى حركة حماس، ولأسباب ضيقة، أفشلتا الاتفاق الذي كان يمكنه تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. ـ يمكن الفهم من أقوالك بأن المذنب هو ليس شارون والحكومة الإسرائيلية، فقط؟ ـ حكومة شارون تتحمل مسئولية ضخمة عن الأوضاع. عندما ساد الهدوء في الفترة الأخيرة، صعدت إسرائيل من عمليات القتل والهدم والاغتيال. لقد سادت ستة أسابيع من الهدوء، لكن سياسة إسرائيل لم تتغير. إلى جانب ذلك، أقول، بشكل انتقادي وصريح بأن السلطة الفلسطينية تتحمل المسئولية، أيضاً. فالسلطة ليست معنية باجراء إصلاحات حقيقية ولا تملك أية خطة للاصلاح. بعد عشر سنوات من المعاناة نتيجة إتفاقيات اوسلو، يريد غالبية الشعب الفلسطيني، بل ويحتاج إلى التغيير الحقيقي، من خلال تصحيح الأخطاء التي أسفرت عنها سياسة السلطة وتطورات الانتفاضة ومقاومة الاحتلال. ـ أي أخطاء للانتفاضة تقصد؟ ـ على الفصائل الفلسطينية وقف العمليات الاستشهادية داخل الخط الأخضر. ويجب حصر الانتفاضة داخل مناطق 67، ضد الجنود والمستوطنين واخراج المدنيين من دائرة العنف. الانتفاضة يجب أن تكون سلمية، شعبية وذات قاعدة واسعة. إن العمليات «الاستشهادية» التي تنفذ ضد المدنيين داخل إسرائيل، تتسبب بأضرار للشعب الفلسطيني، ويخطئ من يقول بأن هذه العمليات هي التي تتسبب بأضرار حقيقية للجمهور وللمجتمع الإسرائيليين، لأن شارون أثبت مقدرته على التسبب بأضرار للشعب الفلسطيني، تفوق الأضرار التي يمكن أن تلحقها كل الفصائل الفلسطينية مجتمعة، بإسرائيل. ومن شأن تركيز العمليات المسلحة ضد الجنود والمستوطنين في مناطق 67، وإخراج المدنيين من دائرة العنف إعادة ثقة الجمهور الإسرائيلي بجدية النوايا السلمية الفلسطينية. وينتقد حواتمة ما يسميه التوجه الاعلامي الإسرائيلي نحو عرض الفلسطينيين كوحدة واحدة: س«الإسرائيليون، سواء كان ذلك نتيجة جهل أو مكر أو نوايا مقصودة، يعرضون الفلسطينيين كوحدة واحدة ولا يحددون الفارق بين التيارات المختلفة.» أنا أدعو إلى وقف «العمليات الاستشهادية»، كما دعوت مع أصدقائي قادة الأحزاب العربية، إلى اخراج الجمهور العربي داخل إسرائيل من دائرة العنف والعمل المسلح. يتحتم على الفلسطينيين انتهاج خطوات تشجع معسكر السلام الإسرائيلي. ـ لكن معسكر السلام الإسرائيلي ضعيف جداً اليوم، وغالبية الجمهور يميل نحو اليمين؟ ـ لقد شاهدت الاستطلاعات التي تشهد على ذلك، لكن هناك حاجة إلى خطة فلسطينية حقيقية تعتمد على قرارات الأمم المتحدة وفكرة دولتان لشعبين بحيث تقوم الدولة الفلسطينية على أراضي 67 وهذا يتطلب تدخل العالم من أجل اقناع إسرائيل بالأمر. لقد أعلنت قبل الانتخابات الإسرائيلية، وعبر وسائل الاعلام الإسرائيلية، بأن شارون سيجلب الكارثة للشعبين وأنه يجب سد الطريق أمامه لمنع سد طريق السلام. ـ اذا لم تتوقف الانتفاضة لن تجري إسرائيل مفاوضات سياسية، وأميركا تدعم ذلك؟ ـ من الذي يحتل من؟ من الذي يمارس إرهاب الدولة ضد من؟ العالم كله يعترف بمناطق 1967 كمناطق محتلة وبأن هناك حاجة إلى مقاومة الاحتلال. إن إستمرار الاحتلال هو المحرك الأساسي للعنف. ـ وإذا توقف العنف، هل تعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى سلام مع إسرائيل؟ ـ شارون الذي يعتبر كارثة للشعبين، لا يملك أي خطة للسلام. إذا كانت لديه خطة، فانها تتحدث عن دولة فلسطينية في الضفة، بل وعن 42% من الأراضي فقط، دون أن يكون هناك أي تواصل جغرافي. كما أن شارون يتحدث عن اتفاق مرحلي مداه عشر سنوات، سيتم خلالها توسيع المستوطنات. الفرصة الوحيدة أمام الشعبين تكمن في التوصل إلى اتفاق سلام متوازن يعتمد على قرارات الأمم المتحدة ولا يكون مجزوءاً أو مؤقتا، لأن اتفاقيات كهذه فشلت. لا يوجد أي مفر آخر أمام الشعبين. ويقول حواتمة، أيضا، إنه يتحتم على كل إتفاق أن يأخذ في الاعتبار بأن 62% من الشعب الفلسطيني هم لاجئون، وانه يتحتم حل مشكلة اللاجئين على أساس القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة. وحسب أقواله فإن الجمهور الإسرائيلي معبأ ضد الفلسطينيين وضد فرص السلام: «لقد أسروا هذا الجمهور بشعار «دعوا الجيش ينتصر»، لكنني أقول بانه ليس هناك أي أمل بأن ينجح الجيش بهزم الشعب الفلسطيني. على معسكر السلام الإسرائيلي التوحد وصياغة خطة سلام والنزول إلى الشارع. أنا على إتصال مع أطراف واسعة في معسكر السلام الإسرائيلي، وأعتقد انه يتحتم على حمائم حزب «العمل» اخراج حزبهم من حكومة المتطرفين، وأن يشكلوا بديلاً سلمياً للجمهور الإسرائيلي. في المقابل، ولتشجيع هذا التوجه، يتحتم على الفلسطينيين الطموح إلى إجراء اصلاحات حقيقية لديهم تقرب الديمقراطية البرلمانية الحقيقية، بحيث تعتمد، كما في إسرائيل، على قانون انتخابات نسبي وعلى اجتثاث الفساد». ويقول حواتمة إن اميركا هي التي حصرت كل القوة داخل السلطة الفلسطينية بأيدي مجموعة من الأشخاص، وأن الشعب الفلسطيني يطالب بابعاد هؤلاء عن دائرة السلطة. وحسب أقواله فإن الاصلاحات التي تتحدث عنها أميركا وإسرائيل لن تقود إلى أي مكان، لأنها تتطرق إلى إجراء اصلاحات في الأجزاء العالية من الهرم الفلسطيني وليس عن إجراء إصلاحات بنيوية حقيقية يمكنها أن تؤدي إلى تغيير أوضاع الشعب الفلسطيني وأن تشكل قاعدة للتفاهم السياسي بين الجانبين. ـ الا تتخوفون من أن تقود الضغوط الاميركية على سوريا إلى المس بوضعيتكم وبنشاطاتكم داخل سوريا؟ ـ أنا أؤمن بأن سوريا لن تخضع للضغوط الأميركية، وقد مورست مثل هذه الضغوط على سوريا في السابق، ووجدنا الطرق الكفيلة بممارسة العمل لصالح نصف مليون لاجئ يعيشون في سوريا، مثلما لنا حق العمل من أجل كل الاربعة ملايين لاجئ فلسطيني. لقد اجتزنا فترات أصيب بها عملنا، لكننا وجدنا دائما الطرق لمواصلة العمل من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني ومن أجل السلام والدولة المستقلة.

Email