اعتبرت قانون القدس جزءاً من الحرب الصليبية وطالبت بسحب السفراء العرب من واشنطن، المقاومة تحذر من فقدان واشنطن دورها في السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 26 رجب 1423 هـ الموافق 3 أكتوبر 2002 حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية واشنطن من انها تغامر بفقدان دورها في عملية السلام اثر اقرار القدس عاصمة لإسرائيل واعتبرت ذلك جزءاً من الحرب الصليبية التي كان لسان جورج بوش الرئيس الأميركي «زل» بها مطالبة الدول العربية بسحب سفرائها من الولايات المتحدة للتشاور. وعبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التى يتزعمها ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني وحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، وحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عن موقفها في بيانات منفصلة. وحذرت حركة فتح «من النتائج والانعكاسات الخطيرة المترتبة على القرار» وطالبت «الادارة الاميركية بوقف وابطال مفعول هذا القرار الخطير»، واعتبرت ان «سماحها بتنفيذه وسكوتها عليه من شأنه ان يطوي وينهي دورها في المنطقة ويفقدها دور الوسيط في عملية السلام ويزيد من تفاقم الازمة وحالة الانفجار وسكب الزيت على النار المشتعلة في المنطقة». وطالب حركة فتح في بيانها ايضا «جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ولجنة القدس ودولة الفاتيكان والاتحاد الاوروبي ومجلس الامن الدولي بالتدخل والتحرك العاجل والضغط على الادارة الاميركية لالغاء هذا القرار الخطير والتأكيد على ان مدينة القدس الشريف مدينة فلسطينية محتلة وعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة وأي مساس بهذا الثابت يعتبر تحديا واستفزازا لمشاعر العرب والمسلمين والمسيحيين في العالم». ومن جهتها اعتبرت حماس القرار «اعتداء مباشرا على حق الشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية في القدس واستفزازا لمشاعر المسلمين في انحاء المعمورة وانتهاكا لحرمة المسجد الاقصى». واشارت حماس الى ان «موقف الرئيس بوش من القانون هو دلالة جديدة على انحياز الولايات المتحدة الاميركية الفاضح للكيان الصهيوني وانتهاكا للقرارات الدولية التي تدعي الادارة الاميركية زورا وبهتانا احترامها لها وتسعى للتمترس بها في حربها المقبلة على العراق». واكدت حماس ان «هذا الموقف يستدعي وقفة عربية واسلامية على الصعيدين الرسمي والشعبي ضد هذا التشريع والضغط على الادارة الاميركية بشتى الوسائل المتاحة لدفعها للتراجع عن هذا التشريع الذي يؤكد ايضا عدم جدوى المراهنة على الموقف الاميركي الذي يتربص بهذه الامة ويسعى الى اضعافها وكسر شوكتها ونهب ثرواتها». وناشدت حركة الجهاد الاسلامي «كل الحكومات والشعوب ان تتصدى لهذه المؤامرة الجديدة على مدينة القدس بكل الوسائل الممكنة حتى يرد كيد الظالمين الى نحرهم، كما ندعو كل الواهمين من دعاة الاستسلام ان يتركوا رهانهم على السياسات الاميركية التي يفتضح امرها يوما بعد يوم». من جهته قال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ان قرار الكونغرس ومصادقة بوش عليه بشأن القدس يعكس نزعة أميركية متصاعدة في العداء للشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية. وأضاف لـ «البيان» كما انه يعكس استهتاراً اميركياً بالشرعية الدولية وارتداداً عن التزامات قطعتها الإدارات الأميركية المتعاقبة على نفسها بالتعامل مع القدس العربية باعتبارها جزءاً من الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان عام 1967. وتابع خالد ان الكونغرس تحول بهذا الموقف الى كونغرس صهيوني وان حديث الرئيس بوش بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر عن بدء الاستعدادات لحملة صليبية ضد العرب والمسلمين لم يكن مجرد زلة لسان. ودعا البرلمانات في الدول العربية بشكل خاص والعالم الإسلامي بشكل عام لقطع علاقاتها مع الكونغرس الاميركي المتصهين، وقال ان الأمر يفرض على الملوك والرؤساء والامراء العرب وغيرهم من القادة في عدد من البلدان الإسلامية استدعاء سفرائهم من واشنطن للتشاور كرسالة واضحة للرئيس الأميركي وادارته بأن الموقف الأميركي لن يمر دون ردود فعل تتناسب وهذا الاستهتار بالعالمين العربي والإسلامي وبالشرعية الدولية. وأكد عضو اللجنة التنفيذية لـ «م ت ف» انه لاسلام ولا أمن في المنطقة بدون عروبة القدس وعودتها إلى السيادة الفلسطينية. غزة ـ «البيان» ووكالات:

Email