الترابي أصيب في السجن ونقل إلى المستشفى، المهدي والمعارضة اليسارية في مقدمة مشيعي ود المكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 26 رجب 1423 هـ الموافق 3 أكتوبر 2002 نقل حسن الترابي الزعيم الاسلامي السوداني المعارض الليلة قبل الماضية الى مستشفى «شاهرون» التابع لوزارة الداخلية، وذلك في أعقاب اصابته في رأسه من جراء سقوطه على حائط السجن عندما كان يهم بالوضوء لصلاة العشاء، حسب افادة زوجته وصال المهدي ل«البيان». وبالتزامن وري الثرى أمس جثمان أحمد عثمان مكي القيادي الاسلامي وأحد تلاميذ الترابي المعروفين والذي توفي الجمعة الماضي بمدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية. وكان ود المكي (وهو اللقب الذي اشتهر به) بزغ نجمه في السبعينيات بالخرطوم، عندما كان رئيسا لاتحاد الطلاب وقاد مظاهرات طلابية مناهضة لنظام نميري، كادت أن تؤدي لسقوطه في انتفاضة عرفت باسم «ثورة شعبان». ووصل جثمان ود المكي في تمام الساعة السادسة صباحاً الى مطار الخرطوم، حيث كان برفقته زوجته د. ليلى حسن وابنتها هند. (وهي خريجة كلية القانون من احدى الجامعات الأميركية). وكانت قد كرمت على مستوى الولايات المتحدة لتفوقها في علم ادارة الأعمال في احدى الجامعات الأميركية. اضافة الى ان ثلاثة من أصدقاء الفقيد وشكلت القوى السياسية المعارضة حضوراً كبيراً أثناء تشييع الجثمان، حيث شارك كل من الصادق المهدي ورئيس الوزراء السابق زعيم حزب الأمة وعدد من قيادات حزبه، اضافة لغازي سليمان المحامي والحاج وراق حسين أحمد وعمر حضره والحاج مضوي محمد أحمد وغيرهم من القيادات. فيما غاب على غير المتوقع الفريق عمر البشير رئيس الجمهورية ونائبه الأول علي عثمان محمد طه، وشارك مسئول الحكومة الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون السلام، حيث وصل الى المقبرة باكراً برفقته عدد من الوزراء والقيادات الحكومية. واصطفت أعداد كبيرة من مناصري حزب الترابي (المؤتمر الشعبي) وهم يرددون شعارات مناهضة للحكومة خلال فترات متقطعة، غير ان اجهاش العديدين بالبكاء فرض جواً حزيناً قلص من مساحات الاستجابة لمحاولة تسييس مراسيم التشييع. وكان عدد من الاسلاميين قد جاهروا خلال اليومين الماضيين بدعوة الحكومة لاطلاق سراح الترابي ليقوم بأداء صلاة الجنازة على القيادي المرموق للحركة الاسلامية، إلا ان تعدد الدعوات لم تجد اذاناً صاغية من الحكومة التي اضطرت أمس لنقل الترابي الى مستشفى «ساهرون» بعد أن أصيب في رأسه، وقالت وصال المهدي زوجة الترابي ل«البيان» ان زوجها كان يهم بالوضوء لصلاة العشاء واتكأ على ماسورة المياه التي انكسرت فارتطم رأسه بحائط السجن المبني من الحجر، حيث أصيب عند جبهته بالشق الأيمن. وقالت ان الفحوصات الأولية بالأشعة أثبتت انه لا يعاني من شيء لكنه لازال محتجزاً داخل المستشفى وذكرت وصال ان زيارته ممنوعة باستثناء أسرته من درجة القرابة الأولى. الخرطوم ـ عثمان فضل الله:

Email