باراك: بغداد تملك الكيماوي وتستخدمه في «المأزق»، بن اليعازر وبيريز يهونان من مخاوف هجوم عراقي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 26 رجب 1423 هـ الموافق 3 أكتوبر 2002 تضاربت رؤى الزعماء الاسرائيليين حيال تعرض الدولة العبرية لخطر هجوم عراقي. وفيما هون مسئولون كبار من مخاوف في هذا الشأن زعم ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق أمس الاربعاء ان العراق يملك اسلحة كيميائية وبيولوجية لكن ليس لديه اكثر من «12 الى 15 منصة لاطلاق الصواريخ» القادرة على اصابة اهداف في اسرائيل. وقال باراك للاذاعة العامة الاسرائيلية ان «لدى العراق مزيدا من الاسلحة غير التقليدية الكيميائية والبيولوجية مما كان لديه ابان حرب الخليج (في 1991) لكنه يملك فقط 12 الى 15 منصة اطلاق صواريخ، وطائرات بدون طيار يمكن ان تتيح مهاجمة اسرائيل». غير ان باراك قال ان «هناك فرصا ضئيلة ان تتمكن هذه الطائرات بدون طيار من دخول الاجواء الاسرائيلية بدون اعتراضها». وقال باراك الذي يزور واشنطن ان صدام حسين الرئيس العراقي قد «يعمل على استخدام هذه الاسلحة غير التقليدية ضد مصالح اسرائيلية او لدول مجاورة للعراق او لاسرائيل اذا ما وجد نفسه في مازق». من جانبه اشار بنيامين بن اليعازر وزير الدفاع الاسرائيلي ان العراق لم يتأكد بعد ان لديه اسلحة نووية وقال ان اسرائيل مستعدة قدر استطاعتها لمواجهة اي هجوم واثار شكوك حول احتمال ان يهاجم صدام بلاده. وقال بن اليعازر في تصريحات اذاعها راديو اسرائيل «اعتقد ان اسرائيل لم تكن ابدا على هذه الدرجة من الاستعداد التي تشهدها الان سواء فيما يتعلق بالاجراءات الدفاعية او الهجومية». وأضاف «ستكون الاقنعة الواقية من الغازات في متناول كل مواطن اسرائيلي اذا ما احتاج اليها. لدينا كل ما نحتاج اليه سواء من الامصال او الاقراص كما انني لست واثقا من ان العراق سيهاجمنا». وبدوره ابلغ شيمون بيريز وزير الخارجية الاسرائيلي راديو اسرائيل امس ان بلاده يجب الا تعرقل الحملة الاميركية على العراق ويجب ان تستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين. وفي تصريحات منفصلة أثناء جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست صرح بن اليعازر بأنه لا يتوقع ان يقوم العراق بهجوم صاروخي على إسرائيل، وبأن قدرة صدام حسين القتالية محدودة. وقدر ان: «العراقيين سيتحركون ضد إسرائيل فقط عند تعرضهم لوضع حرج جداً. سيفعل الأميركيون كل ما هو ممكن للقضاء على القدرات العراقية، كي لا تتيح لإسرائيل المجال في الرد. بالرغم من قدرة العراق على اطلاق صواريخ أرض ـ أرض لكن هذه الصواريخ محدودة في حمل الرؤوس الكيماوية والبيولوجية اذا تعرضنا لهجوم فمن حقنا الدفاع عن أنفسنا». وصرح العميد يوسي كوبرفسر، رئيس شعبة الدراسات والأبحاث لدى الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، خلال الجلسة بأن العراقيين لا يكثرون الحديث عن الهجوم على اسرائيل خوفاً من ان يقوم الآخرون بنبذهم لديهم مشكلة ترتبط بالسلاح غير التقليدي ولهذا فهم سيتطلعون لاستخدام الأسلحة التقليدية، وبالمقابل يقومون بتدريب منظمات إرهابية». وثارت تكهنات في اسرائيل عن رد فعل محتمل من جانب العراق والاشكال التي قد يتخذها. واطلق العراق 39 صاروخا على اسرائيل خلال حرب الخليج عام 1991 لكن لم يكن أي منها يحمل رؤساً غير تقليدية وكانت الخسائر محدودة للغاية. وفي الاسابيع القليلة الماضية قامت وزارة الصحة الاسرائيلية بتطعيم عمال الاغاثة ضد الجدري ووفرت اجساماً مضادة اخرى تحسبا لأي هجوم عراقي بأسلحة كيمياوية او بيولوجية. وتواجه اسرائيل ضغوطا اميركية مثل التي شهدتها في حرب عام 1991 لعدم المشاركة في أي حرب حتى لا ينفر ذلك الدول العربية التي تسعى واشنطن لحشد تأييدها. لكن رئيس الوزراء ارييل شارون اشار الى ان بلاده قد ترد في حالة تكبدها خسائر كبيرة في الارواح او تعرضها لهجوم بأسلحة غير تقليدية. وكان طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي في 27 سبتمبر ان بلاده لا تملك وسائل لضرب اسرائيل في حال تعرض العراق لهجوم اميركي. وقال عزيز «ليست لدينا وسائل لمهاجمة اسرائيل ولا نملك صواريخ بعيدة المدى». ولكن وزير التجارة العراقي مهدي صالح هدد منتصف سبتمبر بضرب اسرائيل اذا ما شاركت في هجوم اميركي على العراق. واكد ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل الاسبوع الماضي ان اسرائيل ستتخذ التدابير اللازمة في حال هاجمها العراق واستخدم اسلحة دمار شامل. وفي 1991 اطلق العراق 39 صاروخ ارض ـ ارض من نوع سكود على اسرائيل اسفرت عن مقتل شخصين واصابة المئات بجروح. ولم ترد اسرائيل على الضربات بطلب من الولايات المتحدة التي كانت تخشى انفراط التحالف المناهض للعراق. القدس المحتلة ـ «البيان» ـ وكالات:

Email