بعد تحويل حزب العمل الى اغنام في حظيرة السفاح، رامون ومتسناع يطالبان بالانسحاب من حكومة شارون

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 25 رجب 1423 هـ الموافق 2 أكتوبر 2002 اجل مؤتمر حزب العمل الاسرائيلي امس موضوع دعم او رفض ميزانية ارييل شارون التقشفية حيث انشغل بالصراع بين المتنافسين الثلاثة على زعامته حيث دعا اثنان منهم حاييم رامون وافراهام متسناع الى انسحاب الحزب من حكومة شارون بعد ان تحول الى اغنام في حظيرة الاخير فيما دافع بنيامين بن اليعازر عن البقاء في هذه الحكومة. ومنيت سياسة رئيس حزب «العمل» الاسرائيلي، وزير الأمن، بنيامين بن اليعازر، امس الأول بهزيمة ساحقة في مؤتمر الحزب الذي رفض التصويت الى جانب مشروع الميزانية العامة لدى عرضها على التصويت امام الكنيست، في النصف الثاني من الشهر الجاري، اوكتوبر. وقرر المؤتمر المطالبة بنقل 2.5 - 3 مليارات شيكل من الميزانيات المخصصة للاحزاب الدينية المتزمتة والمستوطنات، الى بنود اخرى في الميزانية كشرط للتصويت معها امام البرلمان. وقرر المؤتمر طرح الموضوع للتصويت ثانية امام مركز الحزب، اذا لم يتم التوصل الى اتفاق مع وزارة المالية حول هذه المطالب. وسيكون المركز وحده مخولا بالتصديق عليها. مع ذلك سجل بن اليعازر انتصارا في المؤتمر بنجاحه بزيادة عدد اعضاء المركز الى 2200 عضو وتعزيز مكانته فيه، وكذلك في قبول اقتراحه تعيين شيمون بيريز رئيسا فخريا للحزب. وكان مؤتمر «العمل»، الذي انعقد في تل ابيب، امس الأول، تحول الى «حلبة مصارعة» حقيقية بين عدد من اقطابه المتنافسين على «الكرسي الاول»، وانصارهم، في ظل خلافات حادة على الموقف العام من الميزانية العامة المقبلة، وما يحف به من تناقضات، ومسألة بقاء الحزب في حكومة شارون. وشهد المؤتمر «طوشة عمومية» حوصرت سريعا بين انصار عدد من المرشحين لرئاسة الحزب. فقد قام انصار بن اليعازر بالتشويش على متسناع خلال القاء كلمته امام اعضاء المؤتمر. وقال متسناع امام المندوبين «من الصواب محاربة الارهاب ولكن يتوجب علينا الانسحاب من الحكومة من اجل انقاذ هذا البلد ومن اجل انقاذ الحزب». اما رامون فقال «لم يعد لنا اي نفوذ داخل الحكومة». وتساءل «لو كنتم تعلمون منذ سنة ان هذه الحكومة ستعيد احتلال الاراضي (الفلسطينية) وتدمير السلطة الفلسطينية واغراق (البلاد) في اسوأ عملية ركود اقتصادي هل كنتم شاركتم فيها؟». واكد رامون ان «شارون فشل على مستوى الامن والسياسة والمجتمع والاقتصاد. لقد فشل كرئيس للحكومة ونحن شركاء في هذا». وتابع قائلا ان الحل الوحيد هو في «انفصال احادي الجانب عن الفلسطينيين وانسحاب من غزة ومن المستوطنات (في الضفة وغزة) وكذلك الانسحاب من رام الله ونابلس» اللتين اعاد الجيش الاسرائيلي احتلالهما مع مدن اخرى في الضفة الغربية. وتساءل رامون عما اذا اصبح حزب العمل مجرد وسيلة «لمنع الحمل» في حكومة شارون، قائلا للوزراء: لقد كان شارون يحترمكم في البداية، على الأقل، لكنه لم تعد لدينا كرامة، والحزب الذي يفقد كرامته يفقد خلاصة وجوده، انا اشعر انه يتعامل مع «العمل» كتعامله مع الاغنام في حظيرته، اننا نصمت ونسير وراء الراعي شارون دون ان ننبس بكلمة، واذا فتحنا افواهنا ونطقنا بكلمة فانها تخرج بهدف التهليل لشارون، وكلكم تعرفون ما هو مصير الاغنام في حظيرة شارون، وانا لا اريد هذه النهاية لحزب العمل». اما الوزير بنيامين بن اليعازر المؤيد لتصويت العمل مع الميزانية فقد هاجم اعضاء قيادة الحزب المطالبين بالخروج من حكومة «الوحدة الوطنية» قائلا ان الانشقاق الان عنها سيدخل البلاد في فوضى انتخابات خلال ثلاثة شهور، هي ليست مهيأة لها الان. ورد على اتهامه من قبل متسناع بأنه حول حزب العمل الى «ليكود ب» وقال: «لست ليكود ب»، وانما «العمل أ». ولكن يبدو لي انه يوجد بيننا من يريد تحويلنا الى «ميرتس ب» او «ج». ومن المفضل ان يذهب هؤلاء الى هناك (الى ميرتس) مباشرة». القدس ـ عبدالرحيم الريماوي:

Email