الروائي الاسرائيلي ديفيد غروسمان: الغرب يحاصر المقاومة الفلسطينية «بالارهاب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 25 رجب 1423 هـ الموافق 2 أكتوبر 2002 تساءل الروائى الاسرائيلى ديفيد جروسمان فى مقال نشرته امس صحيفة الجارديان البريطانية عن السبب الذى لايزال ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلى يحتفظ معه بالشعبية رغم ما جره على اسرائيل وعلى الشعب الأسرائيلى من ويلات وبرغم أنه يقود الدولة العبرية فى واحدة من أشد فتراتها دموية وقمعا. وفى تحليله للأسباب الذى فاقمت الوضع ليصل الى ما آل اليه الان يرى جروسمان أن الجذور ربما تعود الى ما قبل تفجرالانتفاضة الفلسطينية قبل عامين بدخول شارون ساحة المسجد الأقصى ويعتقد أن الاعوام السبعة التى سبقت انتفاضة الأقصى شهدت الارهاصات التى أفضت لما تلاها من أحداث ففى تلك الفترة بذل الاسرائيليون والفلسطينيون كل ما فى وسعهم «على حد قوله» لعرقلة وأرباك اتفاقات أوسلو الهشة حيث ضاعف الاسرائيليون أعداد المستوطنين وهرب الفلسطينيون الأسلحة استعدادا للحرب. واشار الى أن القلائل فى اسرائيل هم الذين كان بوسعهم الأصغاء الى التحذيرات والشكاوى التى أطلقها الفلسطينيون من اتفاقات أوسلو معربا عن اعتقاده بأن هذا خطأ اسرائيل التاريخى بينما يأخذ على الفلسطينيين فى الوقت نفسه ما يصفه بالحماقة لردهم على استفزازات شارون باللجوء الى العنف غير المحدود. فالعامان الماضيان صاغا مأساة فى رأيه على أكثر من مستوى. وقال جروسمان ان صناع السياسية فى الغرب باتوا ينظرون لأى عمل فلسطينى حتى ولو كان مبررا على أنه ارهاب ومن شأن هذا اصابة القضية الفلسطينية بالشلل. ويمضى جروسمان لتوضيح ابعاد الوضع الراهن على الجانبين برسم المفارقة التى تعيشها اسرائيل التى تشهد أشد فتراتها التاريخية سوءا على مدى الاعوام الخمسة والثلاثين الماضية.. فأمنها واقتصادها ومعنوياتها فى انحسار.. ومع هذا يظل شارون باخفاقه وفشله فى رئاسة الحكومة الاكثر شعبية. ويرى أن تفسير هذا أمر بسيط يتمثل فى انه نجح وبمساعدة ليست بالقليلة من جانب المتشددين الفلسطينيين فى حمل الشعب الاسرائيلى على أن يختزل رأيه فى الصراع الاسرائيلى الفلسطيني المعقد فى سؤال واحد فالاسرائيليون لايفكرون الان الا فى أمنهم الشخصى وهى بلا شك قضية تنطوى على اهمية بالغة ولاسيما فى ضوء الوضع الراهن فدهاء شارون السياسى هو أنه نجح فى أختزال القضية برمتها فى بعد واحد وهكذا صارت الاجابة على السوال الاعقد والأكبر المتمثل فى كيف يمكن لاسرائيل أن تحقق لنفسها الامن هى « عن طريق القوة » وهذا هو مجال خبرة شارون أى القوة والمزيد من القوة. أ.ش.أ

Email